انتفاضة ملك وجيش وشعب!

جو 24 : ان السياسة المعاصرة لم تشهد حتى هذا التاريخ الا نوعا واحدا من الانتفاضه وهي انتفاضة الشعب ضد المستعمر او الحكومه بفعل الاحتلال او الظلم او القرارات الحكوميه الخاطئه اما ان يكون هنالك انتفاضه يصطف فيها الشعب الى جانب الحكومه والجيش والقائد فهذا مشهد ما كان مألوفا او متوقعا لحين اندلاع الانتفاضه الاردنيه منذ ايام.
لقد كان مقتل الطيار معاذ الكساسبه بتلك الطريقة البشعة سببا مباشرا في تفجر هذه الانتفاضه واخراجها بهذه الطريقة المنظمة الاولى من نوعها والتي لم تكن متوقعه ولا حتى في حسبان واجندات الاجهزه الاستخباريه العالميه فالتنبؤات كانت متخوفه مما سيحدث وتتوقع عكس ما حصل.
انها حاله اجتماعيه ثوريه انفرد فيها الشعب الاردني استجابة لمشهد اجرامي باجماع الاديان والاعراف والقواعد الانسانيه وهذا المشهد القاسي فرض على الاردنيين الجلوس معا على الطاوله المستديره بطريقه عفويه فطريه متناسين اية خلافات او قناعات وخرجوا بعيد ذلك بقرار واحد وصوت مرتفع جمد الخلافات وعزز من مفهوم الوحده الوطنيه عند حدوث الازمات .
ان هذه الانتفاضه الوطنيه الساميه تجعلني خائفا اكثر من اي وقت مضى على مستقبل شعبي ووطني من اعين الحاسدين لانهم كثر وقد لا يروق لهم هذا النوع من التلاحم الوطني والذي شاركت فيه قواتنا المسلحه واجهزتنا الامنيه مما اصبغ على هذه الانتفاضه صفة التميز وهذا العرس الوطني يوجب علينا ان نعززه بالمحافظه على امن هذا الوطن وحياة المواطن وان نبقي الاردن بيئة آمنه يلجأ اليهاالاشقاء العرب والسياح الاجانب وان لا ننجرف خلف عواطف قد تهز المكانه المرموقه التي صعدنا اليها والتي قد تعرض استقرارنا. وحياة جنودنا البواسل للخطر
سائلا العلي القدير ان يبقي هذا الشعب متلاحما وقلبا واحدا في مواجهة التحديات المحتمله وان يجيرنا من شر حاسد اذا حسد والمجد والخلود لشهداء الامه الابرار والنصر لقواتنا المسلحه الباسله.