jo24_banner
jo24_banner

حسبة لصوص !!

د. حسن البراري
جو 24 : عبثا تحاول أن تبحث عن شيء مقنع فيما يقوله الكثير من المسؤولين! ففي كثير من الأحيان يعتريني شعور بأنهم أنفسهم غير مقتنعين بما يقولون واحيانا يهرفون بما لا يعرفون، عداك عن الانفصام الذي يعاني منه البعض عندما يقول في مجالسه الخاصة كلاما تطرب له الإذن لينقلب على ما يقول حالما يتكلم في جلسة عامة أو إلى وسيلة اعلامية.



سألني أحد الأصدقاء عن سر عدم قدرة المسؤولين التأثير على مجرى الأحداث وكأنهم غير موجودين، فمثلا تشاهد أحدهم في برنامج تلفزيوني ينظّر حول ضرورة الشفافية وهو أبعد ما يكون عنها حتى في لقاءه التلفزيوني ما يذكرني بحديث قوى الشد العكسي عن الاصلاح أو حديث نتنياهو عن "رغبته" في تحقيق السلام!



بصراحة لا يثق الواحد منا بالكثير من رجالات الدولة والمسؤولين، فكل كلامهم عن ضرورة توحيد الصفوف وعدم نبش كل ما من شأنه تعكير المسيرة (حتى لو كان لصالح الشعب ولوضع حد لنهب المال العام) غير ذي صلة لأنه يصب في سياق خدمة مصالحهم الخاصة، فخدمة الشعب ومصلحته آخر اهتماماتهم. ويخشى هؤلاء المحاسبة والمكاشفة والشفافية لأنها تكشفهم، وهم يلتحفون مؤسسة العرش ليس حماية لها وإنما للاحتماء بها.



اليوم حضرت افتتاح احدى الفعاليات الهامة وفيها أطل علينا وزير وتحدث بشكل استفزني ليس لضعفه فقط وإنما لعدم معرفته بأن الهمسات التي ملأت القاعة كانت تتهكم على خطابه الركيك وهو يحاول اقناعنا بجدية الحكومة بالقيام بكل ما من شأنه أن يرفع من مستوى المواطن. طبعا لم ينسى معالي الوزير أن يفلفل خطابه بكلمات على شاكلة "حسب التوجيهات الملكية" على اعتبار أن ما يقوم به وحكومته محط اعجاب! كان الأولى أن يتحدث فقط عن الحكومة ويترك مؤسسة العرش بعيدا عن اخفاقات الحكومة ، لكن هذا لا يحدث ما يضيف عبئا اضافيا على مؤسسة العرش، وفي هذا السياق يحضرني المثل القائل مع وجود هكذا أصدقاء من يحتاج إلى خصوم؟!



قال لي أحدهم بأن الطريقة المثلى في التعامل هذه الشاكلة من رجال الدولة والمسؤولين هي بافتراض أنهم مخطئون وغير صادقين ولا نأخذ بما يقولون والتعامل معهم عل طريقة "حسبة اللصوص" أي عدم الثقة بهم. نعم لقد سئمنا وعظ الثعالب، ففي الوقت التي يبدأ به الثعلب بالوعظ تكون قد فقدت دجاجتك- هكذا يقول شعب الباسك!
تابعو الأردن 24 على google news