jo24_banner
jo24_banner

الصحافة المطبوعة استدارة ام خطوة تنظيم "3 – 3"

عمر كلاب
جو 24 : اذا كانت الحكومات واداراتها قد أولغت في دم الصحافة المطبوعة فإن الصحافة المطبوعة قد قدمت كل السكاكين اللازمة لذلك خاصة ظاهرة الصحافة الاسبوعية التي انقرضت او على وشك , ناقلة فيروساتها الى الاعلام الالكتروني من حيث تضخم العدد وغياب المهنية والاستعجال في النشر والاخطر الانضواء تحت ظل السياسي والدخول في معاركه مع الخصوم , بحيث بات كل موقع ظل لسياسي او اكثر كما كانت الصحافة الاسبوعية ناطقة باسم سياسي او اكثر وظل له على الورق .
الصحافة المطبوعة الباقية بدأت تخرج من رحم الحكومات مع احساس عالٍ بالخذلان , وأخذ شكل الخروج منحنيين , الأول غاضب وله شكل الاستدارة المؤقتة او الحرن السياسي , وهذا جزئي او وقتي لحين انتهاء الخلاف وربما يعود الحب الى اكثر من السابق فالغضب وجه آخر للحب , والثاني اخذ شكل تنظيم الخطوة , فلا هو دخل في حسابات المقاطعة واحتساباتها ولا هو بقي على عهده السابق مع الحكومات , وهذا اكثر جدوى اذا ما ترافق مع تعظيم للتحقيق والتحليل ومقالات الرأي وتطوير المواقع الالكترونية الصحفية لتكون جزءً مستقلا وليس نسخة للصحيفة الورقية .
بالمجمل الصحافة الورقية بحاجة الى تنظيم خطوتها على ايقاع الحداثة السائرة على اقدام وليست على قدمين في عالم الاعلام , فالتغطية الخبرية انتهت الى غير رجعة في الصحافة الورقية فهذا عالم خاص للاذاعات والتلفزيونات والمواقع الاخبارية الالكترونية وحتى التحليل السريع او التعقيب على الخبر فقد بات متوفرا على الشاشات والاذاعات وبعض المواقع , مما يعني ان الصحيفة المطبوعة يجب ان تذهب بعيدا في التحليل والمتابعة وتعتمد على التقرير الاخباري الخاص والخبر الانفرادي القابل للنقل على الفضائيات والمواقع والاذاعات وهذا موجود في دهاليز التحرير داخل الصحف المطبوعة .
خطوة التنظيم بالضرورة لا تعني مقاطعة اخبار الحكومة فالخبر الحكومي مطلوب للجمهور وكذلك الاخبار الرسمية , لكن ليس كما تريد الحكومة وفريقها بل كما تتطلبه المهنة وحق الجمهور في المعرفة , ويترافق ذلك مع سياسة التحرير في توحيد المفردة الصحفية والمصطلح الاخباري مع التركيز على انسنة النص السياسي واضفاء طابع الحكّاء على القطعة الصحفية حتى تتناغم مع ذوق الناس وتباين مستوياتهم المعرفية والانتهاء من ظاهرة المجاملة والضغط على بؤر الفساد الاعلامي للخروج من المهنة او تصويب اوضاعها , فلم يعد مقبولا هذا الصمت على سياسة الاغراق وتكسير اسعار الاعلان تحت بند المنافسة , لأنها ليست منافسة بل اغراق يستهدف بقاء الصحف .
رغم اشتداد المنافسة على الخبر بحكم تعاظم تعداد وسائل النشر الا ان الصحافة المطبوعة لها فرصة كبير في البقاء عبر تطوير ادواتها واصرار الناس على القراءة الخبرية من خلال رائحة الحبر , فالقهوة لها مذاق خاص مع الحبر والصحيفة ثقافة موجودة في المجتمع الاردني الذي ابدى تعاطفا مع الصحافة المطبوعة لكنه تعاطف وجداني لم ينتقل الى خانة الفعل كما حدث مع الصحافة الفرنسية المطبوعة التي انحاز الجمهور لها دعما وحراكا .
اخر خطوة في سياق التنظيم وليس الاستدارة هو تفعيل نقابة الصحفيين التي تكتفي بالفرجة على الصحافة المطبوعة وهي تعاني , حتى باتت جزءا من الازمة اكثر من كونها جزءا من الحل , فنظرية بناء الخيام على ابواب الصحف لم تعد مجدية ولا مقبولة وكذلك نأي الكفاءات الصحفية عن الترشح والقيادة يجب ان يتوقف ويجب الدفع بابرز الكفاءات للقيادة حتى تعود النقابة ممثلا ومعبرا عن الواقع الصحفي وحتى تستعيد المهنة ألقها ودورها وهذا لا يتحقق بوجود نقابة تغازل الصوت الانتخابي وتنحاز له على حساب الصورة الكلية للصحافة , فدور النقابة بات سلبيا ولا يتناسب مع سبب وجود النقابة اساسا .
Omarkallab@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير