2024-12-25 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

سـريـة المثلييـن وعلنيـة السـفيـرة

عمر كلاب
جو 24 : ليس غريبا الوجود الأمريكي في كل موقع يهدف الى تخريب بناء اجتماعي في المجتمعات الاسلامية والعربية ، فالشيطان الاكبر حاضر في الحروب والدمار على كل المستويات ، لكن الغريب هذا السفور في الحضور الذي قامت به السفيرة لنشاط سرّي حسب إدعاء الجهات المنظمة وتقارير الجهات الرسمية ، التي لا تقنع احدا ، فحركة السفيرة تحتاج الى ترتيبات خاصة سواء على المستوى الديبلوماسي او على المستوى الامني لحماية السفيرة ، وهذه الترتيبات تلقي بظلالها السوداء على سردية السرية بمجملها . المثليون مَثَلهم كأي حركة شاذة لا تملك الجرأة للتعبير عن ذاتها علنا ، في مجتمع ما زال ينظر الى الافعال التي يقومون بها كأفعال محرّمة شرعا ومجتمعا ،وخاضعة لعقوبة المجتمع والقانون حد اللحظة ، والسؤال كيف حضرت السفيرة اجتماعا سريا لجماعة محظورة وكيف تجرأت هذه الجماعة على احضار الكاميرات وبعدها النشر على مواقع التواصل الاجتماعي ، فأين السرية التي يتحدث عنها الرسميون وهل تجرأ الشذاذ والشواذ على المجتمع بالسفيرة الامريكية ممثلة اقوى دولة في العالم والصديقة بالمعنى السياسي للدولة ؟ بالمعنى السياسي والديبلوماسي فقد خرقت السفيرة القانون الاردني ، وبالمعنى القانوني فقد خرق الشواذ قانون الاجتماعات العامة التي تحرص الدولة على حمايته من السياسيين والحراكات الشعبية فلماذا تتراخى في المستوى العبثي بالدين والعقائد والتشريعات الاردنية علانية ودون ادنى خجل ، وكان عليها ان تتدخل لمنعه لو من باب حماية الشواذ من بطش المجتمع وغضبته لدينه ولاعرافه ونواميسه القيمية التي يعتز بها ، فجميعنا يعرف حساسية المجتمع الاردني من هذه الافعال ولا احد يستطيع ضبط ردود فعل اشخاص عاديين حيال هذا الفعل المشين والمخالف للقانون الواجب انفاذه . انتصار سفيرة دولة تمثال الحرية للشواذ يكشف معنى الحرية التي تتمناها امريكا للمجتمعات العربية والاسلامية وسرعة الاستجابة لهذه الحرية المشينة ، اما حرية شعوب عربية بالتحرر والاستقلال فهذه حرية لا تجد قبولا لدى سفيرة الكيان الامريكي الغاشم ، بل لعلها لا تقع ضمن قاموس الحريات الامريكي الذي يبحث عن اجهاض اية بارقة امل عروبية ، مقابل حرف شبابنا نحو الشذوذ والافكار الغريبة بشقيها الفكري والسلوكي . دعم السفيرة يقع في باب مشروع امريكي طويل لاجهاض المجتمعات النامية والدول الفقيرة في اصقاع الارض ، وتنظر امريكا وربيبتها اسرائيل الى هذه الاحداث بعين القبول في دول الطوق وحصريا في ارض الحشد والرباط ، ويبقى السؤال مفتوحا هل تقبل الحكومة بكل اجهزتها بهذا التصرف وازدياد الاعتداء من السفراء الغربيين على هيبة الدولة وعلى نواميس المجتمع الدينية والاجتماعية ، فتحركاتهم في المحافظات بات مقلقا وتدخلاتهم تكشف عوارا في دور وزارة الخارجية . لم يبق للمواطن الاردني الا دولته وهيبتها ومنظومة اجتماعية يسعى للحفاظ عليها كحائط امان امام هذا التجريف العميق في الوعي والسلوك ، وهو نفس الحائط الذي حمى الدولة وساهم في تقوية اعمدتها واساساتها امام موجة فشل الدول وموجة انهيار المجتمعات ، وهو نفس الحائط الذي منع انجراف الشباب الى الفكر الارهابي والمتطرف ، وبالتالي على الدولة ان تحمي هذه المنظومة وان تتعامل بصرامة مع بعض التصرفات للسفراء وخاصة السفيرة الامريكية وباقي سفراء الغرب ، وان تضرب بقوة الشذوذ الاجتماعي بكل انواعه بعد ان دخل هذا الشذوذ منعطف الحماية الاجنبية الذي نرفضه من الساسة والمعارضين فكيف نقبله من خارجين على منظومتنا الدينية والاجتماعية . -
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير