الخادمة أكثر عطفا من الأبناء
عمر كلاب
جو 24 : إذا كان التراث العربي زاخرا بكل الامثال ومفردات الحكمة التي تنسف فكرة العلاقة الانسانية القائمة على غير علاقة الدم والقربى ، مثل “ الداية ليست أحنّ من الوالدة “ و “ ليست النائحة كالثكلى “ ، فإن حادثة انسانية بسيطة تكشف زيف كل هذه المفردات التراثية او عدم انضباطها العام على الاقل، بعد ان أقدمت عاملة منزل من الجنسية الفلبينية على التكفل بكامل تكاليف عزاء رجل مُسن قامت على خدمته طوال تسع سنوات ، فيما انشغل ابناه بحصر الارث وتكاليف الدفن والقبر دون شاهد حتى ، قائلة ان الرجل كان عطوفا عليها وتعتبره مثل والدها .
وكذلك يمكن رصد ظاهرة ابناء الخادمات التي تجتاح مواقع كثيرة في عالمنا العربي عموما والاردني خصوصا حيث نشهد تعلق الابناء بالخادمات من الجنسيات المختلفة اكثر من تعلقهم بالامهات الحقيقيات ولو قُدّر لطبيب نفسي او خبراء في علم الاجتماع دراسة هذه الظاهرة وحجم ارتدادها على المجتمع العربي والاردني ومنظومته القيمية لكانت النتائج مخيفة وكاشفة لكثير من السلوكيات الغريبة التي تجتاحنا دون قراءة اسبابها بعناية وبصرامة علمية تكسر الشرنقة العاطفية الساترة لكل الامراض الاجتماعية السارية في مجتمعنا وصولا الى ضرورة تشكيل منظمة صحة اجتماعية تتصدى لهذه الامراض .
الظاهرة ليست قابعة في العُمق الاجتماعي بل سبحت وتغلغلت في كل مناحي حياتنا السياسية والاقتصادية وتُشير الى عصيان الابناء ومعصيتهم لصالح الاغيار ، فقد نجحت ثقافة ابناء الخادمات الارتدادية في تشكيل طبقة كريما تقوم بدور الخادمة المخلصة ، فالنفس البشرية احيانا تستمع بثقافة جلادها وتصبح قابلة لتطبيق افعاله وسلوكياته والاقتداء بها على حساب ثقافته الاصيلة وتكفي مشاهدة حجم الانبطاح للقادم من الغرب او من الاجنبي لنعرف مقدار وجود ثقافة ابناء الخادمات في معظم مناحي حياتنا ، بعد ان استأثرت مراكز صنع القرار الغربي في تحديد اولوياتنا في معظم المناحي الحياتية وفقدنا برنامجا عربيا واحدا لمواجهة مشاكلنا واشكالياتنا الاقتصادية والاجتماعية .
قصة العاملة الفلبينية التي رعت الاب اكثر من الابناء قصة يمكن سحبها على معظم تفاصيلنا بعد ان اسلمنا الابناء للخادمات واسلمنا الكثير من تفاصيلنا الى الخادمات وثقافتهن تارة تحت اسم خبراء وتارات تحت اسماء مراكز دراسات تعمل تحت برامج واجندات وتمويلات خارجية ، فأصبحنا خدما انيقين تحت لافتة مخدومين ، فحجم الانقلابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تؤكد ذلك دون عناء ، فتغيير السلاح من كتف الى كتف ظاهرة مستشرية ، وقد رأينا كيف ان ثوار اليوم هم مسؤولو الامس والعكس صحيح وهذه ظاهرة رغم ارتدائها البسة انيقة الا انها ظاهرة تنتمي الى ثقافة الخادمات وتراثهن وتراتبيتهن في السلم الوظيفي ، فالخادمة تبدأ بهذا التصنيف الوظيفي لتصبح مديرة منزل لاحقا .
الاوطان منازل جمعية لساكنيها ، وقديما قال الشاعر “ كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه دوما لاول منزل “ ومنزلنا الاول المصاحب لطفولتنا الاولى كانت بصحبة الخادمة وتربيتها وسلوكياتها ، حتى بعض الامهات كُن ّ خادمات في المنزل برتبة ومرتبة ام ، فخرج الابناء على هيئة ابناء خادمات لا اكثر ، فالمرأة ما زالت تحظى بعلقة موت في البيت وبوردة او هدية يستفيد منها المنزل سواء في عيد الام او في يوم المراة العالمي .
