صراع الفيفا إذ يكشف العَوار العربي
عمر كلاب
جو 24 : ليس المطلوب من الأمير علي بن الحسين الفوز برئاسة الفيفا – الاتحاد العالمي لكرة القدم – او رئاسة جمهورية الفيفا كما يطلقون عليها , بعد استشراء فسادها ونفوذها تحت قيادة جوزيف بلاتر , وامتلاكه مقومات رئاسة دولة , فتلك حسابات معقدة يدخل فيها السياسي مع المالي مع النكائي , في عالمنا العربي المسكون بالسلطة والنكاية على قاعدة الفساد بوصف العرب من عشاق هذه المدرسة في القيادة التي تعتمد على المكاسب السلطوية والعائلية على حساب الحكم الرشيد .
فالأمير الشاب ما زال في مقتبل العمر وقادرا على خوض المنافسة مرة اخرى , طبعا هذا لا يمنع تفاؤلنا ودعمنا للخطوة , رغم ذاكرتنا السلبية مع الترشح للمناصب الدولية , فعقلية داحس والغبراء تسكن في العقول والقلوب العربية خاصة دول النفوذ المالي والكروي , وهناك كثيرون يستكثرون على هذه الدولة مجرد البقاء , وليس النجاح والنفاذ من اشتعالات الاقليم وتداعياته , وثمة موروث عربي يحسد الميت على الجنازة المهيبة وسبق لنا ان عانينا من تلك العقلية الحاسدة الباغضة .
الامير يخوض المعركة بدعم اردني واوروبي وبظهر عربي مكشوف , كما تشير تقارير كبريات محطات الاعلام العربية , التي تتفاخر بحظوظ بلاتر القوية , لكنها تغفل مثلا اكمال تصريح رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم الذي قال فيه عن حظوظ بلاتر القوية بالاضافة الى فساده القوى ايضا , خاتما تصريحه بدعم الامير علي الذي يصفه بصاحب البرنامج الانقاذي لجمهورية الفيفا , وتغفل بقصدية معيبة انسحاب منافسه الهولندي لصالحه , ونحن هنا نتحدث عن دول لها مكانتها المرموقة كرويا وسياسيا على مستوى العالم , فالفريق الالماني مرشح دائم للفوز بكأس العالم والفريق الهولندي صاحب وجود كبير في النهائي .
وسط هذه الشهادات للامير علي وبعد الانسحابات من المنافسين لمحاول كسر نفوذ الفساد الكروي , تصمت الاتحادات العربية التي كانت تتحجج بوجود منافسين اوربيين سيشتتون الكتلة الرئيسة المساندة للامير , وبعد توحيد الكتلة الاوروبية , يكشف العرب وجه البسوس التاريخي , ويستقبلون بلاتر بالاحضان ويتسابقون على تقديم الابتسامات له , ربما لو كان ايام حكم الطوائف كاميرا لوجدنا التشابه الكامل بين اجتماعات شاور لضرب مصر ابان رحلة صلاح الدين الايوبي لتحرير القدس ووجوه بعض الاتحادات العربية , بل لربما وثّقت لنا الكاميرا الافتراضية , اجتماع ملوك الطوائف مع فيردينند وايزابيلا قبيل دحر العرب في الاندلس .
المشهد الكروي العربي ليس بعيدا عن المشهد السياسي , فنفس العقلية هي التي تدير الملعبين , وثمار عقل داحس والغبراء حصدنا ثماره في الربيع العربي ضياعا للدول وللدماء الشعبية , وحصدنا من هذا العقل غيابا عن التأثير واستعمارا وتبعية , وسنحصد ما هو اكثر سوءً , فما زال الاستمتاع بمضغ لحم الاخ بشهوانية قائما , وما زال منظر الدم المسفوح مثيرا للغرائز العربية , وما زلنا نتحجج بحر الصيف ونمسح بالخرقة حدّ السيف , وما زلنا ننتظر تلبية نداء امرأة القدس بعد ان لبينا نداء سقوط برجي نيويورك , لكن طريق نيويورك سالك وطريق القدس تشهد تحويلات مرورية كثيرة , فهي تارة سالكة عبر تحويلة افغانستان وتارة عبر تحويلة ايران .
