الكل في مأزق.. وليست الدراما فقط
محمد القباني
جو 24 : في زيارتي الأخيرة لرام الله والتي كانت تلبية لدعوة من جمعية السينما الفلسطينية لمناقشة أوضاع الدراما الفلسطينية المتعثرة حالها حال الدراما الأردنية, وحضرها لفيف كبير من المختصين من الفلسطينيين والعرب منتجين وفنانين, كنت أستفسر عن أوضاع المؤسسات والهيئات المدنية الأخرى ذات العلاقة أو تلك التي لها مساس مباشر بحياة المواطن اليومية, وكيف تسير أمورها في ظل أوضاع متردية أصلاً, بفعل الاحتلال وتقطع أوصال البلاد, والحواجز والجدار العازل والاعتقالات, وما هي أحوالها, ومن بين هذه المؤسسات سألت عن المستشفيات التي تتحمل العبء الأكبر في مواجهة صلف الاحتلال واعتداءاته المتكررة على المواطنين, سألت تحديداً عن مستشفى جمعية المقاصد الخيرية في القدس كون عمي رحمه الله قد نقل اليه قبل وفاته, ولكون هذا المستشفى الذي بني عام 1968 يخدم كل أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة ويعد مستشفاً تحويلياً على درجة كبيرة من الاهمية لجميع المواطنين هناك, ويتم فيه تدريب طلبة الطب وطلبة التمريض, فهو جدير بالاهتمام والعناية من قبل جميع الجهات الرسمية والخاصة ليظل قادراً على القيام بواجباته في حماية صحة المواطنين المقهورين والمأسورين, وهالني وفاجأني ما سمعت عنه وعن أوضاعه المتردية لا بفعل الاحتلال البغيض وكل معوقاته وحسب وإنما أيضاً ما يعاني منه من تراخ وعدم اكتراث به من كل الجهات الرسمية والخاصة سواء في الداخل أو الخارج, الأمر الذي يهدد بإغلاقه, فلا وزارة الصحة الفلسطينية تفي بالتزاماتها تجاهه بدفع ديونها المتراكمة بعشرات الملايين, مما يمنع المستشفى من الوفاء بالتزاماته تجاه العاملين فيه أو تسديد أثمان الأدوية واللوازم الطبية من مواد وأدوات وتحديث وصيانة أجهزة.
فهل يعقل هذا?! كنا نعتقد أن البلاء والهم والقهر من نصيبنا فقط كفنانين فإذا به قد طم وعم ونحن نناقش صحة المواطن الفكرية والثقافية وافتقارها الى الدعم, حتى نفاجأ بأن صحته العضوية على المحك أيضاً وتعاني, أليس هذا بلاء?!
وهل من مخلص يخلص? وهل من خياط بارع يخيط رقع ثوبنا لنستر عوراتنا فقط?!!
العرب اليوم
فهل يعقل هذا?! كنا نعتقد أن البلاء والهم والقهر من نصيبنا فقط كفنانين فإذا به قد طم وعم ونحن نناقش صحة المواطن الفكرية والثقافية وافتقارها الى الدعم, حتى نفاجأ بأن صحته العضوية على المحك أيضاً وتعاني, أليس هذا بلاء?!
وهل من مخلص يخلص? وهل من خياط بارع يخيط رقع ثوبنا لنستر عوراتنا فقط?!!
العرب اليوم