كثير من الاقوال والشعارات ظلت تربط الام بكل المفردات الايجابية فالوطن الام والجماعة الام والحزب الام فأعلينا تسمية الام التي هي مرأة حكما ، ونسينا اعلاء ثقافة الام التي وضعناها في خانة الخادمة في معظم الاوقات فخرج الابناء ، ابناء خادمات والقلّة القليلة من الخادمات هنّ على شاكلة الخادمة الفلبينية المخلصة.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)
وكذلك يمكن رصد ظاهرة ابناء الخادمات التي تجتاح مواقع كثيرة في عالمنا العربي عموما والاردني خصوصا حيث نشهد تعلق الابناء بالخادمات من الجنسيات المختلفة اكثر من تعلقهم بالامهات الحقيقيات ولو قُدّر لطبيب نفسي او خبراء في علم الاجتماع دراسة هذه الظاهرة وحجم ارتدادها على المجتمع العربي والاردني ومنظومته القيمية لكانت النتائج مخيفة وكاشفة لكثير من السلوكيات الغريبة التي تجتاحنا دون قراءة اسبابها بعناية وبصرامة علمية تكسر الشرنقة العاطفية الساترة لكل الامراض الاجتماعية السارية في مجتمعنا وصولا الى ضرورة تشكيل منظمة صحة اجتماعية تتصدى لهذه الامراض .
الظاهرة ليست قابعة في العُمق الاجتماعي بل سبحت وتغلغلت في كل مناحي حياتنا السياسية والاقتصادية وتُشير الى عصيان الابناء ومعصيتهم لصالح الاغيار ، فقد نجحت ثقافة ابناء الخادمات الارتدادية في تشكيل طبقة كريما تقوم بدور الخادمة المخلصة ، فالنفس البشرية احيانا تستمع بثقافة جلادها وتصبح قابلة لتطبيق افعاله وسلوكياته والاقتداء بها على حساب ثقافته الاصيلة وتكفي مشاهدة حجم الانبطاح للقادم من الغرب او من الاجنبي لنعرف مقدار وجود ثقافة ابناء الخادمات في معظم مناحي حياتنا ، بعد ان استأثرت مراكز صنع القرار الغربي في تحديد اولوياتنا في معظم المناحي الحياتية وفقدنا برنامجا عربيا واحدا لمواجهة مشاكلنا واشكالياتنا الاقتصادية والاجتماعية .
قصة العاملة الفلبينية التي رعت الاب اكثر من الابناء قصة يمكن سحبها على معظم تفاصيلنا بعد ان اسلمنا الابناء للخادمات واسلمنا الكثير من تفاصيلنا الى الخادمات وثقافتهن تارة تحت اسم خبراء وتارات تحت اسماء مراكز دراسات تعمل تحت برامج واجندات وتمويلات خارجية ، فأصبحنا خدما انيقين تحت لافتة مخدومين ، فحجم الانقلابات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تؤكد ذلك دون عناء ، فتغيير السلاح من كتف الى كتف ظاهرة مستشرية ، وقد رأينا كيف ان ثوار اليوم هم مسؤولو الامس والعكس صحيح وهذه ظاهرة رغم ارتدائها البسة انيقة الا انها ظاهرة تنتمي الى ثقافة الخادمات وتراثهن وتراتبيتهن في السلم الوظيفي ، فالخادمة تبدأ بهذا التصنيف الوظيفي لتصبح مديرة منزل لاحقا .
الاوطان منازل جمعية لساكنيها ، وقديما قال الشاعر “ كم منزل في الارض يألفه الفتى وحنينه دوما لاول منزل “ ومنزلنا الاول المصاحب لطفولتنا الاولى كانت بصحبة الخادمة وتربيتها وسلوكياتها ، حتى بعض الامهات كُن ّ خادمات في المنزل برتبة ومرتبة ام ، فخرج الابناء على هيئة ابناء خادمات لا اكثر ، فالمرأة ما زالت تحظى بعلقة موت في البيت وبوردة او هدية يستفيد منها المنزل سواء في عيد الام او في يوم المراة العالمي .
كثير من الاقوال والشعارات ظلت تربط الام بكل المفردات الايجابية فالوطن الام والجماعة الام والحزب الام فأعلينا تسمية الام التي هي مرأة حكما ، ونسينا اعلاء ثقافة الام التي وضعناها في خانة الخادمة في معظم الاوقات فخرج الابناء ، ابناء خادمات والقلّة القليلة من الخادمات هنّ على شاكلة الخادمة الفلبينية المخلصة.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)