ويكيليكس وحده يدري !!

جو 24 : نحن لا نعلم ولا ندري, ويكيليكس وحده يدري ويعرف أكثر منا جميعاً في أمور حياتنا بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية وحتى الفنية, فإلى أين نسير?! بصراحة لم أعد أعرف! وكل ما حولي لا يشي إلا بالتخبط والضياع, فقدنا بوصلتنا وانتهى الأمر, هل هذا يأس وتحبيط?! نعم هو كذلك, ومع هذا يعجبني أنه لا يزال بيننا من يقول: القادم أجمل, وغداً أحلى وغيرها من العبارات التي تبث الأمل في النفوس اليائسة الضائعة, وهذا كله يقودني للسؤال, على أي أساس تبنون وتتبنون هذا الحس التفاؤلي?! أم أنكم تعتمدون على قدرية التغيير وأن الأشياء لا تبقى على حالها ولا بد أن تتغير, وعندها فعلاً يكون القادم أجمل وأحلى وأفضل, ولكن حتى هذا يلزمه الكثير من العوامل ليتحقق, أم أن لديكم ما يعزز ويؤكد تفاؤلكم بخطط واستراتيجيات لا نعرفها وتعرفونها أنتم?! وهل سيأتي اليوم الذي سنجني فيه ثمار استراتيجيتكم التي تخبئون?!

المعطيات الموجودة على الأرض حتى الآن لا تنبىء بهذا أبداً, والمقدمات غالباً تقود الى النتائج, فأين هو حراككم أيها المتفائلون?! أم أنه كلام فقط لا يقصد منه إلا التسكين والتسكيت وامتصاص الغضب والنقمة?! ماذا لديكم غير التصريحات الطنانة المتفائلة? بينما الواقع خراب وخواء?!

على كل الأصعدة هناك جمود وأفواه مفتوحة, لكنها لا تصرخ ولا تحتج, تحسبها مندهشة مما يجري وهي ليست كذلك حتى أقنعت أصحاب القرار بضعفها وعدم قدرتها على التأثير في وسطها فكيف في غيرها?! فكانت النتيجة دائماً تهميشها وعدم الاهتمام بها, أو أخذها على محمل الجد.

الى متى سنظل هكذا يا معشر المبدعين والمثقفين, أم أنكم استمرأتم ما يفعلونه بكم فرضيتم بفتات ما يعطونكم أو بالأحرى ما يعطون بعضكم ممن يسيرون في ركبهم غير آبهين بكم ولا بمطالبكم?!

الأيام تمضي والجمود هو الجمود ولا حراك لا على صعيد المؤسسة الرسمية العازفة عن الانتاج ولا على صعيد القطاع الخاص المذعور الخائف والساعي للبحث عن جزء من الكعكة التي أوهمونا بذكاء مفرط بأنها موجودة وهي ليست كذلك على الاطلاق.

ما الذي يعدونه لنا?! وما هو كنه المفاجآت التي ستأتي.. نحن لا نعلم ولا ندري.. ونظنه ويكيليكس هو وحده الذي صار يعلم ويدري!!.
العرب اليوم