jo24_banner
jo24_banner

قمة الحزم ... محدودية المسؤولية

عمر كلاب
جو 24 : لن تجد فروقا كثيرة بين نظام الشركات ونظام العمل في السياسة ومنظماتها الجمعيّة او التجميعية ، فهي شركات وشراكات على كل حال ، وحتى لا نغرق في التفاؤل فإن قمة الحزم لم تخرج عن كونها شركة محدودة المسؤولية وغاياتها بند واحد احتلته الازمة اليمنية ولم تترك المجال لغايات اخرى تتسع لها خانات الغايات في شركة الجامعة العربية المساهمة العامة والتي كان بإمكانها وضع غاية واحدة لها عشرات التفريعات وتخلق عشرات الحلول فأية غاية تتجاوز او تغفل عن تشكيل قوة عربية عسكرية لمواجهة الاخطار القائمة لن يكون لها كبير شأن لا في الاقليم السياسي ولا عند الجماهير التي انتظرت القمة المنعقدة على هدير الطائرات المشاركة في عاصفة الحزم ، على امل ان يتوسع المدى العسكري لهذه الطائرات لتقصف كل اعداء الامة العربية .
قُبيل القمة اطلقت السعودية عاصفة الحزم لوقف النزيف في خاصرتها اليمنية بدعم خليجي وعربي على رأسه مصر الخاسر الاكبر من نجاح قوات الحوثي في الوصول الى عدن وإحكام قبضتها على باب المندب ، لان ذلك يعني ان قناة السويس باتت مجرد ترعة او قناة لجر المياه الى القرى والنجوع المصرية اذا لم تخنع الشقيقة الكبرى لشروط الحوثيين - اسم الدلع للنفوذ الايراني في اليمن - ، وكان لهدير الطائرات موسيقى مستساغة من الاذن العربية الشعبية والنخبوية التي سئمت مرحلة الخنوع وسئمت اكثر ، ان تكون ساحاتها فرصة لكل قوة اقليمية راغبة بتحقيق نصر بدماء الابناء وبمقدرات الامة ، فتضاعف الامل برؤية القوة العربية المشتركة التي ستتشكل لحماية مصالح الامة في سوريا والعراق وليبيا وتونس بعد اليمن او بالتوازي معه ، وتعالت الاصوات المؤيدة لرؤية حرب عربية على الارهاب الذي يضرب مصر وسوريا والعراق وتونس ووصل الى غابات افريقيا عبر قناة بوكو حرام .
قمة الحزم بدأت في شرم الشيخ بأحلام واسعة وبأمال عريضة بأن تكون علامة فارقة لمحاربة الارهاب ودك اوكاره بعد ان انتج الارهاب دولة رقعتها تفوق رقعة دول عربية كثيرة ، وقامت دولة او عصابة الخلافة ، بضرب النقود وتصدير النفط ومعه مفخخات وارهاب فائضان عن حاجة الدولة العصابة فالقمة العربية سبقتها قمة اقتصادية ناجحة كاد اللحن ان يكتمل بوصلتيه الاقتصادية والسياسية لكن النغمة السياسية خالفت الامال مكتفية بغاية اليمن رغم وجود غايات اكثر ضرورة ونجاعة لأنها تعالج الاسباب وليس النتائج ، فحالة اليمن نتيجة للارهاب ونفوذه المتعاظمين وهي نتيجة لغياب النجاعة عن معالجة قضية الامة الكبرى والمركزية في فلسطين وينسحب التشخيص ذاته على قضية سوريا والعراق وليبيا .
سواء دخلت القوات العربية اليمن براً او جواً محققة عودة الشرعية وانهاء ظاهرة الحوثيين ، فإن عدم تشكيل قوة عربية مشتركة تقوم بمواجهة الارهاب والتطرف بالموازاة مع مشاريع عربية مشتركة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية لمواجهة التطرف والارهاب ، فإن القمة العربية لن تخرج عن دائرة التقييم الدائم للقمم العربية بانها محاولات تلفزيونية وبيانات مكرورة يستطيع اي صحفي طازج ان يتوقع بيانها الختامي قبل عقد القمة اساسا وليس قبل نشره حتى ، فالدول العربية محاطة ليست بالنيران الارهابية فقط ، بل بمشاريع اقليمية تركية وايرانية واسرائيلية اخطر او توازي نيران الاقليم الارهابية وما عاد مستساغا او مقبولا وجود قوات التحالف الغربية بقيادة الادارة الامريكية او اي عاصمة غربية ، فالجلد العربي لا يحكّه الا الاظفر العربي ، ناهيك عن الشكوك بكل العواصم الغربية التي ساهمت ودعمت وانتجت الارهاب والتطرف سواء على شكل عصابات ارهابية مثل داعش وشقيقاتها او على هيئة دول مثل اسرائيل .
omarkallab@yahoo.cpm
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير