jo24_banner
jo24_banner

المسجد الاقصى في قلوبنا وبوصلتنا ولو قوبلنا بالرفض والنكران

باسل العكور
جو 24 :


كيف يمكن ان نفهم ثورة الغضب الواسعة التي قابل بها المصلون في المسجد الاقصى يوم امس الجمعة وزير الاوقاف الاردني السابق وقاضي القضاة أحمد هليل ؟ كيف نفسر حالة الرفض هذه لممثل حكومة ودولة شقيقة كان لها اليد الطولى تاريخيا في الدفاع عن الاقصى واعمار المسجد لمرات ومرات ؟

المتابع للفيديو الذي وثق ما حدث يكشف كذب ما تم تداوله من اخبار حول احتجاج محدود من قبل عدد من الاشخاص الذين ينتمون لجماعة دينية بعينها، الاحتجاجات انطلقت من حناجر الالاف في المسجد وغالبيتهم العظمى رفضوا وجود هليل ولم يهدأ لهم بال الا بعد ان غادر المسجد ، وعندها عادت الامور الى طبيعتها وانصرف الناس لخطبتهم وصلاتهم وكأن شيئا لم يحدث !

امام المسجد صلى بمعية الوزير الاردني السابق ثم اعاد الكرة (الخطبة والصلاة) مع جموع المصلين في مشهد لا نعرف اصله الشرعي ولا مسوغاته الا في اطار الاتفاق على رفض وجود هليل وعدم احترام الجهة التي ترعى المسجد وتحميه من قطعان المستوطنين المتربصين بالاقصى وابناء مدينة القدس !

ما حدث هو اساءة بالغة للاردن وذلك بغض النظر عن كل المعطيات الاخرى الخاصة بشخصية هليل وحجم شعبيته داخليا وخارجيا . الاردن لم يكن يوما الا الى جانب الاشقاء والاهل في فلسطين والقدس، فهل هذا هو جزاء من احسن عملا ؟هليل لن يأتي مصحوبا بجيش جرار لتحرير الاقصى كما طالبه المصلون ، الاردن لن يتمكن لوحده ان يعلن حرب التحرير، فلا امكانياته تسمح ولا قدراته الاقتصادية والتسليحية تؤهله لذلك، لماذا يطلب منا دائما اكثر مما نطيق ؟

الاردن احتضن المهجرين من القدس ومن غيرها من المدن الفلسطينية التي احتلها العدو الصهيوني وقاتل جيشه من ابناء العشائر الاردنية في كل معارك الشرف التي خاضتها امتنا العربية ضد العدو الصهيوني المحتل وسالت دماؤهم الطاهرة على ثرى فلسطين ،فما هو المطلوب منا لنحظى بالاحترام الذي نستحق في المسجد الاقصى وفي غيره ؟

هليل مثلنا في المسجد الاقصى خير تمثيل ، حيث ظل متماسكا رغم الاحتجاجات ، وخطب وصلى رغم تعالي الاصوات الرافضة لوجوه . المسجد الاقصى لنا جميعا ولا يحق لاحد ان يدعي احقيته ووصايته ، فهو لكل المسلمين ومنبر صلاح الدين يعتليه كل علماء الدين الثقات والخطباء الاطهار وممثلو الاردن الدولة الراعية الحارسة لقبلة المسلمين الاولى .

ما حدث مدان ومرفوض ولا يليق بابناء المدينة التي نربي اجيالنا على حبها والاستعداد للشهادة في سبيلها وهذا بالطبع لن يتغير ولو قوبلنا بالرفض والنكران .
تابعو الأردن 24 على google news