انقلاب على الشرعية..!!!
موسى الصبيحي
جو 24 : الوتيرة المتسارعة في التغيير الراديكالي الذي شقّ جماعة الإخوان المسلمين إلى نصفين، تُؤشّر إلى حالة عدم اليقين التي وصلت لها الجماعة في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد..!
ولا يجب النظر إلى ما حصل على أنه تغيير في السياق ذاته، فقد سبق ذلك إطلاق مبادرة "زمزم" التي خرجت من عباءة الجماعة، ولم تكن الأخيرة راضية عنها، ولا عن أصحابها، ومع ذلك، وهي ربما المرّة الأولى، التي نشاهد فيها خلافات إخوانية عاصفة، تخرج إلى دائرة العلن، وتؤدي إلى انشقاق حقيقي على أرض الواقع أسفر عن ولادة جماعة إخوان مسلمين جديدة، إلى جانب الجماعة العتيقة..!!
الحكومة التي كانت استجابتها بتسجيل جمعية الإخوان الجديدة أسرع من البرق، أكّدت على لسان رئيسها أكثر من مرة، أنها لا تتدخل في شؤون الجماعة ولن تتدخل، على اعتبار أن الخلافات الإخوانية شأن داخلي محض، ولكنها ربما تكون قد تجاهلت أن "الإخوان" مكوّن مهم في المعادلة السياسية والاجتماعية في الدولة، وأن أي خلاف بمستوى الخلاف الإنشقاقي الذي حصل له تبعاته التي قد تكون عميقة مستقبلاً، وتتأثر بها الدولة والناس، فجماعة بهذا العمق وبهذا التاريخ لن يمرّ الزلزال الذي أصابها دون أن يشعر الوطن بارتدادته وتداعياته..!!
ما حصل في الجماعة هو انقلاب حقيقي بكل معنى الكلمة، وكنّا نأمل أن تحلّ الجماعة خلافاتها فيما بينها، لكي تحافظ على مكانتها وقوتها وهيبتها، أما وقد آثرت بعض قياداتها الخروج بالخلاف إلى العلن، والخروج عن رأي الجماعة الموحّد، واتخاذ قرارات وإجراءات مصيرية، فهو مما لم يكن أحد يتوقعه، وأعتقد أن الثمن سيكون باهظاً..!
أرجو أن لا يفهم أحد أنني مع فئة دون أخرى، لكنني أدافع هنا عن الشرعية، فإذا كنّا بالفعل نؤمن بالديمقراطية فعلينا أن نقبل بنتائجها ونحتكم إليها مهما كانت ومهما اختلفنا أو اتفقنا معها، وبالرغم من إيماني بضرورة حماية الجماعة الأردنية من أي تداعيات أو تهديدات مستقبلية تعقب حظر الجماعة الأم في مصر، فإن هذا لا يبرّر أن ينحو البعض إلى اتخاذ إجراءات راديكالية وينصّبون أنفسهم وُصاة على الجماعة، ويُسوّغون لأنفسهم بهذه الذريعة الانقلاب عليها وعلى قيادتها الشرعية..!!
ما حصل انقلاب بكل معنى الكلمة، وعدم استقرار الجماعة، وتشتيت أعضائها وبث الخلافات والاختلافات بينهم لن يضر الجماعة فحسب، بل سيضرّ الوطن برمته، وأتساءل أين العقلاء الكبار في الجماعة أمثال: اسحق الفرحان، وعبداللطيف عربيات، وفاروق بدران، وحمزة منصور، وسالم الفلاحات وغيرهم.. ألم يكن من الأجدر بهم أن يبادروا إلى لمّ شمل الجماعة، وطي الخلاف بين صفوفها..!!؟
ولا يجب النظر إلى ما حصل على أنه تغيير في السياق ذاته، فقد سبق ذلك إطلاق مبادرة "زمزم" التي خرجت من عباءة الجماعة، ولم تكن الأخيرة راضية عنها، ولا عن أصحابها، ومع ذلك، وهي ربما المرّة الأولى، التي نشاهد فيها خلافات إخوانية عاصفة، تخرج إلى دائرة العلن، وتؤدي إلى انشقاق حقيقي على أرض الواقع أسفر عن ولادة جماعة إخوان مسلمين جديدة، إلى جانب الجماعة العتيقة..!!
الحكومة التي كانت استجابتها بتسجيل جمعية الإخوان الجديدة أسرع من البرق، أكّدت على لسان رئيسها أكثر من مرة، أنها لا تتدخل في شؤون الجماعة ولن تتدخل، على اعتبار أن الخلافات الإخوانية شأن داخلي محض، ولكنها ربما تكون قد تجاهلت أن "الإخوان" مكوّن مهم في المعادلة السياسية والاجتماعية في الدولة، وأن أي خلاف بمستوى الخلاف الإنشقاقي الذي حصل له تبعاته التي قد تكون عميقة مستقبلاً، وتتأثر بها الدولة والناس، فجماعة بهذا العمق وبهذا التاريخ لن يمرّ الزلزال الذي أصابها دون أن يشعر الوطن بارتدادته وتداعياته..!!
ما حصل في الجماعة هو انقلاب حقيقي بكل معنى الكلمة، وكنّا نأمل أن تحلّ الجماعة خلافاتها فيما بينها، لكي تحافظ على مكانتها وقوتها وهيبتها، أما وقد آثرت بعض قياداتها الخروج بالخلاف إلى العلن، والخروج عن رأي الجماعة الموحّد، واتخاذ قرارات وإجراءات مصيرية، فهو مما لم يكن أحد يتوقعه، وأعتقد أن الثمن سيكون باهظاً..!
أرجو أن لا يفهم أحد أنني مع فئة دون أخرى، لكنني أدافع هنا عن الشرعية، فإذا كنّا بالفعل نؤمن بالديمقراطية فعلينا أن نقبل بنتائجها ونحتكم إليها مهما كانت ومهما اختلفنا أو اتفقنا معها، وبالرغم من إيماني بضرورة حماية الجماعة الأردنية من أي تداعيات أو تهديدات مستقبلية تعقب حظر الجماعة الأم في مصر، فإن هذا لا يبرّر أن ينحو البعض إلى اتخاذ إجراءات راديكالية وينصّبون أنفسهم وُصاة على الجماعة، ويُسوّغون لأنفسهم بهذه الذريعة الانقلاب عليها وعلى قيادتها الشرعية..!!
ما حصل انقلاب بكل معنى الكلمة، وعدم استقرار الجماعة، وتشتيت أعضائها وبث الخلافات والاختلافات بينهم لن يضر الجماعة فحسب، بل سيضرّ الوطن برمته، وأتساءل أين العقلاء الكبار في الجماعة أمثال: اسحق الفرحان، وعبداللطيف عربيات، وفاروق بدران، وحمزة منصور، وسالم الفلاحات وغيرهم.. ألم يكن من الأجدر بهم أن يبادروا إلى لمّ شمل الجماعة، وطي الخلاف بين صفوفها..!!؟