ما هو "غول الثلج" الذي يرعب أطفال اليوم ؟
جو 24 : تامر خرمه- "وحش الثلج" كان لفترة طويلة بطل أهمّ الحكايات العالمية المستندة إلى الميثولوجيا، وخاصّة أساطير اسكندنافيا الباردة. وكذلك كانت "الغولة" بطلة معظم الحكايات الشعبيّة لعدّة أجيال.
قصص مرعبة قام "وحش الثلج" ببطولتها، وأخرى أكثر رعبا تولّت "الغولة" العبث بمخيّلة الأطفال عبر مشاهدها، التي تروى في ليالي "جمعة العيلة"، عندما يبلغ صخب الطفولة درجة تستوجب حكاية ما قبل النوم.
نعم، لقد تربّى كثير من الأطفال على الخوف، لكن من لم يكن يحبّ هذه القصص المخيفة في زمن البراءة، فليرجم الراوي بحجر!
في هذا الزمن يقصّ الآباء حكايا ما قبل النوم ومشاهدها المخيفة بطريقة مختلفة تماما.. فلا وجود في مخيّلة أطفال اليوم لوحش الثلج، ولا للغولة، ولا للشاطر حسن، ولا حتّى العامورة "الجنيّة التي تظهر غالبا على شكل عروس، ويعرفها جيّدا من سمع حكايا قناطر الخليل من جدّته".
حكايا اليوم لها أبطال واقعيّون جدّا. هم حقيقيّون، وما يثيرونه من رعب لا يمكن مقارنته بتسلية تلك القصص الخرافيّة العتقية، بل يمكن المجادلة بأن حكايا اليوم المخيفة مدمّرة لصحّة الأطفال النفسيّة، بل ومهلكة لكلّ ما قد يمتلكونه من مستقبل وأحلام.
ومن عناوين قصص وحكايا الرعب الحديثة: "وصول فاتورة الكهرباء في عاصفة ثلجية"، و"بدء الفصل الدراسي بالتزامن مع فرض ضريبة جديدة على المحروقات".
أمّا "الغولة" الحديثة فقد تكون الحذاء المهترئ الذي يضطرّ طفلك لارتدائه وهو في طريقه إلى المخبز ذات منخفض، وقد يكون "البقّال" الذي يرفض إعطاءه المزيد من الحاجيّات قبل أن تدفع "الحساب القديم"، أو مسؤولا يقرّ المزيد من الضرائب والرسوم.
صحيح أيّام "وحش الثلج" و"الغولة" لم يكن الناس أغنياء، ولكن على الأقلّ كان هنالك نوع من الأمن الاجتماعي. لم يكن الفقر في ذلك الوقت ليعني التهلكة، أمّا في عالم الديجيتال، فويل للفقراء !!
وفي النهاية، إذا أردت أن تقصّ على طفلك حكاية مرعبة لدرجة تجعله "ينخمد" فورا، فكلّ ما عليك فعله أن تجعله يشاهد نشرة الأخبار على أيّة "قناة" يختارها.. ولكن عليك تحمّل تبعات مثل هذا القرار، فلا يوجد طبيب نفسيّ يمتلك القدرة الكافية لمعالجة ما قد يحدث.
قصص مرعبة قام "وحش الثلج" ببطولتها، وأخرى أكثر رعبا تولّت "الغولة" العبث بمخيّلة الأطفال عبر مشاهدها، التي تروى في ليالي "جمعة العيلة"، عندما يبلغ صخب الطفولة درجة تستوجب حكاية ما قبل النوم.
نعم، لقد تربّى كثير من الأطفال على الخوف، لكن من لم يكن يحبّ هذه القصص المخيفة في زمن البراءة، فليرجم الراوي بحجر!
في هذا الزمن يقصّ الآباء حكايا ما قبل النوم ومشاهدها المخيفة بطريقة مختلفة تماما.. فلا وجود في مخيّلة أطفال اليوم لوحش الثلج، ولا للغولة، ولا للشاطر حسن، ولا حتّى العامورة "الجنيّة التي تظهر غالبا على شكل عروس، ويعرفها جيّدا من سمع حكايا قناطر الخليل من جدّته".
حكايا اليوم لها أبطال واقعيّون جدّا. هم حقيقيّون، وما يثيرونه من رعب لا يمكن مقارنته بتسلية تلك القصص الخرافيّة العتقية، بل يمكن المجادلة بأن حكايا اليوم المخيفة مدمّرة لصحّة الأطفال النفسيّة، بل ومهلكة لكلّ ما قد يمتلكونه من مستقبل وأحلام.
ومن عناوين قصص وحكايا الرعب الحديثة: "وصول فاتورة الكهرباء في عاصفة ثلجية"، و"بدء الفصل الدراسي بالتزامن مع فرض ضريبة جديدة على المحروقات".
أمّا "الغولة" الحديثة فقد تكون الحذاء المهترئ الذي يضطرّ طفلك لارتدائه وهو في طريقه إلى المخبز ذات منخفض، وقد يكون "البقّال" الذي يرفض إعطاءه المزيد من الحاجيّات قبل أن تدفع "الحساب القديم"، أو مسؤولا يقرّ المزيد من الضرائب والرسوم.
صحيح أيّام "وحش الثلج" و"الغولة" لم يكن الناس أغنياء، ولكن على الأقلّ كان هنالك نوع من الأمن الاجتماعي. لم يكن الفقر في ذلك الوقت ليعني التهلكة، أمّا في عالم الديجيتال، فويل للفقراء !!
وفي النهاية، إذا أردت أن تقصّ على طفلك حكاية مرعبة لدرجة تجعله "ينخمد" فورا، فكلّ ما عليك فعله أن تجعله يشاهد نشرة الأخبار على أيّة "قناة" يختارها.. ولكن عليك تحمّل تبعات مثل هذا القرار، فلا يوجد طبيب نفسيّ يمتلك القدرة الكافية لمعالجة ما قد يحدث.
تابعو الأردن 24 على 
