jo24_banner
jo24_banner

فلسطين : عجز الفصائل واجتراح البدائل

عمر كلاب
جو 24 : لا يمكن حصر الرسائل والدلالات التي ارسلتها انتفاضة الشعب الفلسطيني تحت عنوان الدفاع عن الاقصى والقدس بوصف المدينة ومسجدها ومقدساتها القاسم المشترك الفلسطيني الاعظم وكذلك مع الشعوب العربية والصديقة وخاصة الشعب الاردني الذي ابهر الجميع بتفاعله العُضوي مع الانتفاضة المباركة سابقا كل الشوارع ولعله الشارع الذي يلي الشارع الفلسطيني حراكا وتفاعلا وهذا راجع لفهم عميق لدلالات الانتفاضة واستراتيجية الدولة الفلسطينية للشعب الاردني والدولة الاردنية التي ساهمت بسماحتها في حجم التعبير وقوته على امل ان يستمر هذا الفهم الشعبي العميق لضرورة الانتفاضة دون التحرش بالمناطق الحساسة للدولة.
بالعودة الى الانتفاضة وأثرها الحيوي على الشارع الفلسطيني الذي عانى من تشرذم وانشقاق وتمزق جغرافي وسياسي ، فقد وجد الشارع الشعبي النضالي فرصته في الاجابة عن الاسئلة المسكوت عنها فصائليا وسلطويا من خلال القفز عن مشروع السلطة القائم على التفاوض كمشروع فلسطيني وحيد لمواجهة غطرسة الاحتلال وتهويده للقدس وتمزيق اوصال الضفة الغربية بالمستوطنات وقطعان المستوطنين بعد ان اكتفت السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات - سلاحها الوحيد لاقامة الدولة الفلسطينية - وانغماسها في مشروع التنسيق اللامني، بالمقابل كانت سلطة غزة تلملم جراحها بعد الحروب مع الكيان الصهيوني من جهة ومحاولاتها تكريس سلطتها في غزة ذات الحدود الملتهبة مع الجار العربي والكيان الصهيوني على حد سواء دون افق سياسي للخروج من الحصار المزدوج او المثلث .
وسط كل هذا التراجع الذاتي الفلسطيني والتراجع الموضوعي عربيا بعد تفكك دول وفشل اخرى وانغماس ثالثة في حرب داخلية باسلحة كونية، يستنبط الجيل الفلسطيني الرابع اسلحته الذاتية ويعلنها انتفاضة غير مسبوقة في التاريخ الفلسطيني حملت الرقم ثلاثة في العصر الحديث او عصر منظمة التحرير ، ولكنها الانتفاضة الاولى بالمعنى الشمولي لحركة تحرير الشعب الفلسطيني، فالثورة بمعناها الدائم انطلقت منتصف ستينيات القرن الماضي من الشتات او الخارج الفلسطيني مع تفاعل في الداخل الفلسطيني، الى ان اعادت الانتفاضة التي حملت الرقم واحد عام 1987 الوضع نسبيا لصالح الداخل وكانت النتيجة عودة اجزاء من منظمة التحرير الى الداخل ولكن السلطة حينها فشلت في انتاج المعادلة الوطنية الصحيحة فطغى الخارج على الداخل ولم يتفهم رجالات السلطة حجم التغير الذي طال البنية الفلسطينية سواء الفصائلية او الاجتماعية، فكان انسحاب المجتمع عن الفصائل والسلطة وتنامي دور التيارات الاسلامية غير المنضوية تحت راية منظمة التحرير فتعمق الشرخ وكان التعبير عنه انتفاضة تحمل الرقم اثنين سرعان ما تحول الى حالة فصام وطني افرز انقلابا وانشقاقا وطنيا جغرافيا وسياسيا .
وسط المراحل الثلاث السابقة المنظمة والانتفاضة الاولى والثانية بقي الضلع الفلسطيني الثالث مشاهدا وفي احسن احواله مؤيدا وداعما واعني اهلنا في المناطق المحتلة عام 1948، الى ان جاءت الانتفاضة الثالثة او الانتفاضة الشاملة الاولى كما اجدها واحب تسميتها، فالكل الفلسطيني الان يشارك في الانتفاضة، الشتات بحراكه المحدود بحكم الظرف الموضوعي للدولة العربية وغزة والضفة رغم التباين والاهم شعبنا العظيم تحت الاحتلال الصهيوني في المناطق المحتلة عام 1948، فعملية الشاب الشهيد مهند العقبي وحراك القائمة العربية في الكنيست والحركة الاسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح كلها تعمل ضمن منظومة واحدة شعارها المقاومة وحماية الاقصى كعنوان للهوية الفلسطينية وعنوان لحرية فلسطين واستقلالها وهذا ما افتقدته القضية الفلسطينية منذ نكبتها .
الجيل الرابع من فلسطين انتج الحالة الفلسطينية وسط الركام الفصائلي العاجز وانتج ثقافة النصر وتعامل معها كواقع ونجح بنقلها الى الجيل الثاني والثالث من الفلسطينيين واجزم بانه سينقلها الى الشوارع العربية ولذلك تسعى كل ادوات التعطيل الى اجهاضها وهذا هو الهدف النهائي لانصار ثقافة الهزيمة وهذا هو التحدي لكل من يراجع برنامجه الثقافي على قاعدة المقاومة وثقافة النصر التي نتعلمها من الجيل الفلسطيني الرابع .
Omarkallab@yahoo.com


(الدستور)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير