2024-08-21 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

«العجوز يفكّر بأشياء صغيرة».. رواية تعري الحاضر باستعادة الزمان الجميل

«العجوز يفكّر بأشياء صغيرة».. رواية تعري الحاضر باستعادة الزمان الجميل
جو 24 :

ليس سهلاً، على صعيد الكتابة المدفوعة بإحساس عميق بالمسؤوليّة تجاه القارئ، الخروج برواية أُولى في وقتٍ بدت النصوص الروائية تتزاحم وتتكاثر على نحوٍ بات من الصعب متابعتها والوقوف عند اللافت منها.


رواية وليد الشيخ الأولى «العجوز يفكّر بأشياء صغيرة»، بحسب الناشر واحدة من علامات التحدي الجسورة لاحتمالات «ضياعها وطمرها» وسط طوفان الروايات، اليابس منها يغلب على الأخضر..كما يشهد واقع الإصدارات!


في «العجوز يفكّر بأشياء صغيرة»، الصادرة حديثاً عن دار أزمنة للنشر في عمّان، يتصدى وليد الشيخ للذاكرة ويمتحنها عبر الكتابة. وهو حينما يفعل هذا، يعمد إلى خلق موازاة محسوبة بدقة واضحة بين «العجوز» في حالات تفكّره من جهة، والماضي المستعاد بحرارته ومفارقاته الحافرة عميقاً في الذاكرة من جهة مقابلة. بين موسكو - الأمس، وبيت لحم - اليوم. تتنقل الذاكرة في الرواية في مشوار حيوي يلتقط من الماضي أقباساً تُحيي وتضيء جفاف الحاضر وجموده. وبإمكان القارئ المتأني للرواية تأويل هذه الموازاة بين زمانين ومكانين وتحميلها بأكثر من دلالة، غير أنّ الأساسي في كليّة العمل السردي هذا يتمثّل في قدرة وليد الشيخ على لملمة التفاصيل المجتزأة والتي تبدو، غالباً، كأنها في بنائها إنما تعمل على إجراء تفاضلٍ تأمليّ ينتج عنه الانحياز للماضي، أو لذاك «الزمن الجميل.»


بُنيت أجزاء أو فصول الرواية على هيئة مشاهد تتوالى ليتوالى معها الظهور والانكشاف، ولكل جزء أو فصل عنوانه المستقلّ.


تقع الرواية في 143 صفحة من القطع المتوسط، وعلى غلافها الأخير نقتبس ما يؤشر: «لا يُمنح الإنسان حياة ثانية. حياة يعيد فيها ترتيب الأشياء. أن يختار أصدقاءه وعمله وعلاقاته الجنسية وقراراته. ولا يجد إجابات شافية طوال عمره. في كل مرة عليه أن يقف على مجموعة احتمالات، وأن يختار، بنفسه، وأن يندم في كثير منها. لا تمنحه الحياة مفاتيحها إلاّ حين يوشك أن يغلق للمرة الأخيرة عينيه. لو قيض له أن يسمع صوت الموتى وهم في قبورهم، ما الذي سيقولونه؟ هل تنشغل السماء بتأوهاتهم وضجرهم الأبدي؟ ما الذي سيطلبونه لو مُنحوا فرصة جديدة؟ سيطلبون وقتاً إضافياً، علماً أن الوقت كلّه كان بين أيديهم، وكانوا يرمونه بالأطنان، وهم يأكلون ويشربون ويتكاسلون كل صباح، وهم يتمطون أمام شاشات التلفزيون. وقت عظيم هُدر وهم يشربون الشاي، ويلوكون سيرة أحدهم في غيابه.» الراي

تابعو الأردن 24 على google news