لن تضير النتيجة مهما كانت الاردن والامير , بل ان الدخول في هذه المعركة أكسب الاردن والامير حضورا مُضافا على ساحة كان حضورنا فيها ضعيفا , ولا نتوجس خوفا وقلقا , فلنا تجارب مع الكون ناجحة ومبدعة واحدها قائم اليوم على ارض البحر الميت , فهذا البلد الصغير حجما يقلق المحيط ويبهره في آن واحد , فهو يبهر بهذا النجاح وهذا الاستقرار وهذا التوافق , ويقلق الخصوم لان الاستقرار والتوافق سيفتح الباب للنجاح سواء قبل الداحسيون او رفضوا , وكل الامنيات للامير علي بالتوفيق والنجاح , فهو بالمناسبة نجح في ادخال الاردن بوابة العالمية الكروية .الدستور
فالأمير الشاب ما زال في مقتبل العمر وقادرا على خوض المنافسة مرة اخرى , طبعا هذا لا يمنع تفاؤلنا ودعمنا للخطوة , رغم ذاكرتنا السلبية مع الترشح للمناصب الدولية , فعقلية داحس والغبراء تسكن في العقول والقلوب العربية خاصة دول النفوذ المالي والكروي , وهناك كثيرون يستكثرون على هذه الدولة مجرد البقاء , وليس النجاح والنفاذ من اشتعالات الاقليم وتداعياته , وثمة موروث عربي يحسد الميت على الجنازة المهيبة وسبق لنا ان عانينا من تلك العقلية الحاسدة الباغضة .
الامير يخوض المعركة بدعم اردني واوروبي وبظهر عربي مكشوف , كما تشير تقارير كبريات محطات الاعلام العربية , التي تتفاخر بحظوظ بلاتر القوية , لكنها تغفل مثلا اكمال تصريح رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم الذي قال فيه عن حظوظ بلاتر القوية بالاضافة الى فساده القوى ايضا , خاتما تصريحه بدعم الامير علي الذي يصفه بصاحب البرنامج الانقاذي لجمهورية الفيفا , وتغفل بقصدية معيبة انسحاب منافسه الهولندي لصالحه , ونحن هنا نتحدث عن دول لها مكانتها المرموقة كرويا وسياسيا على مستوى العالم , فالفريق الالماني مرشح دائم للفوز بكأس العالم والفريق الهولندي صاحب وجود كبير في النهائي .
وسط هذه الشهادات للامير علي وبعد الانسحابات من المنافسين لمحاول كسر نفوذ الفساد الكروي , تصمت الاتحادات العربية التي كانت تتحجج بوجود منافسين اوربيين سيشتتون الكتلة الرئيسة المساندة للامير , وبعد توحيد الكتلة الاوروبية , يكشف العرب وجه البسوس التاريخي , ويستقبلون بلاتر بالاحضان ويتسابقون على تقديم الابتسامات له , ربما لو كان ايام حكم الطوائف كاميرا لوجدنا التشابه الكامل بين اجتماعات شاور لضرب مصر ابان رحلة صلاح الدين الايوبي لتحرير القدس ووجوه بعض الاتحادات العربية , بل لربما وثّقت لنا الكاميرا الافتراضية , اجتماع ملوك الطوائف مع فيردينند وايزابيلا قبيل دحر العرب في الاندلس .
المشهد الكروي العربي ليس بعيدا عن المشهد السياسي , فنفس العقلية هي التي تدير الملعبين , وثمار عقل داحس والغبراء حصدنا ثماره في الربيع العربي ضياعا للدول وللدماء الشعبية , وحصدنا من هذا العقل غيابا عن التأثير واستعمارا وتبعية , وسنحصد ما هو اكثر سوءً , فما زال الاستمتاع بمضغ لحم الاخ بشهوانية قائما , وما زال منظر الدم المسفوح مثيرا للغرائز العربية , وما زلنا نتحجج بحر الصيف ونمسح بالخرقة حدّ السيف , وما زلنا ننتظر تلبية نداء امرأة القدس بعد ان لبينا نداء سقوط برجي نيويورك , لكن طريق نيويورك سالك وطريق القدس تشهد تحويلات مرورية كثيرة , فهي تارة سالكة عبر تحويلة افغانستان وتارة عبر تحويلة ايران .
لن تضير النتيجة مهما كانت الاردن والامير , بل ان الدخول في هذه المعركة أكسب الاردن والامير حضورا مُضافا على ساحة كان حضورنا فيها ضعيفا , ولا نتوجس خوفا وقلقا , فلنا تجارب مع الكون ناجحة ومبدعة واحدها قائم اليوم على ارض البحر الميت , فهذا البلد الصغير حجما يقلق المحيط ويبهره في آن واحد , فهو يبهر بهذا النجاح وهذا الاستقرار وهذا التوافق , ويقلق الخصوم لان الاستقرار والتوافق سيفتح الباب للنجاح سواء قبل الداحسيون او رفضوا , وكل الامنيات للامير علي بالتوفيق والنجاح , فهو بالمناسبة نجح في ادخال الاردن بوابة العالمية الكروية .الدستور