لماذا تهبّ العواصف الثلجيّة يوم الخميس.. ثلاث سيناريوهات تحاصر الأشقر
تامر خرمه- لماذا يصادف هبوب العواصف الثلجيّة والمنخفضات الجويّة نهاية الأسبوع على الدوام ؟ فمعظم "الهبّات" التي اجتاحت المملكة هذا الشتاء جاءت يوم الخميس تحديدا.. سؤال عميق ومهمّ جدّا طرحه الناقد السينمائي يزن الأشقر.
قد يبدو لك الأمر مجرّد مصادفة بسيطة لا تستحقّ الاهتمام، ولكن هذا الموقف لن يجعلك من المحلّلين الذين يتمتّعون ببعد النظر.. لذا عليك التمعّن في التحليل التالي:
هنالك ثلاث سيناريوهات مختلفة لهذه المصادفة المدبّرة، يعتمد ترجيح أيّ منها على نضج العامل الذاتي في ظلّ التطوّرات الموضوعيّة.. هذا كلام كبير، ركّز..
السيناريو الأوّل: (نظريّة المؤامرة)
يبدو أن الطبيعة تتآمر على الأردنيّين، وفقا لهذا السيناريو، فمعلوم أن شعبنا الغارق في الرفاه يحبّ قضاء نهاية الأسبوع في "دار الأوبرا" أو في مسرح "التوتال أوف برودواي" اللذين بذلت وزارة الثقافة جهودا عظيمة في تطويرهما، أمّا "عوام" الشعب فيفضّلون الذهاب إلى حدائق الزهور، والأندية الكثيرة التي وفّرتها أمانة عمّان مشكورة.
وهنالك من يفضّل قضاء نهاية الأسبوع متنزّها، ضمن برنامج سياحة داخليّة يمكن لكلّ أردنيّ التمتّع به، مقابل مبلغ زهيد جدّا جدّا من المال، تستثمره وزارة السياحة في بناء المزيد من المشاريع الجذّابة.
وفقا لهذه المعطيات الاجتماعيّة، تظهر "المؤامرة الطقسيّة" جليّة للعيان.. فالطبيعة تسعى عامدة متعمّدة إلى "تنغيص" متعة الأردنيّين بـ "الويك اند".
السيناريو الثاني: (الأسطورة الشخصيّة)
يستند هذا السيناريو إلى منطق الكاتب البرازيلي باولو كويلو، حيث أنّك عندما تريد تحقيق أسطورتك الشخصيّة، عبر بلوغ هدف ما، فإن الدنيا -بما فيها- تتعاون معك كيّ تبلغ ما تصبو إليه.. وعليه:
لا يخفى على أحد حجم الإنتاجيّة المخيفة التي تحقّقها الصناعة الوطنيّة، بفضل سياسات الحكومة الرشيدة طبعا، وبما أن الفرنسيّين أخفقوا في إدارة "الفوسفات" و"الاتّصالات" و"الباص السريع"، وغيرها من مشاريع الخصخصة، عمدت الحكومة إلى تفعيل القطاع العام ودعمه بكلّ السبل، ضمن خطط خماسينيّة "ما تخرّش الميّة"، وبالتالي بلغ فائض الإنتاج أرقاما فلكيّة لا يمكن حصرها.
وبناء على هذه المعطيات، يمكن القول أن المنخفضات الجويّة "تؤجّل" زيارتها على الدوام، إلى عطل نهاية الأسبوع، كيّ لا توقف عجلة الإنتاج، وكلّ ذلك في سبيل تحقيق "الأسطورة الأردنيّة".
السيناريو الثالث: (لغز خطير)
يقول هذا السيناريو أن الأمر مصادفة غريبة لا يمكن تفسيرها بأي حال من الأحوال، غير أن مصادر مطّلعة كشفت اعتزام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومراكز الدراسات الأردنيّة، ووكالة الفضاء العمّانيّة، تخصيص مبلغ كبير لاستقطاب العلماء من مختلف أنحاء المعمورة، من أجل فكّ هذا اللغز.
هذا ومايزال المفكّرون يتجادلون في السيناريوهات المختلفة، ما ينبئ بحدوث ثورة فكريّة خارقة، نتيجة جدل الرأي والرأي الآخر.