jo24_banner
jo24_banner

كتل نيابيّة طريفة وائتلافات يعجز عنها الوصف

كتل نيابيّة طريفة وائتلافات يعجز عنها الوصف
جو 24 :

تامر خرمه - كتلة وفاق المستقبل النيابية تقود ما وصفته بـ "الحراك" النيابي، حيث أجرت اتّصالاتها مع كتل الاتّحاد الوطني وتمكين والوسط الإسلامي النيابيّة، لحثّ أعضائها على الانسحاب من "الائتلاف الوطني" الذي يجمع هذه الكتل، وإنشاء كتلة نيابيّة جديدة.

"الثورة البيضاء" هو المصطلح الذي استخدمته بعض وسائل الإعلام لوصف هذا "الحراك" النيابي. كتل تتمزّق وأخرى تتشكّل، دون وجود أيّ مشروع أو برنامج سياسيّ يجمع أعضاء هذه الكتل، بل حتّى الرؤيا مازالت غائبة عن تلك التجمّعات البرلمانيّة، لا نعرف ما الذي خطر على بال اصحاب الوفاق ؟وما الذي يريدونه من هذه الخطوة ؟! وهل سعيهم لخلق ائتلاف جديد سعي اصيل ام هو بدافع المناكفة وتعظيم المكاسب ؟!

ترى أيّة "ثورة" يمكن التعويل عليها لانتشال مجلس النوّاب من الواقع المزري، الذي آل إليه نتيجة قانون انتخاب يفرز نوّاباً لا يربطهم بالعمل في الحقل العام سوى عشق "المخترة" او "الشيخة " .

الحديث عن تشكيل كتل أو ائتلافات نيابيّة، في ظلّ غياب الأحزاب السياسيّة عن مجلس النوّاب، لا يمكن وصفه سوى بالدعابة السمجة. شهدنا كيف تتكوّن هذه الكتل على أسس المصلحة الفرديّة البحتة، وكيف تتمزّق ليعاد تشكيل كتل أخرى، استناداً إلى نفس الدوافع الفرديّة، ومازالت هذه النكتة تعيد علك ذاتها تحت القبّة.

أطرف الكتل النيابيّة التي شهدها المجلس هي كتلة "المبادرة"، والتي التقطت أكثر الملفّات إثارة لشهيّة الغرب، من أجل ترويج رئيس الكتلة وتسويقه لدى ساسة القارّة العجوز. كتلة نيابيّة تأسّست للعمل على ملفّ واحد لا غير. والآن بعد أن منحت الحكومة بعض الحقوق المدنيّة لأبناء الأردنيّات المتزوّجات من غير الأردنيّين، ما عاد لتلك الكتلة ما تفعله وغابت كليا عن المشهد .

أمّا "الوسط الإسلامي"، فهو لا يختلف البتة عن بقية الكتل الهلامية في المجلس، فهذا التجمّع الذي يعتقد أن لديه من الجماهير الجرّارة ما يمكّنه من وصف نفسه بالحزب السياسي، البديل عن جماعة الأخوان المسلمين، يفقتر لأدنى شروط العمل الحزبي والنيابي المنظم . ورغم هذا تجده يصول ويجول تحت القبّة، بل ويشكّل "التحالفات" و"الائتلافات" مع تجمّعات لا تقلّ عنه في هشاشة تكوينها. الفضل في ذلك قانون الانتخاب، تبارك من أقرّه !!

ترى، ألم يحن الأوان للتوقّف عن تسمية الأشياء بما لا يتّصل بحقيقتها ؟ ترديد المصطلحات من قبيل "كتلة نيابيّة" أو "تحالف" أو "حراك" تجعلك تظنّ أن مجلس النوّاب مفعم بالصراعات السياسيّة، والبرامج التي تقوم الائتلافات على أساسها، في ظلّ معارك ديمقراطيّة ضارية، تحقّق المصلحة الوطنيّة العليا في نهاية المطاف.

الواقع أبسط من هذا يا عزيزي، الأردن جميل لدرجة عدم تحمّل وجود أيّ شكل من أشكال الحياة السياسيّة، لدينا نوّاب يتقنون الكلام، ولكنّهم في نهاية الأمر لا يحبّون المشاكل، ويصوّتون بنعم على كلّ شاردة حكوميّة أو واردة أمنيّة. لا داعي للتعقيد. ديمقراطية على مقاسنا لا اكثر ولا اقل ..

تابعو الأردن 24 على google news