2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

محاولات أمريكية لإحياء الدمار بقيادة أوباما

عمر كلاب
جو 24 : المتحمسون لدور أمريكا وجديتها في الإصلاح داخل المنطقة العربية - على قلّتهم - واجهوا ظروفا عصيبة بعد ظهور نتائج التدخل الامريكي وحجم الخراب الذي احدثه هذا التدخل , وراهنوا على ادارة الرئيس اوباما لإصلاح الخلل الذي احدثته الادارة الجمهورية في عهد بوش الابن , فجاء الربيع العربي ثمرة لمشروع الادارة الجديدة ليكون الناتج خرابا فاق حدود التصور الجمهوري نفسه , فعاد الجمهوريون لتوجيه الانتقادات لإدارة اوباما وحجم الخراب والضرر الذي الحقته بالمنطقة وبالدول الصديقة لواشنطن .
إدارة اوباما عادت الى غيّها السابق رغم بروز نتائج ربيعها الاسود وظلاله الكئيبة على صورة واشنطن وصورة انظمة الاعتدال العربي حسب التصنيف الامريكي , فالرئيس اوباما حمّل خلال لقاء مع توماس فريدمان مؤخرا انظمة الاعتدال في الدول السُنيّة اسباب وجود داعش وباقي شقيقاتها الارهابية وانتقد تراجع الاصلاحات الداخلية في تلك الاقطار واصفا هذه التراجعات بالبيئة الحاضنة للارهاب وكأن سلوك واشنطن ليس هو السند الرئيس للارهاب اضافة الى التغذية الامريكية والغربية لتلك العصابات التي كانت ذراعاً امريكية قذرة لتشويه الاسلام والمسلمين اضافة الى باقي المهام التي نفذتها تلك العصابات لخدمة المشروع الامريكي الصهيوني .
الادارة الامريكية بتصريحاتها السابقة تعود لإنتاج الطور الثاني من الربيع العربي الاسود , وتسعى الى اعادة الكرة لإسقاط الدولة العربية التي نجت من ربيعها الاسود بتأليب الشعوب على دولتها , وتسعى مجددا الى انتاج ظواهر الإرهاب لتنهار الدولة العربية مجددا وتنتكس الدولة التي نجت من ربيعهم الاسود واداروا دفته بحسب مصلحة الكيان العبري بمهارة اضافية وزائدة عن حاجة الولايات المتحدة الامريكية وفتحت المجال للارهاب كي يستوطن في الارض العربية ويفعل بها ما عجزت عنه اسرائيل وامريكا .
إدارة أوباما لم تكتفِ بتلك الصفعة للانظمة التي وقفت معها طويلا وخالفت شعوبها من اجل ارضاء واشنطن , فجاءت الصفعة الثانية امس وخلال لقاء اوباما ورئيس الوزراء العراقي العبادي حين سمح بتمدد النفوذ الايراني في المنطقة والاستعانة بطهران ولكن تحت ادارة العبادي نفسه , وكأن الخلاف على شكل الدعم الإيراني والحضور الإيراني في العراق وليس على النفوذ الايراني فيه , هذا النفوذ المعادي لوحدة العراق والقائم على تغذية التفرقة بين ابناء العراق اثنيا وطائفيا فكل فصائل الشيعة المقيتة الظلامية التي تولغ في دم العرب السنة مدعومة من طهران ونظام الملالي فيها وتحمل اسلحة ايرانية وفكر ايراني بائد وتوجيهات سوداء .
الادارة الامريكية ليست غبية كما يحاول بعض المتأمركين توصيله , بل ادارة تحمل عداءً تاريخيا للعرب ولا تعترف بغير اسرائيل ومصالحها , ورغم كل التحذيرات القائلة بأن واشنطن تبحث عن مصالحها فقط اغلق النظام العربي اذنيه واستمع الى الصوت الامريكي الكاذب , وسيدفع اثمانا باهظة طالما بقي يأنس لنصائح واشنطن ويتعامل معها كنظام حليف وراعً للسلام , فهذه الدولة غير معنية بالعرب وطموحاتهم واحلامهم ولا تتعامل معهم الا وفق اجندتها واجندة اسرائيل .
أوياما يحاول مجددا اشعال المنطقة من خلال تعظيم الدور الايراني لإحياء الخلاف المذهبي كبديل عن البوارج الامريكية وطائرات الكيان الصهيوني , وأنهى خصومته مع طهران على حساب دول الاعتدال التي دفعت الثمن مرتين , مرة بالخصومة الامريكية الايرانية ومرة ثانية بالمصالحة بين طهران وواشنطن , وعليها ان تتعلم الدرس حتى لا تدفع الثمن ثالث ومثلّث كما تقول الحكمة الشعبية , فالاوضاع الداخلية وتصويبها واصلاحها لا تحتاجان الى وصفة غربية بل الى حوار وطني حقيقي يلغي التصنيفات بين المواطنين ويحترم مبدأ المواطنة دون غيره ويضرب بؤر الفساد والافساد , فهل تتعلم الدولة العربية ؟

الدستور
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير