الرعب العربي.. طهران تحتلّ الأضواء وعمّان ترخي ظهرها لتلّ أبيب
حمّى الذعر من إيران، التي انتشرت في الصحف العربيّة كالعدوى، بعد أن هيمن على الإعلام الأردني هوس زيارة وزير الخارجيّة ناصر جودة إلى طهران، لهما ما يبرّرها، فالعراق وسوريّة أمسيتا حديقة خلفيّة لهذه القوّة الإقليميّة المستمرّة في الصعود.. ولكن ؟
ماذا بشأن الامتداد "الاسرائيلي" إلى الأردن الذي يحمى حدود الخليج العربي، فاتفاقيّة ناقل البحرين ومشروع صفقة الغاز لا يمكن وصفهما إلا باحتلال اقتصادي تفرضه "تل أبيب" على عمّان، في ظلّ إصرار اليمين الصهيوني على تطبيق قانون "يهوديّة الدولة" والحديث المستمرّ عن سياسة "الترانزفير".
لم يعد يخفى على أحد أن ما يدور في المنطقة هو ترسيم جديد لتضاريسها السياسيّة، فمشروع "اسرائيل" الذي أعلنته خلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة، ودعم تأسيس دويلات طائفيّة لتبرير وجود "الدولة اليهوديّة"، بات اليوم أقرب إلى الواقع. ومن المعروف أن طهران تبني نفوذاّ طائفيّاً في المنطقة، بعد أن دعمت دولا عربيّة تنظيمات لا تنظر إلاّ من خلال الطائفة، والدعم الغربي للتنظيمات الإسلاميّة التي توصف بالمعتدلة، يكرّس هذا الواقع، الذي لا يمكن لـ "تل أبيب" تحقيق مشروعها خارج إطاره.
كما عادت مهاجمة نظام بشّار الأسد، الأكثر دوية في العالم العربي، لتحتل ألسنة المسؤولين في القارّة العجوز، وخاصّة الفرنسيّين الذين هاجموا الأسد بضراوة، ولم يتبق على تصريحاتهم إلا إعلان حرب شاملة على النظام السوري. بل ووصل الأمر إلى الحديث عن "حماية الأقليّات" في المنطقة.
مشروع التسوية بين موسكو وواشنطن من جهة، والصفقة التي يحاول اليانكيز إبرامها مع طهران من جهة أخرى، وصلتا إلى مرحلة متقدّمة للغاية، ولا ننسى الطموح التركيّ المنافس. ولكن لا يمكن تجاهل دور "اسرائيل" في صنع نتائج أيّة تسوية في المنطقة.
زيارة المتطرّف بنيامين نتنياهو إلى الكونغرس، شكّلت صفعة لطموح باراك أوباما بتعجيل موعد الصفقة مع طهران، والمنظّمات الصهيونيّة في الولايات المتحدة بلغت أعلى درجات السعار، وما تتوقّعه طهران من العمّ سام مازال يتعثّر بالحدود التي تفرضها "اسرائيل" على العالم أجمع، فهل نواصل النظر بوجل إلى الخطر المستقبلي الإيراني دون الالتفات –ولو قليلا- إلى اقتراب موعد إعلان "اسرائيل الكبرى"، حتى وإن اقتصر رسم حدودها الجديدة على المستوى الاقتصادي ؟!