2024-11-27 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

ما الذي أراد طاهر المصري قوله عبر السطور وبينها ؟

ما الذي أراد طاهر المصري قوله عبر السطور وبينها ؟
جو 24 :

تامر خرمه- دوامة الموت التي تحرق الإقليم جذبت معظم دول العالم إلى المنطقة تحت شعار "محاربة الإرهاب"، في ظلّ تمزّق سوريّة والعراق، الذي مازال يعاني نتائج الاجتياح الأميركي في العام 2003.

كارثة حقيقيّة وفوضى تبعثر كافّة الأوراق، وتنذر بأن القادم بعد كلّ هذا الدم لن يكون بردا وسلاما بأيّ حال من الأحوال. ومن الصعب الاقتناع بأن إدارة الولايات الأميركية المتحدة تقتصر جهودها على "محاربة الإرهاب" بمعزل عن أجندة خاصّة مرتبطة بقضيّة الشرق الأوسط المفصليّة.. القضيّة الفلسطينيّة.

تحدّث كثير من المحلّلين والمتابعين عن سيناريو "الحلّ النهائي" لقضيّة فلسطين، محذّرين من مشروع "الوطن البديل"، الذي لم يجد ظرفا مواتياً أكثر ممّا نشهده اليوم. ولكن عندما بدأ الحديث عن تصفية القضيّة الفلسطينيّة على حساب الأردن، اعتبر البعض أن في الأمر مبالغة، وأن هذا الحديث محض فزّاعة يتمّ الترويج لها في ظلّ التنافس على المناصب ومواقع صنع القرار. وهناك من نظر إلى هذه المسألة باعتبارها نظريّة مؤامرة، لا يمكن فرضها على أرض الواقع.

واليوم، تتزامن الفوضى التي تجتاح المنطقة، وتشييد التحالف الدولي لـ "محاربة الإرهاب"، مع إصرار الليكود الصهيوني على تطبيق "يهوديّة الدولة"، وليس غريبا على سياسيّ عتيق كرئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري التحذير من تداعيات هذه التطوّرات المتسارعة.

ولا نستغرب أن يحذّر المصري من خطر قيام "اسرائيل" بتطبيق قرار "يهودية اللدولة"، منوّها بأن هذا الخطر يتجاوز كلّ المخاطر الأخرى. ويقول بشكل مباشر: "نحن جميعا ندرك أن ذلك سيضع الأردن بالذات في مرمى سياسة الترانسفير، وهي مؤامرة واضحة لتصفية القضيّة الفلسطينيّة، كما أنّها تهديد مباشر للأمن الوطني الأردني".

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها رئيس الوزراء الأسبق بدعوة من حزب التيّار الوطني، الذي أسّسه المهندس عبدالهادي المجالي، أحد أهمّ رموز الحرس القديم، حيث أكد المصري في تلك المحطّة التي جمعته بحزب المجالي أن "خطر يهوديّة الدولة، وتداعياته وأهدافه، لا يقلّ عن خطر الإرهاب الذي نحاربه اليوم". وتساءل: "ماذا نحن فاعلون عندما يأتي الوقت، وهو على الأبواب، الذي تكشّر فيه الحكومة الاسرائيلية عن أنيابها وسياساتها ؟".

في تلك المحاضرة التي ألقيت تحت عنوان "حوار حول المشهد السياسي العام"، تحدّث المصري عن الحرب على الإرهاب، مشيرا في ذات السياق إلى أحداث 11 سبتمبر التي وقعت في نيويورك بالولايات الاميركية المتحدة، ومنوها بـ "تقاطع المصالح الإقليميّة والدوليّة في منطقتنا العربيّة"، وبـ "حجم الخطر الذي يهدّد الأمّة العربيّة وتماسكها".

خريطة العالم السياسيّة تغيّرت بشكل لافت بعد أحداث سبتمبر، وتصاعدت وتيرة التطوّرات إلى أن بلغت ما نشهده اليوم، وفي ظلّ الأوضاع الإقليميّة السائدة نشهد الحرب على الإرهاب بقيادة العم سام، وضمن حسابات دوليّة متشابكة، فما الذي أراد رئيس الوزراء الأسبق قوله بين السطور ؟

ليس غريبا أن يتخندق المصري اليوم في المعسكر المناوئ لمشاريع التقسيم الجديدة التي تستهدف المنطقة، إثر نجاح مساعي الالتفاف على الربيع العربي التي أكلت أكلها، فعوضا عن التظاهرات السلميّة المطالبة بالخبز والحريّة والعدالة الاجتماعيّة، نشهد اليوم دوّامة موت لا تبقي ولا تذر. العالم بعد 11 سبتمبر شهد منعطفا حادّا، ولكن اليوم تشهد المنطقة العربيّة منعطفاً لا يبدو الالتفاف حوله ممكنا دون انكسار كارثيّ. الأردن هو الدولة الوحيدة التي مازالت مستقرّة وسط أقطار نشهد تمزّقها، ولكن الخطر القادم من الغرب يشكّل تهديدا يفوق في خطورته ما قد يتداعى عبر الشمال.

أمام هذه الصورة، لم يكن من المصري –الذي وصف الوضع بالواقع العربي المؤلم- إلاّ أن دعا لتحصين الجبهة الداخلية في ظلّ الحرب على الإرهاب، مؤكدا أن "العناية بجبهتنا الداخلية أولوية قصوى تتقدم على سائر الأولويات، فلا بد من مواصلة منهج الإصلاح الشامل". ولم يفت الرجل أن ينوّه بأن مشكلات الفقر والبطالة تنتج عنها "أعباء ومعضلات اجتماعيّة أمنيّة مرهقة". كما أكّد أن دور الأردن الجديد الذي تفرضه التطوّرات الراهنة "يجب أن تتوفّر له أجواء داخليّة تختلف عما نحن فيه".

كان واضحا خلال تلك المحاضرة أن رئيس الوزراء الأسبق يدرك تماما حجم الأخطار المحدقة بالأردن، والتي يشتدّ خطرها في ظلّ تزامن الحرب على الإرهاب وتوجّه إسرائيل لتطبيق "يهودية اللدولة"، فما قاله المصري بين السطور يمكن تلخيصه بأن الأحداث التي تعصف بالإقليم لا يمكن فصلها عن السياسة الأميركية التي تسعى إلى فرض "الحلّ النهائي" للقضيّة الفلسطينيّة. وقد تساءل رئيس الوزراء الأسبق: "هل من الممكن أن يكون الالتزام الأميركي تجاه الأردن وحماية أمنه أقوى من الالتزام الأميركي غير المشروط لإسرائيل ؟". ولكن لا يخفى على أحد أن هذا "الحلّ النهائي" ستحدّده سياسة "الترانسفير" ومشروع "الوطن البديل"، الذي طالما اعتبره كثيرون مجرّد "فزّاعة".

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير