إخوانان أم جماعة وجمعية؟!
عمر كلاب
جو 24 : لا تُبدِ أوساط رسمية وُدّا لفعالية الإخوان المسلمين الجمعة المقبلة رغم بيان الناطق الرسمي للجماعة الذي أكد فيه الدعوة للفعالية , بعد استكمال الجماعة خطوات الاإشعار القانوني اللازمة لهكذا فعاليات , ويلمح أي مراقب الحساسية الزائدة من الفعالية داخل أوساط الرسميين مؤكدين أن ذلك موقفهم الشخصي , لكن المزاج العام داخل الاوساط الرسمية ينظر بريبة الى الفعالية بوصفها استعراض قوة يحمل رسالة مزدوجة الى الجمعية الجديدة والى من يراهن عليها كبديل موضوعي للجماعة وهذا يقع في اطار اللعب السياسي المسموح والمقبول ضمن قواعد اللعبة السياسية والديمقراطية , فباب التنافس السياسي يحمل معيار الجماهيرية دون شك ومن يريد المنافسة فالشارع مفتوح .
الرد الإخواني فيه واقعية , ومن حق الجماعة أن ترسل الرسائل الى عناوين كثيرة ,خاصة الى الذين يعتقدون ان حالة التراجع التي يعانيها تيار الاسلام السياسي قد افقدته مهارته في التواصل مع الشارع , فالتراجع حصل فعلا لكل الاطياف السياسية وعلى رأسهم تيار الاسلام السياسي , لكن الأكيد أن أحدا من التيارات السياسية لم يستفد من هذا التراجع , فبقيت الأحزاب الاسلامية هي الاكثر تأثيرا على الساحة السياسية سواء في الاردن او في غيره من الاقطار , وهذه فرصة لأية جهة رسمية كي تُعيد ترسيم علاقاتها مع الاخوان وغيرهم على ارضية واضحة ودون ظلال الاقليم والتباساته ودون احساس الاخوان وغيرهم بالقوة الاقليمية الداعمة , فالجماعة خسرت ابرز موقعين حصلت عليهما في اتون الربيع العربي , واعادة انتاج العلاقة معها تتم الآن وفق شروط واشتراطات الساحة الاردنية فقط .
التقاط اللحظة السياسية مهارة يجب أن يتعلمها العاملون بالسياسة سواء داخل الاطار الرسمي أو على مقاعد المعارضة , فكل لحظة لها مواقيتها واشتراطاتها , وهذه لحظة أردنية فاصلة لجلوس الجميع على طاولة الحوار بعد ان تراجع منسوب الحدة في الخطاب الإخواني وارتاحت الجهات الرسمية من ظلال الاقليم والتباساته , فالحدود وأمنها غاية كل اطراف العملية السياسية , فالمشهد الإقليمي ألقى بأحماله على الحالة الأردنية من لاجئين وعواصف تدفع الجميع الى التوافق لإخراج الأردن نهائيا من دائرة القلق الداخلي من اجل الاستعداد لمواجهة القادم , فكل الجوار على كف عفريت وكلما انسدت خانة او طاقة انفتحت جبهات وشوارع من الأزمات .
الجبهة الداخلية هي حائط الأمان الوحيد الذي نتكئ عليه , وجزء من قوة هذا الحائط يأتي من المكونات السياسية وابرز هذه المكونات جماعة الاخوان وذراعها السياسية وباقي الأحزاب والتكوينات , ولا يجوز ان ينعكس الخلاف بين التكوينات نفسها او بعضها على الموقف الرسمي انحيازا او مناكفة لطرف على طرف , فمن اختار أن يدخل معترك العمل العام يتحمل الأعباء , وهو وحده من يستطيع جذب الجمهور الى برامجه ورؤيته او يُبعدها , وكل تدخل رسمي سيفتح الباب لشقوق في الجبهة الداخلية وندوبا في العلاقات المجتمعية والسياسية , والدولة واجهزتها للجميع وليست لطرف او لفئة او لمجموعة.
