2024-08-21 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

يوسف سامي اليوسف يصدر "الأسلوب والأدب والقيمة"

يوسف سامي اليوسف يصدر الأسلوب والأدب والقيمة
جو 24 :

اختار الناقد والكاتب الفلسطيني المقيم، في دمشق، يوسف سامي اليوسف عشر مقالات مما نشره في الصحف الأدبية مكرسة للفعل النقدي ليجمعها في كتاب "الأسلوب والأدب والقيمة" الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب حديثاً.


وفي المقالة التي تحمل عنوان "الشعر ومزاياه العالية" يرى المؤلف أن النقد الأدبي ليس علماً، وأن تحويله إلى علم من شأنه أن يدمره ويحيله إلى جهد بغير طائل وحكم القيمة هو أمر ذوقي بالدرجة الأولى، والحساسية هي كل شيء في الآداب والفنون إنتاجاً ونقداً، ويشيد بما صنعه ابن سلام الجمحي في كتابه (طبقات الشعراء)، لأن بعض الشعر متميز وبعضه رديء، وبذلك منع الوضيع من احتلال مكانة الرفيع.


ويعتقد اليوسف أن القصائد الحديثة لا تزيد عن كونها تمويهاً للخواء، ما يعني أن الذوق في زمننا الأعجف هذا فاسد وسقيم وعديم القدرة على التمييز بين ماهو غث وسمين.


وفي المقالة، التي تحمل عنوان "تأويل الشعر"، يجد اليوسف أية قصيدة بوصفها رمزاً قابلاً للتأويل والإحالة من الظاهر المعلوم إلى الباطن المكتوم، وأن صورة الطلل في القصائد الجاهلية تقبل التأويل، تبدو كرمز لعلاقة الإنسان بالزوال والطلل تجسيم للعدم وفي معلقه امرئ القيس الحصان هو تجسيد للوجود من حيث هو نقيض للعدم ممثلاً بالطلل، وصورة الحصان رمز القوة، والموت رمز للضعف والزوال.


وفي المقالة التي تحمل عنوان "روافد النقد الأدبي" يجد اليوسف أن الدارسين لم ينتبهوا لأهم حقيقة من حقائق النقد التراثي، وهي أن ذلك النقد شديد الاعتناء بمقولات من شأنها أن تتصل بالقيمة اتصالاً فورياً فكل نقد هو نقد القيمة، وأن النقد العربي الحديث قد أفرط في التبعية لثقافة الأغيار (الأورو-أمريكي). وعدم الاهتمام بالركائز المنهجية التي يمكن للنقد المعاصر أن يشتقها من الموروث، وإن معظم النقود الأدبية اليوم مرهونة بالضحالة، وعزوف النقد العربي اليوم عن تطوير المصطلح الذي يخصه ليس إلا قصوراً من شأنه أن يؤكد على أن النقد العربي لم ينضج بعد، إذ ظلت الحركة النقدية العربية حتى اليوم عالة على النقد الغربي، وما حلَّ بالأدب العربي خلال السنوات الثلاثين الأخيرة من وهن وعقم يرجعهما الناقد إلى ثلاثة عوامل: الأول خلاصته أن التيار الواقعي التصق بالحياة مباشرة فخسر عناصر الرؤيا والرمز وميل الأدب الدائم إلى التخييل. أما الثاني فهو أن التيار الخيالي أو تيار الحداثة الشعرية قد فهم التخيل مجرد عبث باللغة والتصوير والتشكيل فجاء فقيراً إلى التماسك.


أما العامل الثالث: فهو إدارة الظهر للمثال بوصفه القيمة أو الغاية النهائية للروح المزودة بغرائز مثالية من حقها أن تطالب بنصيبها من الإشباع.


ونلحظ اهتمام اليوسف بعنصر الوجدان، فأصالة الوجدان في مؤلفات دوستويفسكي سر المزية في تراثه، وكذلك الشيء نفسه عند شكسبير.

أما الجزء الثاني من الكتاب فيتضمن عدة مقالات منها: النص والمحتوى، قيمة الرواية التاريخية، وبحث في الشعر والصوفية، ومقالتان في الأدب المقارن.

واهتم اليوسف بظاهرة الاغتراب في أدبنا العربي وهذه الظاهرة غير موجودة بهذا الاتساع في الأدب العربي، وحبذا لو أشار اليوسف إلى المصادر والمراجع في آخر الكتاب، ولو حمل هذا الكتاب عنوان (مقالات في النقد الأدبي) لكان أفضل من عنوان (الأسلوب والأدب والقيمة). العرب اليوم

تابعو الأردن 24 على google news