إيران وخدمة التجوال الدولي والمبادرة الأردنية
عمر كلاب
جو 24 : أدخلت ايران خدمة التجوال الدولي على اسلاك وحراك وزارة خارجيتها وسياستها العالمية بعد دخول هذه الخدمة اقليميا وتوسعة مداها لتشمل دولا اربع بدل اثنتين وحزب , فالنشاط الايراني اقرب الى النشاط الاسرائيلي في السلوك الاقليمي , من حيث النجاح في اختراقات سياسية وحزبية ودعم الجهات التي تم اختراقها لتكون القوة الابرز وتزويدها بكل الدعم اللازم بصرف النظر عن المذهب الديني , فهي دعمت حركات سنية ومسيحية ولم يقتصر دعمها على الحركات والاحزاب الشيعية .
ايران استعدت جيدا لمفاوضاتها النووية مع الغرب او منظومة الدول الست “ الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا “ , بتقوية اوراقها الاقليمية وضم ما تيسر من اوراق الى ملف التفاوض النووي وعلنا ودون سرّية معتادة لمثل هذا السلوك , فالنفوذ الايراني كان يتمدد في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة , على عين العالم والعرب الذين اكتفوا بالادانة والفرجة السياسية ومحاولتهم الوحيدة الاجرائية لتشكيل حالة تصدّي للمشروع الايراني في سوريا والعراق انتج تطرّفا مذهبيا اكتوت بناره كل المذاهب والاديان على حد سواء .
تقول المصادرالغربية والعربية إن فرص التوصل لاتفاق سياسي بين إيران والدول الست المعنية بملفهاالنووى، مرتفعةجداً،فيما رفضت طهران دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تقديم تنازلات، وطالبت بالتوصل إلى اتفاق متوازن يطوي الملف وقالت المصادر إن إدارة أوباما تريد اتفاقاً بأي ثمن، وتستعجل الأوروبيين إبرامه قبل نهاية الشهر وأشارت إلى أن الاتفاق شبه محسوم،لافتة إلى أن الخلاف الوحيد هو على مسألة رفع العقوبات المفروضة على طهران فقط , مما يعني نجاح التجربة الايرانية بالتسلل والاقامة والموانة واستجلاب النصر بأوراق عربية , فقد تعلمت ايران من الكيان الاسرائيلي ولطمتنا على الخد الايسر لتتساوى اللطمات على الخدين بالأكف الايرانية والاسرائيلية .
ما تفعله ايران صورة محسنة مما فعله الكيان الاسرائيلي لكنه متوافق في الاهداف النهائية من حيث اضعاف الحالة العربية على شدة ضعفها واستثمار الضعف العربي والاستثمار في غياب المشروع المقابل ولا اقول النقيض لان ايران في النهاية جارة لا يمكن الاستغناء عنها او معاداتها وهي دولة تبحث عن مصالحها والخلل ليس عندها بل في منظومة العمل العربي وشكل الدولة العربية الممزق والضعيف والذي اختزله المفكر القومي ساطع الحصري حين سألوه: كيف تهزم إسرائيل عشرين دولة عربية؟ فكان رده: هزمتهم لأنهم عشرون دولة عربية، بعبارة أخرى، لو كانوا دولة واحدة، لما هزمتهم .
الاردن بوعيه الفطري التقط الحالة الراهنة الايرانية وبنى عليها مبادرة ما زالت مكتومة نسبيا لاجراء مصالحة اقليمية , فأرسل وزير خارجيته برسالة ملكية بخط اليد الى طهران واستقبل الملك وزير الخارجية الايراني مستبقا الملك عبد الله الثاني كل ذلك بزيارة خاطفة الى السعودية التي وافقت بحذر على الخطوة ولم يتم تسريب أي تفاصيل عن مضمون زيارة الملك عبدالله الثاني ولا نعرف طبيعة الرد الإيراني، أو هل ردت طهران حتى الآن أم لا ,وقياسا على مناسبات سابقة، فإن الإيرانيين عادة ما يرحبون بأي انفراج ،أو أي تأكيد للعلاقات الأخوية مع جيرانهم ،كما يميلون إلى أخذ وقتهم للتفكير في رد فعل حقيقي ،وربما اقتراح عملية مفاوضات طويلة بينما هم يسعون لتحسين وتوسيع نطاق نفوذهم في الشرق الأوسط .
