jo24_banner
jo24_banner

متى سيناقش البرلمان الأردني قضيّة "الهوت دوغ" ؟!

متى سيناقش البرلمان الأردني قضيّة الهوت دوغ ؟!
جو 24 :

تامر خرمه- غرّد البرلمان الأوروبي عبر موقع التواصل الاجتماعي"التويتر" بأنّه يعتزم التصويت على كشف مكوّنات اللحوم المصنّعة -وخاصّة "السجق"- بشكل أوضح.

"ليش لأ"، فالاتّحاد الأوروبي أنتهى كافّة مهامّه على أكمل وجه، حلف الناتو يجول العالم بالطول والعرض ليقصف من يشاء ويحتلّ ما يشاء.. أدولف هتلر حقّق مشروعه الاستعماري وخلق امبراطوريّته عبر هذا الاتّحاد الكولونيالي.. ماذا تبقى لهم ؟

الإعلام الغربي الموجّه نجح في غسل أدمغة العالم وقلب الأمور رأسا على عقب، ليصبح الضحيّة هو الجلاّد.. الكلّ يلتهم ما يبثّه هذا الإعلام ويعتنقه على أنّه حقيقة مطلقة.. الشركات تتحكّم بمصائر شعوب بأكملها، كارتيلات الموت وتجارة الحروب تعود بالمليارات على هذه الدول، التي لم يبق لديها ما يذكر من مشاكل مطروحة، سوى قضيّة "السجق" و"النقانق".

قضيّة بالغة الأهميّة لا يمكن التقليل من شأنها، كيف يصنّع "السجق" الذي تتناوله؟ فمن الضروري جدّا الاطمئنان على معدة دافع الضرائب الأوروبي، ففي نهاية الأمر هو من يدفع المساعدات التي "يهبها" الاتّحاد لدول العالم الثالث، حتى تعود على دول الاتّحاد بأضعافها في المقابل. وبما أن القضايا الداخليّة تقتصر الآن على حلّ معضلة "اللحمة"، يمكن للسلطات التنفيذيّة الأوروبيّة "أخذ راحتها" في العبث بالعالم الثالث وتدميره ونهب ثرواته، ومن ثمّ ترسل إلينا بضعة منظّمات غير حكوميّة لتعالج "مشاكل" البيئة والمرأة !!

أولويّات يحدّدها لنا المستعمر، قضايا الفقر والبطالة والحرب والموت واللجوء والنكبة المستمرّة للشعب العربي، وكلّ الكوارث التي تحلّ بنا يمكن وضعها جانبا، وتنفيذ "أوامر" أصحاب العيون الزرق بحذافيرها.

إمبراطوريّة تنافس امبراطوريّة العم سام على استعباد الشعوب واضطهادها، فهل تتوقّع أن يناقش برلمانها -مثلا- قضيّة رفع فاتورة الكهرباء، ويلوّح بحجب الثقة عن رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك ؟ وهل تتوقّع أن يناقش نواب القارّة العجوز مسألة "معاشاتهم" ؟ أو أن تردهم -مثلا يعني- اتّصالات عبر "الموبايلات" تحدّد لهم وقت "الردح"، ووقت التصويت بنعم على قرارات منزلة ؟

"السجق" أوّلا، شعار المرحلة القادمة من برلين إلى بروكسل، فكلّ شيء على أتمّ ما يرام، ولم يبق من مشاكل ما يتطلّب المعالجة، سوى طريقة تصنيع اللحوم بمختلف أشكالها. ولكن يا ترى، هل ستشهد أجيالنا القادمة -يوما ما- مناقشة قضيّة "السجق" تحت قبّة البرلمان الأردني، لنردّد أغنية "لحمة يا دنيا لحمة.. تاهت فيك المصايب"، بعد أن نكون قد تجاوزنا كلّ ما نعانيه من قضايا أنهكت الوطن، وقصمت ظهر المواطن ؟!


...

تابعو الأردن 24 على google news