ايران وكتاب الدعسة الاخوانية
عمر كلاب
جو 24 : منذ أعوام قليلة خلت كان المأخذ على الدولة الاردنية مقاطعتها للمارد الايراني الذي يتشكل في فضاء الاقليم كقائد لمحور الممانعة وداعم أول ووحيد للثوريين العرب من حماس الى حزب الله ، وترافقت التهم مع بعض الانتقادات للديبلوماسية الأردنية الرخوة في التعامل مع قضايا الاقليم ووضع كل الاوراق على المائدة الامريكية ان لم تكن في جيبتها ، وثمة تطرف بأن الديبلوماسية الاردنية حالة وظيفية في الخارجية الامريكية .
نفس اصحاب وجهة النظر التي طالبت بالانفتاح على ايران ومنح قوافل الحجيج الايرانية الى مراقد الصحابة ، هي نفسها الآن تقود حملة ضد زيارة وزير الخارجية ناصر جودة الى ايران ، ولا اخالف الحقيقة ان قلت لو ان هذه الزيارة حدثت ابان الموقف الاخواني لطهران لألبسوا جودة اكليل غار بوصفه فاتحا لخراسان مجددا وقائدا للنهروان .
كان الاتهام السائد لمن يكتب في صالح الدولة بأنه من كتاب التدخل السريع الذين سرعان ما يتشاطرون نفس الحلم كناية عن الامر الخارجي ويكتبون بسرعة البرق دون حساب لمواقفهم السياسية ودون مراجعة ما قالوا وما كتبوا سابقا ودائرة الاتهام تتسع وتضيق حسب وجهة النظر الاخوانية واحزاب المعارضة ، فأنت بلا رأي طالما انك تخالف رأيهم .
اليوم نرى حالة غرائبية من الاستدارة ضد ايران من كتاب طالما اتحفوا الحالة بالتنظير لضرورة ايران وضرورة الانضواء تحت راية المقاومة التي تقودها طهران بل اشبعوا طهران نثرا وشعرا تفوق رباعيات الخيام .
الآن نشهد تنوعا في السياسة الخارجية الاردنية وظهر على السطح حجم وتأثير تلك الديبلوماسية التي تتنقل من اوروبا الى افريقيا الى امريكا ومؤخرا تفتح الطريق مع طهران وبالتالي فإن هذا الفعل يواجه انتقادا واحدا وهو التأخير في فتح هذا الطريق كما فتح باقي الطرق الدبلوماسية ولا يوجد له انتقاد آخر قبل ان تبرز تفاصي الملفات التي جرى بحثها ، اما ان يبدأ القصف على الزيارة لمجرد انها زيارة فهذا يعني اننا امام موقف مسبق محكوم بأوراق غير اردنية .
كتاب الدعسة الفجائية الذي ضربوا بريكا في مقالاتهم واداروا المقود عكس الاتجاه على طريقة افلام الآكشن الامريكية عليهم ان يكشفوا سر الانقلاب وكيف تحول ياسمين طهران وربيعها الثوري الى سموم مذهبية علما بأن قيادة الدولة الايرانية ثابتة منذ عقود ، ولم يتغير نظام الملالي ، ولكن الذي تغير موقف جماعة بعينها من ايران بعد موقفها من الاحداث في سوريا الشقيقة التي كانت شريكة ايران في الممانعة والمقاومة .
عناوين المقاومة والممانعة حسب التوصيف الاخواني وكتاب الدعسة الفجائية كانت حركة حماس وحزب الله وهذان العنوانان ما زالا على عهدهما مع ايران كما شاهدنا في احتفالات غزة الاخيرة وخطابات حسن نصر الله ،فما الذي تغير حتى نفهم سر ادانة الزيارة والهجوم عليها في الوقت الذي حافظت “ دولة “ واحدة على موقفها من ايران ومن حركات المقاومة هي الكيان الصهيوني فقط .
الديبلوماسية الاردنية يجب ان تتحرك في الفضاء الاقليمي حاملة الاجندة الوطنية التي تحمل بندا واحدا هو مصلحة الاردن وليس مصالح ومواقف جماعات واحزاب والموقف من الاحداث في سوريا يجب ان يكون محكوما بالضرورة للمصلحة الاردنية التي ترى وهي صائبة ان الحل السياسي هو المخرج الوحيد للازمة في دمشق وتطهير سوريا من عصابات الاجرام والخوارج الجدد .