محاولة الملك عبدالله الثاني لوضع مفهوم للمصالحة الإقليميةعلى الطاولة في المنطقة هي خطوة شجاعة وتستلزم نقلتين الاولى من العرب بدعم المبادرة وتوفير فرص النجاح لها دون نكايات كما يستلزمها تقديم تنازلات ايرانية في اليمن والعراق وسوريا رغم صعوبة هذه التنازلات عندما يعتقد الإيرانيون أنهم يعيشون حاليا حلقة من تاريخ الإمبراطورية الذهبية الخاصة بهم , ورغم ذلك تبقى الفرص قائمة وينبغي إمداد الملك بكل مساعدة ممكنة وخاصة من قمة شرم الشيخ الاخيرة .
omarkallab@yahoo.com
ايران استعدت جيدا لمفاوضاتها النووية مع الغرب او منظومة الدول الست “ الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا “ , بتقوية اوراقها الاقليمية وضم ما تيسر من اوراق الى ملف التفاوض النووي وعلنا ودون سرّية معتادة لمثل هذا السلوك , فالنفوذ الايراني كان يتمدد في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغزة , على عين العالم والعرب الذين اكتفوا بالادانة والفرجة السياسية ومحاولتهم الوحيدة الاجرائية لتشكيل حالة تصدّي للمشروع الايراني في سوريا والعراق انتج تطرّفا مذهبيا اكتوت بناره كل المذاهب والاديان على حد سواء .
تقول المصادرالغربية والعربية إن فرص التوصل لاتفاق سياسي بين إيران والدول الست المعنية بملفهاالنووى، مرتفعةجداً،فيما رفضت طهران دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تقديم تنازلات، وطالبت بالتوصل إلى اتفاق متوازن يطوي الملف وقالت المصادر إن إدارة أوباما تريد اتفاقاً بأي ثمن، وتستعجل الأوروبيين إبرامه قبل نهاية الشهر وأشارت إلى أن الاتفاق شبه محسوم،لافتة إلى أن الخلاف الوحيد هو على مسألة رفع العقوبات المفروضة على طهران فقط , مما يعني نجاح التجربة الايرانية بالتسلل والاقامة والموانة واستجلاب النصر بأوراق عربية , فقد تعلمت ايران من الكيان الاسرائيلي ولطمتنا على الخد الايسر لتتساوى اللطمات على الخدين بالأكف الايرانية والاسرائيلية .
ما تفعله ايران صورة محسنة مما فعله الكيان الاسرائيلي لكنه متوافق في الاهداف النهائية من حيث اضعاف الحالة العربية على شدة ضعفها واستثمار الضعف العربي والاستثمار في غياب المشروع المقابل ولا اقول النقيض لان ايران في النهاية جارة لا يمكن الاستغناء عنها او معاداتها وهي دولة تبحث عن مصالحها والخلل ليس عندها بل في منظومة العمل العربي وشكل الدولة العربية الممزق والضعيف والذي اختزله المفكر القومي ساطع الحصري حين سألوه: كيف تهزم إسرائيل عشرين دولة عربية؟ فكان رده: هزمتهم لأنهم عشرون دولة عربية، بعبارة أخرى، لو كانوا دولة واحدة، لما هزمتهم .
الاردن بوعيه الفطري التقط الحالة الراهنة الايرانية وبنى عليها مبادرة ما زالت مكتومة نسبيا لاجراء مصالحة اقليمية , فأرسل وزير خارجيته برسالة ملكية بخط اليد الى طهران واستقبل الملك وزير الخارجية الايراني مستبقا الملك عبد الله الثاني كل ذلك بزيارة خاطفة الى السعودية التي وافقت بحذر على الخطوة ولم يتم تسريب أي تفاصيل عن مضمون زيارة الملك عبدالله الثاني ولا نعرف طبيعة الرد الإيراني، أو هل ردت طهران حتى الآن أم لا ,وقياسا على مناسبات سابقة، فإن الإيرانيين عادة ما يرحبون بأي انفراج ،أو أي تأكيد للعلاقات الأخوية مع جيرانهم ،كما يميلون إلى أخذ وقتهم للتفكير في رد فعل حقيقي ،وربما اقتراح عملية مفاوضات طويلة بينما هم يسعون لتحسين وتوسيع نطاق نفوذهم في الشرق الأوسط .
محاولة الملك عبدالله الثاني لوضع مفهوم للمصالحة الإقليميةعلى الطاولة في المنطقة هي خطوة شجاعة وتستلزم نقلتين الاولى من العرب بدعم المبادرة وتوفير فرص النجاح لها دون نكايات كما يستلزمها تقديم تنازلات ايرانية في اليمن والعراق وسوريا رغم صعوبة هذه التنازلات عندما يعتقد الإيرانيون أنهم يعيشون حاليا حلقة من تاريخ الإمبراطورية الذهبية الخاصة بهم , ورغم ذلك تبقى الفرص قائمة وينبغي إمداد الملك بكل مساعدة ممكنة وخاصة من قمة شرم الشيخ الاخيرة .
omarkallab@yahoo.com