لغط في المطبخ..!!!
الوقت يمضي بسرعة، وليس بمقدور أحد أن يوقف عقارب الساعة، وعلى أولئك الطباخين غير المهرة أن يخرجوا من المطبخ فوراً، وأن يُتيحوا للمهرة دخوله بسلام، فالمنتظرون الجوعى باتوا في أمسّ الحاجة إلى الطعام، وليس أي طعام، يريدونه لذيذاً، ليس مهماً أن يكون فاخراً، أما إذا أصرّ الطباخون، المتدربون منذ عقود، على طهو طعامنا، فسوف نظل نشعر بالجوع حتى وإن أكلنا مكرهين، فليس كل طعام يتم تناوله يُسكت ألم الجوع، وها نحن منذ زمن نأكل فقط من أجل أن نبقى، لا طعم ولا نكهة لطعامنا.. لا بل ثمّة مزيج من طعام محترق نتناوله مرغمين..!!
قالوا هي المسالك، وفيها طريق ملتوية إلى الرخاء، وأخرى إلى المهالك، وثمّة أشخاص يلهون ويلعبون ويقامرون على جوانبها، أما المقاهي فتمتليء بالأشرار والقطّاع، يبحثون في الأسماء والأنواع، ويدور لغط كبير في المطبخ.. كلام متداخل بعضه ببعض، ليس فيه كلمة واحدة مفهومة، أما المثرثرون، فلا تدري بأي لغة يتكلمون، ما تفهمه فقط أنهم جاءوا من بعيد، كي يصلحوا شأن طعامنا، جاءوا لإطعامنا ما يشتهون هم، لا ما نشتهي نحن، عبّروا عن قناعة بأن المطبخ أساس التغيير، وأن الطعام المنتج سبيل الإصلاح، ولكن أي طعام محترق وأي طهاة ما زالوا لا يتقنون إعداد طبق "الأومليت"..!!
الوقت يمضي بسرعة، وتسجيل براءة اختراع واحدة لطبخة وطنية واحدة كفيل بقلب المعادلة، شريطة أن تكون متقنة كما فعلت جدّاتنا الأميّات من قبل.. ولكن هيهات.. وقد فعلن ذلك بهدوء دونما لغط أو ضجيج..!!
وإذْ تجلس فتاة منتصف العمر في مقهى الربيع الوطني، تنتظر نصيبها الذي كان سيأتي، لكنها هذه المرة، بكت وضحكت في آن، بعد أن سمعت صوتاً يناديها من شرفة المطبخ ممزوج برائحة طعام يحترق، ولغط كبير.. كبير.. ثمّة في الداخل ضجيج يصم الآذان حد انفجار الرأس، ويلوذ الجائعون بجدار الدار، وتندب الفتاة حظّها، وتتذوّق لحم شواء محترق..!!!
Subaihi_99@yahoo.com