2024-09-02 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

يوم وطني للشهداء ويوم عمل لأبنائهم وذويهم

عمر كلاب
جو 24 :

حقوق الشهداء المعنوية محفوظة وكذلك حقوقهم المادية ضمن القوانين المعمول بها في الدولة، لكن الحديث هنا عن يوم وطني للشهداء، يوم يليق بدمعة ام وبكاء اخت ويتم طفولة كي نعيش بهدوء وامان، واقترح ان يكون هذا اليوم هو 19 كانون الاول من كل عام، كجهد مجتمعي لتكريس مقاومة التشدد والتطرف والارهاب، فالحرب طويلة معه، والواجب الاجتماعي يحتم علينا ان نقوم بتكريس هذا اليوم كل عام، فهو يوم الوفاء لشهداء الارهاب الذين منحونا الحياة والامان بطاهر دمهم، وان يكون أجر عمل هذا اليوم لاسرهم وذويهم، وعلى مؤسسات القطاع الخاص ان تبادر الى احياء هذا المشروع ودعمه، غرف التجارة والصناعة وجمعية البنوك والنقابات المهنية والعمالية وجمعيات رجال الاعمال، علينا ان نكرس حيوية المجتمع وذاكرته الوطنية واعلاء قيمة الوفاء حتى لا يطوي النسيان سيرة وطن وسيرة شباب دفعوا حياتهم ثمنا لحياتنا وسقوا شجرة حياتنا بزكيّ دمهم.
حتى لا نراوغ ونعتدي على الحقيقة، نحن شعب مثقوب الذاكرة، ننسى وتلهينا الحياة بتفاصيلها وقسوتها، ونفزع في كل حدث كأنه الحدث الاول، ثم يأتي حدث آخر ينسينا الحدث الاول وهكذا تطحننا الحياة بتفاصيلها، ورغيف الخبز دائري يدحل بسرعة ونركض نحن خلفه ونلتهي، وعلينا ان نمؤسس حتى مشاعرنا وانفعالاتنا وعدم تركها اسيرة الفزعة التي تحبط كل المتقدمين في المجتمع، ولدينا بذرة الخير النقية من اي دنس، فإلغاء الاحتفالات بالاعياد المجيدة من اخواننا المسيحيين دليل على ذلك، ومشهد السيدة التي حملت دلال القهوة والكعك والتمر الى حاجز الامن العام والدرك في شفا بدران كذلك، فنحن نعيش لحظة وطنية يجب البناء عليها كما لحظة معاذ وراشد رحمهما الله، وأضعنا تلك اللحظات ويجب ان لا تضيع هذه اللحظة، فنحن في زمن ارهاب اعمى تضيق الارض عليه، مما يعني انه سيستمر في التفجير والقتل بذئاب بشرية منفردة وقطعان متنقلة على عجلات او بأحزمة ناسفة وأسلحة ومتفجرات.
أسبوع الكرك الابيض، حمى الاردن من كارثة بكل المعاني والتقديرات، واستفحال التطرف والغلوّ لا يثير القلق فقط بل يضع العقل في الكف ويحتاج الى مراجعات جذرية في كل مناحي حياتنا، من المناهج حتى اخر سطر في كتاب المواجهة الامنية والعسكرية، مرورا بالفساد المستشري واجهاض احلام الشباب بوظيفة يحصل عليها بكفاءة حتى وصلوا الى شفير الانتحار الفردي كتعبير عن القهر والانتحار الفكري بالانتماء الى تنظيمات ارهابية او بتراكم القهر حدّ الحقد على كل شيء، وهذه لحظة تحتاج الى الصراحة الكاملة والى المواجهة مع الذات على المستوى الوطني، ونحن لا نملك رفاه الوقت ولا نملك الا هؤلاء الفتية الذين آمنوا بربهم ووطنهم ولا يجوز ان نتركهم يواجهون الموت فرادى وزرافات، ولا ان نترك ابناء اخرين لنا يسيرون على درب العقوق الوطني والانساني، فهم ايضا ضحايا عجزنا وقلة حيلتنا وضعف مناهجنا وبرامجنا واعدادنا النفسي لهم، فتركناهم فريسة سهلة للارهاب الاعمى.
من السهل ان ننجو من الذنب ونقذفه على الارهاب الاعمى، ولكن الارهاب يقتلنا بأبنائنا اولا قبل مفخخاته واحزمته الناسفة، فالقاتل عاش بيننا وتم غسل دماغه بيننا وحقد علينا وافرغ حقده فينا، يرانا كفارا نستحق الموت او مضللين يحتاجون الى صدمة تفجيرية لينهضوا ويبايعوا وكيل الله الجديد على الارض، وهذه حرب مفتوحة وقابلة للتوسع وقابلة لانتاج جيل جديد من الذئاب الاكثر توحشا، فكل جيل جديد من هذه الذئاب اكثر شراسة ودموية من سابقه، والحرب تتطلب استعدادا على كل الجبهات واولها جبهة المجتمع والتربية واستعادة العدالة واحياء الامل للاجيال الشابة التي نعتدي على فرصها في الحياة والتقدم بتعليم رديء وتربية وطنية مفككة ووظائف تسرق على اعينهم لابناء الذوات وقطاع خاص دون ادنى مسؤولية اجتماعية وقطاع عام مترهل تحتاج الى واسطة كي تحصل على حقك وتحتاج الى الوقوف اسابيع من اجل انجاز معاملة بسيطة جدا وكذلك حال الخدمات العامة من صحة ونظافة وطرق آمنة في الحضيض.
نحتاج الى مراجعة دائمة ومحاسبة حقيقية للمخطئ الذي استمرأ الاساءة لغياب العقاب، ولعل فرصة يوم وطني للشهداء تكون يوم المراجعة والمساءلة للنفس وللآخر عن انجازنا في عام من أجل أمن وأمان البلاد والعباد وهو فرصة لكي يمارس القطاع الخاص دوره المجتمعي وواجبه الوطني.
omarkallab@yahoo.com


 
تابعو الأردن 24 على google news