jo24_banner
jo24_banner

قصة ليلى والذئب على لسان حفيد الذئب

عمر كلاب
جو 24 : كان جدي ذئب لطيف وطيب ولا يأكل اللحوم ولذا قرر ان يكون نباتيا , وكانت تعيش في الغابة فتاة شريرة تسكن مع جدتها اسمها ليلى , التي كانت تخرج كل يوم الى الغابة لتقتلع الزهور وتدمر الحشائش التي كان جدي يقتات عليها – نسيت ان اقول ان جدي كان مشغولا بقضايا البيئة وإخضرار الطبيعة – ورغم محاولات جدي ثني ليلى عن قطع الحشائش واغتيال الطبيعة الا انها تمسكت باعمالها المشينة , واستمرت ليلى في عنادها تقتلع الحشائش وتقطف الازهار بهمجية وبربرية , فقرر جدي الذئب ان يزور جدة ليلى في بيتها ويشكو لها افعال حفيدتها .
طرق جدي الباب بوقار وهدوء وانتظر طويلا حتى فتحت له صاحبة المنزل البيت , وبعد القاء السلام عليها, اطلقت الجدة وابلا من الشتائم وذهبت محاولات جدي الذئب لبسط الهدوء هدرا , ثم غافلته واخرجت من خلف الباب مكنسة بعصا طويلة صلبة وهجمت بها على جدي المسكين دون ان يتعرض لها او يسيئ اليها وخلال محاولته الدفاع عن نفسه سقطت الجدة الشريرة على الارض وجرّاء الاصطدام ماتت الجدة وكما تعلمون فالشر ينقلب على أهله.
تأثر جدي بالحادثة واخذ يفكر بليلى ويبحث عنها كي يؤنس وحدتها ويدعوها للحياة معه وكبادرة لحسن نواياه ارتدى ملابس الجدة ونام في سريرها ليمنح ليلى حنانه , وعندما عادت ليلى الشريرة الى المنزل لاحظت الفرق ولاحظت التغيير على جدتها فخرجت مسرعة من المنزل وأخذت تصرخ بأن جدي الذئب أكل جدتها ونشرت الاشاعة في كل الغابة وما زالت تقول نفس الحكاية الكاذبة الى يومنا هذا وللاسف ثمة من يصدقها ويكيل الاتهامات الباطلة لجدي المسكين .
هذه سادتي ملخص الحكاية التي رواها حفيد الذئب الى المجلس الاعلى لحماية امن الغابة برئاسة الاسد الهصور الذي ابتلت شعراته بالدموع , وكذلك فعل النمر واللبؤة وباقي اعضاء مجلس امن حماية الغابة واعلنوا جائزة للقبض على ليلى التي باتت ملاحقة تحت البند السابع من قانون الغابة لنشرها الاشاعات المغرضة واقلاق راحة سكان الغابة ومحاولاتها الثار لجدتها من الذئب المسكين واحفاده , الذين اعادوا حرث الارض وزراعتها بالزهور والحشائش بعد ان مارست ليلى ارهابها عليها .
الرواية ليست استجابة لذكرى الاول من نيسان – يوم التمرين العظيم على الكذب – بل رواية حقيقية حدثت في غابتنا السعيدة وستحدث كل سنة وكل يوم , والمجلس الحكيم اعلن تصديقه لرواية حفيد الذئب , بل انه قام بالتصفيق له بعد انتهاء القاء روايته وخلالها اكثر من ثلاثين مرة , وقرر المجلس دعمه لاعادة بناء حديقته واعادة زراعتها بالزهور واقتنع المجلس تماما ان الذئب بات نباتيا ولم يعد من أكلة اللحوم الحمراء والبيضاء وكل اشكال اللحوم وما زال الدعم مستمرا , وان جده تعرّض لابشع ظلم عرفته الغابة في تاريخها من حرق سمعته وتأليب البشر عليه من ليلى .
مؤخرا اعلن واعظ الغابة براءة الذئب الجد من جريمة قتل قيل انه ارتكبها بحق احد النساك والزاهدين في الغابة منذ قرون طويلة وعقد الواعظ جلسة صلح بين اتباع الناسك واحفاد الذئب لطي صفحة الخلاف , واعلن ان ليلى مارست افعالا عدائية بحق الذئب واحفاده وطالب ليلى بالاعتذار الى الذئب واحفاده وتسليم كل من نازعته نفسه على تصديق روايتها الى عدالة محكمة مجلس الغابة الذي اعلن دعمه الكامل للذئب الحفيد .
كما قلت سابقا القصة ليست خيالية ولا تتماشى وذكرى احتفالنا بعيد الكذب في الغابة , بل هي محاولة تعليق وتذكير بمناسبة انضمام فلسطين الى عضوية المحكمة الجنائية الدولية في الاول من نيسان , ولم اجد دلالة على توقيت الانضمام الا رواية حفيد الذئب .
omarkallab@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير