تيسير النجار وأزمة منظمات التمويل المدني
عمر كلاب
جو 24 : لا يبدو اعتقال صحفي اردني حدثا مناسبا او مُربحا لمنظمات التمويل الاجنبي التي تعمل على دعم وتفعيل الحريات الصحفية , فكل فروسيتها مرهونة بموضوع مقبول من الممولين الغربيين , ولا تملك على ما يبدو قرارها الذاتي او الطوعي , فكل مؤسسة مربوطة بمرضعة غربية تقوم على ارضاعها بالسوائل النقدية وفقا لرغبات تلك الجهة وأضحى الحديث عن استقلالية تلك المراكز والمؤسسات كلاما فارغا لا يستحق الحبر المصروف .
منظمات المجتمع المدني باتت لا تستحق اسمها فهي مجرد منظمات تمويل مدني وليست مجتمعا مدنيا , فكل نشاطها محصور في الاشتباك السلبي مع قضايا المجتمع من حيث تيسير الغريب من الافعال والاقوال والممارسات وتصمت عند الاختبار الحقيقي لواجباتها , فثمة مصالح حيوية للذوات القائمين عليها تتعارض مع الحريات اساسا مثل السفرات والمؤتمرات والاسترخاء على فراش الفنادق الوثيرة وتكييش المياومات , على عكس سلوكها ضد حكوماتها المحلية فهي تتنمر وتزبد وترعد عند اول موقف داخلي .
تيسير النجار صحفي اردني موقوف في دولة الامارات العربية المتحدة وهي دولة تحظى باحترام المجتمع الاردني على كل المستويات ويأمل الاردنيون منها وفيها الكثير الكثير وما زالت ذكرى زايد رحمه الله حاضرة في الوجدان والعقول وكذلك ابناء زايد الذين حافظوا على إرث والدهم , واذا اخطأ الصحفي تيسير فلا ضير من محاكمته علنا كما فعل الاردن مع احد الحزبيين الاردنيين الذي قضى عقوبة السجن لاساءته لدولة الامارات الشقيقة , فنحن لن نقبل الاساءة للامارات التي لها مكانة كريمة عند الجميع وان كان الامل في الامارات كبير للافراج عن زميل لم نعرف عنه ولم نقرأ له الا كل خير عن الامارات .
الغريب هو موقف جماعة التمويل الاجنبي الذين يصرخون لاقل صغيرة في الداخل وموقف لجنة الحريات في نقابة الصحفيين والاكثر غرابة موقف وزارة الخارجية , حيث لم يفتح احدهم فاهه للحديث عن تيسير الذي ندافع عن حقه في محاكمة عادلة متوفرة في دولة الامارات الشقيقة التي نمتلك معها علاقات ودودة للغاية ولا يضيرنا المناشدة باطلاق سراح تيسير والعفو عنه اذا اخطأ , فكيف ينظر اصحاب مراكز الحريات الى انفسهم في المرآة الآن وهم يشربون دم زميلهم بالثلج المقطر من ماء التمويل الاجنبي وكيف يرى احدهم نفسه وهو يغادر على الطائرة الميمونة للحديث عن الحريات ويقرف اهلنا بصوره في الجلسات .
بعد السقوط المريع لتلك المراكز اخلاقيا بات السؤال مشروعا لو كان الفعل معكوسا , فكيف ستكون ردة فعلهم , كيف الحال لو تم توقيف صحفي عربي او غربي , وكم بيان سيصدر في الثانية الواحدة وكم مقالا ستكتبه اقلامهم في اللتر الواحد من الحبر , وكم سرعة القلم المستخدم في الكتابة ؟ اسئلة ليست برسم القلق بل برسم الوجع , عن تجربة سقطت في وحل المصالح الشخصية واذن الاقامة , واثبتت تلك المراكز انها مجرد دكاكين تنفيعات للقائمين عليها تستثمر في احلامنا بالحرية الصحفية ودعم وتدريب الصحفيين , كما تستثمر النقابة في فلسفة الامن الوظيفي والمظلة المهنية التي تدافع عن الاعضاء وكما تستثمر الخارجية في اضافة مهمة المغتربين الى مهماتها الجليلة .