إخوانان أم جماعة وجمعية؟! هذا شأن داخلي يفصل فيه الجمهور الاخواني والشارع الشعبي , وإذا ما تطور الأمر فالقضاء كفيل بحسم النزاع بين الاطراف المتصارعة , ويبقى الاختلاف مع الجماعة وقيادتها اختلافا سياسيا قابلا للحل وقابلا لطي صفحة وفتح ثانية والذاكرة السياسية تحمل الكثير من هذه الخبرات المتراكمة , ففي ثمانينيات القرن الماضي شهدت العلاقة الاخوانية مع الدولة منعطفا حادا واكثر صعوبة من هذا المنعطف وانتهى الأمر بلحمة العلاقة , المهم ان تلتزم جماعة الإخوان بقواعد اللعبة السياسية وأن تلتزم الدولة بالحياد , اما تشنج قيادة الجماعة وعدم مرونتها مع الداخل والخارج فهذا شأن اعضاء الجماعة لاعادة العقل والرشاد الى منظومة العقل الاخواني وهناك كثيرون الآن من داخل الجماعة مقتنعون بخطأ القيادة الحالية وهم اصحاب الحق والمصلحة في الخروج من هذا النفق فكل ما تبقى من عمر هذه القيادة شهور معدودات وأظن ان التغيير آت لا محالة من داخل الجسم الإخواني نفسه وهذا هو الحل الأمثل للجميع.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)
الرد الإخواني فيه واقعية , ومن حق الجماعة أن ترسل الرسائل الى عناوين كثيرة ,خاصة الى الذين يعتقدون ان حالة التراجع التي يعانيها تيار الاسلام السياسي قد افقدته مهارته في التواصل مع الشارع , فالتراجع حصل فعلا لكل الاطياف السياسية وعلى رأسهم تيار الاسلام السياسي , لكن الأكيد أن أحدا من التيارات السياسية لم يستفد من هذا التراجع , فبقيت الأحزاب الاسلامية هي الاكثر تأثيرا على الساحة السياسية سواء في الاردن او في غيره من الاقطار , وهذه فرصة لأية جهة رسمية كي تُعيد ترسيم علاقاتها مع الاخوان وغيرهم على ارضية واضحة ودون ظلال الاقليم والتباساته ودون احساس الاخوان وغيرهم بالقوة الاقليمية الداعمة , فالجماعة خسرت ابرز موقعين حصلت عليهما في اتون الربيع العربي , واعادة انتاج العلاقة معها تتم الآن وفق شروط واشتراطات الساحة الاردنية فقط .
التقاط اللحظة السياسية مهارة يجب أن يتعلمها العاملون بالسياسة سواء داخل الاطار الرسمي أو على مقاعد المعارضة , فكل لحظة لها مواقيتها واشتراطاتها , وهذه لحظة أردنية فاصلة لجلوس الجميع على طاولة الحوار بعد ان تراجع منسوب الحدة في الخطاب الإخواني وارتاحت الجهات الرسمية من ظلال الاقليم والتباساته , فالحدود وأمنها غاية كل اطراف العملية السياسية , فالمشهد الإقليمي ألقى بأحماله على الحالة الأردنية من لاجئين وعواصف تدفع الجميع الى التوافق لإخراج الأردن نهائيا من دائرة القلق الداخلي من اجل الاستعداد لمواجهة القادم , فكل الجوار على كف عفريت وكلما انسدت خانة او طاقة انفتحت جبهات وشوارع من الأزمات .
الجبهة الداخلية هي حائط الأمان الوحيد الذي نتكئ عليه , وجزء من قوة هذا الحائط يأتي من المكونات السياسية وابرز هذه المكونات جماعة الاخوان وذراعها السياسية وباقي الأحزاب والتكوينات , ولا يجوز ان ينعكس الخلاف بين التكوينات نفسها او بعضها على الموقف الرسمي انحيازا او مناكفة لطرف على طرف , فمن اختار أن يدخل معترك العمل العام يتحمل الأعباء , وهو وحده من يستطيع جذب الجمهور الى برامجه ورؤيته او يُبعدها , وكل تدخل رسمي سيفتح الباب لشقوق في الجبهة الداخلية وندوبا في العلاقات المجتمعية والسياسية , والدولة واجهزتها للجميع وليست لطرف او لفئة او لمجموعة.
إخوانان أم جماعة وجمعية؟! هذا شأن داخلي يفصل فيه الجمهور الاخواني والشارع الشعبي , وإذا ما تطور الأمر فالقضاء كفيل بحسم النزاع بين الاطراف المتصارعة , ويبقى الاختلاف مع الجماعة وقيادتها اختلافا سياسيا قابلا للحل وقابلا لطي صفحة وفتح ثانية والذاكرة السياسية تحمل الكثير من هذه الخبرات المتراكمة , ففي ثمانينيات القرن الماضي شهدت العلاقة الاخوانية مع الدولة منعطفا حادا واكثر صعوبة من هذا المنعطف وانتهى الأمر بلحمة العلاقة , المهم ان تلتزم جماعة الإخوان بقواعد اللعبة السياسية وأن تلتزم الدولة بالحياد , اما تشنج قيادة الجماعة وعدم مرونتها مع الداخل والخارج فهذا شأن اعضاء الجماعة لاعادة العقل والرشاد الى منظومة العقل الاخواني وهناك كثيرون الآن من داخل الجماعة مقتنعون بخطأ القيادة الحالية وهم اصحاب الحق والمصلحة في الخروج من هذا النفق فكل ما تبقى من عمر هذه القيادة شهور معدودات وأظن ان التغيير آت لا محالة من داخل الجسم الإخواني نفسه وهذا هو الحل الأمثل للجميع.
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)