لا نحتاج الى استنساخ ظاهرة جديدة رغم وجودها دوما في الحالة الاعلامية تقبل بوجود كتاب الدعسة والتدخل السريع على شكل ميليشيا اعلامية ، بل المطلوب قراءة اللحظة بعقل وطني وبمصلحة اردنية هي اكبر من كل الاجندات الحزبية والشخصية .
omarkallab@yahoo.com
نفس اصحاب وجهة النظر التي طالبت بالانفتاح على ايران ومنح قوافل الحجيج الايرانية الى مراقد الصحابة ، هي نفسها الآن تقود حملة ضد زيارة وزير الخارجية ناصر جودة الى ايران ، ولا اخالف الحقيقة ان قلت لو ان هذه الزيارة حدثت ابان الموقف الاخواني لطهران لألبسوا جودة اكليل غار بوصفه فاتحا لخراسان مجددا وقائدا للنهروان .
كان الاتهام السائد لمن يكتب في صالح الدولة بأنه من كتاب التدخل السريع الذين سرعان ما يتشاطرون نفس الحلم كناية عن الامر الخارجي ويكتبون بسرعة البرق دون حساب لمواقفهم السياسية ودون مراجعة ما قالوا وما كتبوا سابقا ودائرة الاتهام تتسع وتضيق حسب وجهة النظر الاخوانية واحزاب المعارضة ، فأنت بلا رأي طالما انك تخالف رأيهم .
اليوم نرى حالة غرائبية من الاستدارة ضد ايران من كتاب طالما اتحفوا الحالة بالتنظير لضرورة ايران وضرورة الانضواء تحت راية المقاومة التي تقودها طهران بل اشبعوا طهران نثرا وشعرا تفوق رباعيات الخيام .
الآن نشهد تنوعا في السياسة الخارجية الاردنية وظهر على السطح حجم وتأثير تلك الديبلوماسية التي تتنقل من اوروبا الى افريقيا الى امريكا ومؤخرا تفتح الطريق مع طهران وبالتالي فإن هذا الفعل يواجه انتقادا واحدا وهو التأخير في فتح هذا الطريق كما فتح باقي الطرق الدبلوماسية ولا يوجد له انتقاد آخر قبل ان تبرز تفاصي الملفات التي جرى بحثها ، اما ان يبدأ القصف على الزيارة لمجرد انها زيارة فهذا يعني اننا امام موقف مسبق محكوم بأوراق غير اردنية .
كتاب الدعسة الفجائية الذي ضربوا بريكا في مقالاتهم واداروا المقود عكس الاتجاه على طريقة افلام الآكشن الامريكية عليهم ان يكشفوا سر الانقلاب وكيف تحول ياسمين طهران وربيعها الثوري الى سموم مذهبية علما بأن قيادة الدولة الايرانية ثابتة منذ عقود ، ولم يتغير نظام الملالي ، ولكن الذي تغير موقف جماعة بعينها من ايران بعد موقفها من الاحداث في سوريا الشقيقة التي كانت شريكة ايران في الممانعة والمقاومة .
عناوين المقاومة والممانعة حسب التوصيف الاخواني وكتاب الدعسة الفجائية كانت حركة حماس وحزب الله وهذان العنوانان ما زالا على عهدهما مع ايران كما شاهدنا في احتفالات غزة الاخيرة وخطابات حسن نصر الله ،فما الذي تغير حتى نفهم سر ادانة الزيارة والهجوم عليها في الوقت الذي حافظت “ دولة “ واحدة على موقفها من ايران ومن حركات المقاومة هي الكيان الصهيوني فقط .
الديبلوماسية الاردنية يجب ان تتحرك في الفضاء الاقليمي حاملة الاجندة الوطنية التي تحمل بندا واحدا هو مصلحة الاردن وليس مصالح ومواقف جماعات واحزاب والموقف من الاحداث في سوريا يجب ان يكون محكوما بالضرورة للمصلحة الاردنية التي ترى وهي صائبة ان الحل السياسي هو المخرج الوحيد للازمة في دمشق وتطهير سوريا من عصابات الاجرام والخوارج الجدد .
لا نحتاج الى استنساخ ظاهرة جديدة رغم وجودها دوما في الحالة الاعلامية تقبل بوجود كتاب الدعسة والتدخل السريع على شكل ميليشيا اعلامية ، بل المطلوب قراءة اللحظة بعقل وطني وبمصلحة اردنية هي اكبر من كل الاجندات الحزبية والشخصية .
omarkallab@yahoo.com