لسنا دولة رخوة ولسنا مجتمعا بائسا , بل نحن نمتلك الكثير من الادوات القادرة على التأثير ونمتلك الاحترام في الخارج وخاصة عند الاشقاء في الامارات واظن رصيدنا يقبل ان نطالب الاشقاء بالافراج عن زميلنا بحكم اواصر المودة والاخوة وبحكم ارث الحسين وزايد رحمهما الله وارث من خلَفهما في الحكم من خليفة الى عبد الله , ونعلم ان الازمة ستزول وان تيسير سيعود الينا فهو في مأمن عند الاشقاء حتى وهو موقوف ونأمل بالعفو عنه ان اخطأ وبتوفير محاكمة عادلة له اذا تعذر العفو والافراج ولكن السؤال سيبقى عند تيسير واسرته الصغيرة وزملائه في المهنة والحرف ووجعه عن اكذوبة حماية الصحفيين وحريتهم عند دكاكين التمويل الاجنبي .
omarkallab@yahoo.com
الدستور
منظمات المجتمع المدني باتت لا تستحق اسمها فهي مجرد منظمات تمويل مدني وليست مجتمعا مدنيا , فكل نشاطها محصور في الاشتباك السلبي مع قضايا المجتمع من حيث تيسير الغريب من الافعال والاقوال والممارسات وتصمت عند الاختبار الحقيقي لواجباتها , فثمة مصالح حيوية للذوات القائمين عليها تتعارض مع الحريات اساسا مثل السفرات والمؤتمرات والاسترخاء على فراش الفنادق الوثيرة وتكييش المياومات , على عكس سلوكها ضد حكوماتها المحلية فهي تتنمر وتزبد وترعد عند اول موقف داخلي .
تيسير النجار صحفي اردني موقوف في دولة الامارات العربية المتحدة وهي دولة تحظى باحترام المجتمع الاردني على كل المستويات ويأمل الاردنيون منها وفيها الكثير الكثير وما زالت ذكرى زايد رحمه الله حاضرة في الوجدان والعقول وكذلك ابناء زايد الذين حافظوا على إرث والدهم , واذا اخطأ الصحفي تيسير فلا ضير من محاكمته علنا كما فعل الاردن مع احد الحزبيين الاردنيين الذي قضى عقوبة السجن لاساءته لدولة الامارات الشقيقة , فنحن لن نقبل الاساءة للامارات التي لها مكانة كريمة عند الجميع وان كان الامل في الامارات كبير للافراج عن زميل لم نعرف عنه ولم نقرأ له الا كل خير عن الامارات .
الغريب هو موقف جماعة التمويل الاجنبي الذين يصرخون لاقل صغيرة في الداخل وموقف لجنة الحريات في نقابة الصحفيين والاكثر غرابة موقف وزارة الخارجية , حيث لم يفتح احدهم فاهه للحديث عن تيسير الذي ندافع عن حقه في محاكمة عادلة متوفرة في دولة الامارات الشقيقة التي نمتلك معها علاقات ودودة للغاية ولا يضيرنا المناشدة باطلاق سراح تيسير والعفو عنه اذا اخطأ , فكيف ينظر اصحاب مراكز الحريات الى انفسهم في المرآة الآن وهم يشربون دم زميلهم بالثلج المقطر من ماء التمويل الاجنبي وكيف يرى احدهم نفسه وهو يغادر على الطائرة الميمونة للحديث عن الحريات ويقرف اهلنا بصوره في الجلسات .
بعد السقوط المريع لتلك المراكز اخلاقيا بات السؤال مشروعا لو كان الفعل معكوسا , فكيف ستكون ردة فعلهم , كيف الحال لو تم توقيف صحفي عربي او غربي , وكم بيان سيصدر في الثانية الواحدة وكم مقالا ستكتبه اقلامهم في اللتر الواحد من الحبر , وكم سرعة القلم المستخدم في الكتابة ؟ اسئلة ليست برسم القلق بل برسم الوجع , عن تجربة سقطت في وحل المصالح الشخصية واذن الاقامة , واثبتت تلك المراكز انها مجرد دكاكين تنفيعات للقائمين عليها تستثمر في احلامنا بالحرية الصحفية ودعم وتدريب الصحفيين , كما تستثمر النقابة في فلسفة الامن الوظيفي والمظلة المهنية التي تدافع عن الاعضاء وكما تستثمر الخارجية في اضافة مهمة المغتربين الى مهماتها الجليلة .
لسنا دولة رخوة ولسنا مجتمعا بائسا , بل نحن نمتلك الكثير من الادوات القادرة على التأثير ونمتلك الاحترام في الخارج وخاصة عند الاشقاء في الامارات واظن رصيدنا يقبل ان نطالب الاشقاء بالافراج عن زميلنا بحكم اواصر المودة والاخوة وبحكم ارث الحسين وزايد رحمهما الله وارث من خلَفهما في الحكم من خليفة الى عبد الله , ونعلم ان الازمة ستزول وان تيسير سيعود الينا فهو في مأمن عند الاشقاء حتى وهو موقوف ونأمل بالعفو عنه ان اخطأ وبتوفير محاكمة عادلة له اذا تعذر العفو والافراج ولكن السؤال سيبقى عند تيسير واسرته الصغيرة وزملائه في المهنة والحرف ووجعه عن اكذوبة حماية الصحفيين وحريتهم عند دكاكين التمويل الاجنبي .
omarkallab@yahoo.com
الدستور