النسور يكتشف سرّ جان جاك روسّو ويضرب بيد من حرير
جو 24 : تامر خرمه- الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، الذي فضّلت أمّه أن تلده في جنيف، خالف نظيره الألماني كارل ماركس في وصف طبيعة البشر، حيث يعتقد روسو أن الإنسان بطبيعته ليس مخلوقا اجتماعيا، بل يعيش على الفطرة في حالة عزلة عن الآخرين، ولكن ما أن يعيش في تجمّع بشريّ حتى يصبح شرّيرا.
روسو يؤمن بالفطرة الحسنة، ولكنّه يعتبر أن المجتمع هو المفسدة التي تخلق الميول العدائيّة لدى الإنسان، وتجعل منه كائنا أنانيّا.. هذا هو السرّ الكبير الذي اكتشفه رئيس الوزراء الأردني الفيلسوف العبقريّ د. عبدالله النسور.
النسور يؤمن بـ "فطرة" أعضاء مجلس النواب، وبأن كلّ واحد منهم بطبيعته إنسان "حبّاب"، ولكن ما أن يجتمع البرلمان حتى يتحوّل النائب إلى "شرّير" ومعارض خطير، يعرقل "القرارات الصعبة" التي يحاول الرئيس اتّخاذها لإزالة "التشوّهات" من تفاصيل المنظومة الاقتصاديّة.
هذا ما يدفع الفيلسوف السياسي الأردني إلى عشق ما تحت الطاولة، والتمترس في غرف العتمة، بعيدا عن كاميرات الإعلام، خلال الحوارات والمناقشات المتعلّقة بسياساته الاقتصاديّة، وقراراته "الجريئة" التي "تترفّع" عن مطالب وهموم "عامّة" الناس!!
ومن هذه القرارات على سبيل المثال لا الحصر، رفع الأسعار وزيادة وزن فاتورة الكهرباء، ففي تلك الغرف نجح النسور بإقناع لجنة الطاقة النيابيّة بتسويته، وانتزع موافقتها على رفع أسعار الكهرباء بنسبة 7.5%.. ولكن..
ما أن اجتمع البرلمان بكافّة أعضائه، حتّى تحوّل النوّاب إلى جنود شرسة، ورفضوا قرار النسور رفضة رجل واحد، حتى ضاع "رفعه" بين القبائل. البرلمان رفض، حقّا رفض. هنا زاد إيمان رئيس الوزراء أكثر بتحليل ورؤية صاحبه روسو، فقرّر العودة إلى ما تحت الطاولة، ولكن هذه المرّة تحت الطاولة بكثير.
السلطة التنفيذيّة تنتظر انتهاء الدورة الحاليّة لمجلس النوّاب من أجل تمرير المزيد من قرارات الرفع المنحازة ضدّ قوت الناس، هل تراهن على هذا التنبّؤ ؟
طبعا سيمضي رئيس الوزراء بقرار رفع فاتورة الكهرباء رغم رفض النواب، أمّا مسألة حجب الثقة التي هدّد بها البعض، فقد تمّ تجاوزها في لقاءات مكوكيّة بعيدا عن الضوء، ولكن القادم من قرارات سيكون أصعب، وسيثير جلبة "لا تحتمل"، فالأفضل أن تنتظر السلطة التنفيذيّة فترة استراحة ما بين الدورتين، والعوض بسلامة المواطن.
كم أنت شبيهة بنهر لينا الذي يشقّ سيبيريا يا حكومة تصريف الأزمات، فذلك النهر يقوم بتصريف مساحة 2,6 مليون كم² من المياه، أيّ تعادل ثلث مساحة كندا تقريبًا، تخيّل! كلّ هذا يمكن تصريفه في بحر لابتيف عند المحيط المتجمّد الشمالي، ولكن هل ستنجح الحكومة بتصريف ما يعادل تلك الكميّة من أزمات في البحر الميّت ؟!
روسو يؤمن بالفطرة الحسنة، ولكنّه يعتبر أن المجتمع هو المفسدة التي تخلق الميول العدائيّة لدى الإنسان، وتجعل منه كائنا أنانيّا.. هذا هو السرّ الكبير الذي اكتشفه رئيس الوزراء الأردني الفيلسوف العبقريّ د. عبدالله النسور.
النسور يؤمن بـ "فطرة" أعضاء مجلس النواب، وبأن كلّ واحد منهم بطبيعته إنسان "حبّاب"، ولكن ما أن يجتمع البرلمان حتى يتحوّل النائب إلى "شرّير" ومعارض خطير، يعرقل "القرارات الصعبة" التي يحاول الرئيس اتّخاذها لإزالة "التشوّهات" من تفاصيل المنظومة الاقتصاديّة.
هذا ما يدفع الفيلسوف السياسي الأردني إلى عشق ما تحت الطاولة، والتمترس في غرف العتمة، بعيدا عن كاميرات الإعلام، خلال الحوارات والمناقشات المتعلّقة بسياساته الاقتصاديّة، وقراراته "الجريئة" التي "تترفّع" عن مطالب وهموم "عامّة" الناس!!
ومن هذه القرارات على سبيل المثال لا الحصر، رفع الأسعار وزيادة وزن فاتورة الكهرباء، ففي تلك الغرف نجح النسور بإقناع لجنة الطاقة النيابيّة بتسويته، وانتزع موافقتها على رفع أسعار الكهرباء بنسبة 7.5%.. ولكن..
ما أن اجتمع البرلمان بكافّة أعضائه، حتّى تحوّل النوّاب إلى جنود شرسة، ورفضوا قرار النسور رفضة رجل واحد، حتى ضاع "رفعه" بين القبائل. البرلمان رفض، حقّا رفض. هنا زاد إيمان رئيس الوزراء أكثر بتحليل ورؤية صاحبه روسو، فقرّر العودة إلى ما تحت الطاولة، ولكن هذه المرّة تحت الطاولة بكثير.
السلطة التنفيذيّة تنتظر انتهاء الدورة الحاليّة لمجلس النوّاب من أجل تمرير المزيد من قرارات الرفع المنحازة ضدّ قوت الناس، هل تراهن على هذا التنبّؤ ؟
طبعا سيمضي رئيس الوزراء بقرار رفع فاتورة الكهرباء رغم رفض النواب، أمّا مسألة حجب الثقة التي هدّد بها البعض، فقد تمّ تجاوزها في لقاءات مكوكيّة بعيدا عن الضوء، ولكن القادم من قرارات سيكون أصعب، وسيثير جلبة "لا تحتمل"، فالأفضل أن تنتظر السلطة التنفيذيّة فترة استراحة ما بين الدورتين، والعوض بسلامة المواطن.
كم أنت شبيهة بنهر لينا الذي يشقّ سيبيريا يا حكومة تصريف الأزمات، فذلك النهر يقوم بتصريف مساحة 2,6 مليون كم² من المياه، أيّ تعادل ثلث مساحة كندا تقريبًا، تخيّل! كلّ هذا يمكن تصريفه في بحر لابتيف عند المحيط المتجمّد الشمالي، ولكن هل ستنجح الحكومة بتصريف ما يعادل تلك الكميّة من أزمات في البحر الميّت ؟!