jo24_banner
jo24_banner

كرتونة الرئيس

سميح المعايطة
جو 24 : لان عنوان المقال لايمكن ان يكون مكونا من عشر كلمات وإلا كان يمكن ان لانتحدث عن كرتونة الرئيس بل ايضا كرتونة المدير والوزير وكل اصحاب المواقع المتقدمة ، وهذه الكرتونة هي التي يحتاجها كل اصحاب هذه الألقاب لوضع مالهم من أوراق وأغراض في مكاتبهم لحظة مغادرتهم مواقعهم وعودتهم الى بيوتهم .

والرئيس ليس فقط من كان رئيس حكومة بل هناك مواقع عديدة من يقودها أشخاص يحملون لقب رئيس ، وكلما كانت صلاحيات وامتيازات الرئيس اكبر كلما كانت مرارة الكرتونة اكبر ، فالكرتونةلا تضم فقط الأوراق وعلبة مطهر اليدين وربما بعض العلكة وملبس على نعنع بل تضم معها حسرة لأن صاحب الكرتونة سيعيش مرحلة قادمة باقل قدر من رنين الهاتف ، ولن يسمع كثيرا لقبه كما يسمعه قبل ظهور الكرتونة ، وسيسمع من ضميره المستتر نقدا حقيقيا لما فعل حتى وان كان يتقن ممارسة خداع الآخرين به.

الكرتونة مثل الموت كأس كل مسؤول يشربه ، لكن الفرق بين من يترك وراءه سمعة طيبة وأداء صادقا ، وبين من لايترك خلفه الا ما تتركه سيارات الشحن وقلابات الرمل من دخان وهي تطير على الطرق ، والكرتونة يلم فيها المسؤول تعابير وجوه من حوله التي قد لاتكون حقيقية وهو في موقعه لكن عندما تظهر الكرتونة يغيب الخوف والمجاملة والنفاق وتكون الكرتونة هي صندوق اعمال المسؤول ، تماما مثل التابوت الذي يحمل الميت ، حيث يكون اكثر مدحا يحصل عليه الميت الرديء « اذكروا محاسن موتاكم « اي ان هذا الميت سيّء السيرة بلا محاسن تذكر .

ليصنع كل مسؤول لنفسه كرتونة صالحة ، فالكل يغادر، وميزة العمل العام في الاْردن ان المسؤولين لايقضون سنوات طويلة مثل دول اخرى ، فعمر المسؤول بين عام وثلاثة ، وكل له يوم وله كرتونة فليصنع كل شخص لنفسه كرتونة تشرفه ولاتخزي ابناءه من بعده.


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news