أحـــد هـذيــن قــد مــــات
عمر كلاب
جو 24 : اذا كانت جملة بطل رواية شرق المتوسط تحمل تعبيرا ذاتيا عن حالة بطلها رجب بعد الاعتقال ، حين نظر الى صورته قائلا “ أحد هذين قد مات “ ، فإنها باتت واقعا للدولة العربية حين تنظر الى نفسها في مرآة الواقع قبل الربيع العربي وبعده ، لأن احدى الصورتين قد ماتت فعلا ، فلا هي قادرة على بسط سطوتها السابقة ولا هي قادرة على تجاوز المآسي الراهنة والمطالب المشروعة التي تعهدت بها لتجاوز المرحلة .
الدولة السابقة ماتت فعلا في صورة الكاميرا الشعبية ولن يقبل احد اليوم بشكل الحكم السابق وأدواته ولا بشكل الحكومات السابقة والبرلمانات الشكلية حتى في الدول التي صمتت شوارعها عن الهتاف ، فالصمت لا يعكس القبول بقدر ما يعكس الرغبة في الاستقرار والأمن وليس بأي ثمن على كل حال ، فالتنمية والإصلاح والخدمة اللائقة واجب وليس منحة او هبة ، وحق الشعوب في النزاهة واختيار ممثليها حق غير قابل للتصرف .
خروج دول من قائمة الاستقرار ودخولها في قائمة الانفلات وبعضها دخل قائمة الدولة الفاشلة والدولة العاصمة يكشف الى اي مدى ماتت الدولة بشكلها السابق ، فمعظم الدول العربية الان تعيش حالة دول امريكا اللاتينية قبل عقدين حيث كانت سلطة الدولة في العاصمة فيما كانت الجبال والاطاريف خارج السيطرة ، قبل ان تسترد الدولة اللاتينية سيادتها على أسس ديمقراطية بعد المصالحات الوطنية او الحسم العسكري .
الدولة العربية ازمتها اكثر صعوبة من أزمة الدولة اللاتينية بحكم التشظي الاثني والاقليمي والطائفي وبحكم غياب مفهوم المواطنة ومسكه من الدولة البوليسية بدل تخليق عوامل تماسكه وعجزت كثير من الأنظمة عن لعب دور اللاصق الوطني فأحكمت مسكه بدل إلصاقه والتصاقه بالدولة المدنية التي تحمي قيم التسامح والعيش المشترك وتدير بسلمية المصالح المتباينة للمجموعات المتصارعة ويكون القانون فيها قيمة وليس اداة ردع وعقاب .
التشظي العربي أرسى قاعدة تمزيق الدولة السابقة بل وباتت مثل لحوم الاضاحي التي يتم توزيعها على المعوزين والمحتاجين والطامعين من القبائل والطوائف والإثنيات وإعادة إمساكها يحتاج اما الى انتصار طائفة او قبيلة على الجغرافيا السياسية والشعبية ومن ثم ارساء عوامل المواطنة اي اعادة تدوير السلطة بوجود ديكتاتور عادل الذي يقدر على توحيد المجتمع ويكون عنصر قوة ولا يتحول الى عنصر فرقة بعد رحيله من خلال إطلاق مشروع مصالحة وطنية يقوم على قاعدة الانصاف .
عبد الرحمن منيف في شرق المتوسط وعلى لسان بطله ،رجب ، استشرف القادم بموت احد أوجه شخصيته وعلى الدولة العربية ان تستشرف موتها السابق او وفاة صورتها السابقة بعد ان اثبتت انها نموذج قابل لاستنساخ الطوائف على الطريقة اللبنانية وأنها عجزت عن انتاج المواطنة والمواطن ، فكل الطوائف عادت للظهور بعد ان قالت الدولة انها أذابتها .
ما قبل الربيع ليس كما بعده وعليها رسم صورتها القادمة او المحافظة على ما تبقى من الصورة السابقة والركض نحو بناء الصورة الجديدة ، قبل ان تتكسر المرآة او تتحطم الصورة .
الدستور
الدولة السابقة ماتت فعلا في صورة الكاميرا الشعبية ولن يقبل احد اليوم بشكل الحكم السابق وأدواته ولا بشكل الحكومات السابقة والبرلمانات الشكلية حتى في الدول التي صمتت شوارعها عن الهتاف ، فالصمت لا يعكس القبول بقدر ما يعكس الرغبة في الاستقرار والأمن وليس بأي ثمن على كل حال ، فالتنمية والإصلاح والخدمة اللائقة واجب وليس منحة او هبة ، وحق الشعوب في النزاهة واختيار ممثليها حق غير قابل للتصرف .
خروج دول من قائمة الاستقرار ودخولها في قائمة الانفلات وبعضها دخل قائمة الدولة الفاشلة والدولة العاصمة يكشف الى اي مدى ماتت الدولة بشكلها السابق ، فمعظم الدول العربية الان تعيش حالة دول امريكا اللاتينية قبل عقدين حيث كانت سلطة الدولة في العاصمة فيما كانت الجبال والاطاريف خارج السيطرة ، قبل ان تسترد الدولة اللاتينية سيادتها على أسس ديمقراطية بعد المصالحات الوطنية او الحسم العسكري .
الدولة العربية ازمتها اكثر صعوبة من أزمة الدولة اللاتينية بحكم التشظي الاثني والاقليمي والطائفي وبحكم غياب مفهوم المواطنة ومسكه من الدولة البوليسية بدل تخليق عوامل تماسكه وعجزت كثير من الأنظمة عن لعب دور اللاصق الوطني فأحكمت مسكه بدل إلصاقه والتصاقه بالدولة المدنية التي تحمي قيم التسامح والعيش المشترك وتدير بسلمية المصالح المتباينة للمجموعات المتصارعة ويكون القانون فيها قيمة وليس اداة ردع وعقاب .
التشظي العربي أرسى قاعدة تمزيق الدولة السابقة بل وباتت مثل لحوم الاضاحي التي يتم توزيعها على المعوزين والمحتاجين والطامعين من القبائل والطوائف والإثنيات وإعادة إمساكها يحتاج اما الى انتصار طائفة او قبيلة على الجغرافيا السياسية والشعبية ومن ثم ارساء عوامل المواطنة اي اعادة تدوير السلطة بوجود ديكتاتور عادل الذي يقدر على توحيد المجتمع ويكون عنصر قوة ولا يتحول الى عنصر فرقة بعد رحيله من خلال إطلاق مشروع مصالحة وطنية يقوم على قاعدة الانصاف .
عبد الرحمن منيف في شرق المتوسط وعلى لسان بطله ،رجب ، استشرف القادم بموت احد أوجه شخصيته وعلى الدولة العربية ان تستشرف موتها السابق او وفاة صورتها السابقة بعد ان اثبتت انها نموذج قابل لاستنساخ الطوائف على الطريقة اللبنانية وأنها عجزت عن انتاج المواطنة والمواطن ، فكل الطوائف عادت للظهور بعد ان قالت الدولة انها أذابتها .
ما قبل الربيع ليس كما بعده وعليها رسم صورتها القادمة او المحافظة على ما تبقى من الصورة السابقة والركض نحو بناء الصورة الجديدة ، قبل ان تتكسر المرآة او تتحطم الصورة .
الدستور