اليمن وآفاق الصراع
د. مهند مبيضين
جو 24 : قبل عام وتحديدا في 21/1/2014 خطب الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي بمناسبة اغتيال عضو مؤتمر الحوار اليمني الدكتور احمد شرف الدين بقوله:» لن نخرج، وسنستمر وستخسر قوى الشر، اثبتوا، الهروب والخروج هو الضعف، هو تسليم قوى الخير لقوى الشر..» ثم بكى في ذلك اللقاء، وهتف له الجمهور أملاً منهم برؤية اكتمال ربيع اليمن الذي أصابه اليتم مبكراً، وبعد عام استقال ووضع اليمن في يد القوى المتطرفة التي سماها قوى الشر، وعلى مدى عام سلمهم اليمن على طبق من الشر والفوضى.
لم يكن عبد ربه منصور رئيساً لليمن، بل كان يدير الحوار الذي لم يكتمل ولم يتحقق من نتائجه إلا الهيمنة والتحكم بمصائر الدولة حتى وضع الحوثيون أيديهم على مفاصل الحكم ونهبوا القصر الرئاسي فلم يكن يستطيع البقاء واباح اليمن للقوى الحوثية التي تهدد الجنوب السعودي وبحر العرب ومدخل البحر الأحمر الجنوبي لكي تحقق بذلك الرد والوعيد الإيراني على المملكة العربية السعودية، وفي ذات الوقت تقفز الروح الانفصالية في الجنوب ليشق طريقه في رحلة العودة لدولة اليمن الجنوبي المستقل.
لم يكن الرئيس اليمني ولا حكومته المستقيلة في ذات الليلة إلا ضحية للإهمال العالمي والعربي والذي ترك اليمن للشيطان، ولم يكن باستطاعته أن يقوم نفوذ الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان بقاؤه في اليمن خطيئة كبيرة لكي يقوض الثورة اليمنية وينهي الربيع اليمني ببنادق التطرف والتشدد الحوثي.
والسؤال ما السيناريوهات المقبلة بشأن الحالة اليمنية؟إنها تظل محدودة في ظل الفشل بالانتقال السلمي من حالة الثورة إلى الدولة،ومن دولة الوحدة والجمهورية الموحدة، إلى الدولة الطائفية، بحيث دخلت الدولة إلى فضاء الدولة الفاشلة وخيار الصوملة،فلم تعد المطالب الحوثية بالاكتفاء بجيب مستقل في صعدة، ولم يعد الوصول لميناء بحري على البحر الأحمر مطمعاً، ولم تعد وثيقة المبادرة الخليجية مرجعاً للحوار ولم يعد بقاء لطاولة الحوار ولا جدوى من دولة الوحدة التي مزقتها الخيبات والخيانات.
الحوثيون فرغوا من تحقيق مطالبهم وآمالهم وهيمنتهم ولم تعد عزيمتهم تطلب حصة وازنة في التشكيلة الحكومية، هم الدولة اليوم وهم الحكومة وهم المتحكمون بالأسلحة والجيش، وفي المقابل أمامهم تحدي الحكم، ولن يكون هناك حل إلا بالعودة للساحات وتجديد الثورة اليمنية ودعم القوى الشبابية، للضغط على القوى الحوثية بالعودة للمباحثات واستعادة الدولة، فالعرب منشغلون بحروب سوريا والعراق وليبيا، ويضاف لذلك تردد أمريكا في مكافحة الإرهاب سبباً في تفوق القوى الحوثية والقاعدة معاً، أما واشنطن فهي تستعد لفتح محادثات مع الحوثيين برغم علاقاتهم مع إيران، وواشنطن تستعد لتفاهمات مع إيران وصولاً لاتفاق بشأن النووي الإيراني بحلول شهر تموز المقبل.
(الدستور)
لم يكن عبد ربه منصور رئيساً لليمن، بل كان يدير الحوار الذي لم يكتمل ولم يتحقق من نتائجه إلا الهيمنة والتحكم بمصائر الدولة حتى وضع الحوثيون أيديهم على مفاصل الحكم ونهبوا القصر الرئاسي فلم يكن يستطيع البقاء واباح اليمن للقوى الحوثية التي تهدد الجنوب السعودي وبحر العرب ومدخل البحر الأحمر الجنوبي لكي تحقق بذلك الرد والوعيد الإيراني على المملكة العربية السعودية، وفي ذات الوقت تقفز الروح الانفصالية في الجنوب ليشق طريقه في رحلة العودة لدولة اليمن الجنوبي المستقل.
لم يكن الرئيس اليمني ولا حكومته المستقيلة في ذات الليلة إلا ضحية للإهمال العالمي والعربي والذي ترك اليمن للشيطان، ولم يكن باستطاعته أن يقوم نفوذ الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان بقاؤه في اليمن خطيئة كبيرة لكي يقوض الثورة اليمنية وينهي الربيع اليمني ببنادق التطرف والتشدد الحوثي.
والسؤال ما السيناريوهات المقبلة بشأن الحالة اليمنية؟إنها تظل محدودة في ظل الفشل بالانتقال السلمي من حالة الثورة إلى الدولة،ومن دولة الوحدة والجمهورية الموحدة، إلى الدولة الطائفية، بحيث دخلت الدولة إلى فضاء الدولة الفاشلة وخيار الصوملة،فلم تعد المطالب الحوثية بالاكتفاء بجيب مستقل في صعدة، ولم يعد الوصول لميناء بحري على البحر الأحمر مطمعاً، ولم تعد وثيقة المبادرة الخليجية مرجعاً للحوار ولم يعد بقاء لطاولة الحوار ولا جدوى من دولة الوحدة التي مزقتها الخيبات والخيانات.
الحوثيون فرغوا من تحقيق مطالبهم وآمالهم وهيمنتهم ولم تعد عزيمتهم تطلب حصة وازنة في التشكيلة الحكومية، هم الدولة اليوم وهم الحكومة وهم المتحكمون بالأسلحة والجيش، وفي المقابل أمامهم تحدي الحكم، ولن يكون هناك حل إلا بالعودة للساحات وتجديد الثورة اليمنية ودعم القوى الشبابية، للضغط على القوى الحوثية بالعودة للمباحثات واستعادة الدولة، فالعرب منشغلون بحروب سوريا والعراق وليبيا، ويضاف لذلك تردد أمريكا في مكافحة الإرهاب سبباً في تفوق القوى الحوثية والقاعدة معاً، أما واشنطن فهي تستعد لفتح محادثات مع الحوثيين برغم علاقاتهم مع إيران، وواشنطن تستعد لتفاهمات مع إيران وصولاً لاتفاق بشأن النووي الإيراني بحلول شهر تموز المقبل.
(الدستور)