منابر الأوقاف ومواقعها الاجتماعية والإعلامية
عمر كلاب
جو 24 : تمتلك وزارة الاوقاف سبعة الاف منصة اعلامية مباشرة , وتمتاز منصّات الاوقاف الاعلامية بأنها تتفاعل مع الجمهور دون وسيط ودون تعليق وبإصغاء روحاني , مما يمكنّها من توجيه الرأي العام بسهولة , لكنها تقف عاجزة عن تقديم هذه الرسالة لاسباب متعددة ليس اولها ضعف ماكينة الخطابة الاعلامية بشكل عام لدى خطبائها او مذيعيها ان جازت المقاربة وكذلك مخالفة المحتوى الاعلامي لحاجات الجمهور وواقعه , بعد ان غلب التلقين الوعظي على محتواها الاعلامي والخطابي .
فالوزارة ونحن معها ضد تسييس المنابر او منصاتها الاعلامية ولكن هذا لا يعني ابدا عدم خوض المنابر في السياسة , فثمة فرق شاسع بين تسييس المنبر وحديثه في السياسة كما الفرق الهائل بين العشيرة والعشائرية , فالعشيرة حالة اجتماعية ورابطة دم محترمة والعشائرية تعبير مقيت في معظمه عن هذه الرابطة , وكذلك السياسة هي مقاربة الحياة اليومية بادق تفاصيلها والتسييس انحياز اعمى الى الحزب السياسي او الجماعة السياسية .
في الوقت الذي تشكو فيه الدولة من ضعف تواصلها مع الشارع الاردني بعد ان اخرجت الاعلام الرسمي من السبق لتسييسه باللون الحكومي وليس بلون سياسة الدولة , عليها ان تتفاعل مع المنابر لشرح سياستها ومناقشة امور البلاد والعباد التي ستنتهي الى السياسة حكما ولكن دون تسييس , فما ندين به الاحزاب والجماعات السياسية لرغبتها بتسييس المنبر والاعلام تمارسه الحكومة جهارا نهارا , دون انتقادات لهذا السلوك , فالتسييس مرفوض من الجميع .
ثمة اوساط في الدولة تحاول انهاء الاعلام الرسمي والورقي لصالح الاعلام المباشر او الاعلام الجديد القائم على التواصل المباشر والتقاط ردود الفعل او التغذية الراجعة من الجمهور بسرعة ولذلك لجأت الى تويتر وفيس بوك كبديل موضوعي , واغفلت للاسف اهم منبر للتواصل الحقيقي وليس الافتراضي كما في تويتر , وهو المنبر الذي يشكل منصة تواصل اجتماعي تصل الى كل الامصار والتخوم الاردنية وبحضور يفوق نصف سكان الاردن اسبوعيا , فصلاة الجمعة ما زالت الاكثر مشاهدة على شاشة التلفاز وكذلك حضورها الشعبي في المساجد ما زال الاعلى فنصف الاردنيين يذهبون لاداء صلاة الجمعة على اقل تقدير .
اذا اردنا التفكير الابداعي في التواصل مع المواطنين فعلينا اللجوء الى المنابر والمساجد بوصفها اكثر ادوات التواصل الاجتماعي انتشارا وتأثيرا داخل المجتمع الاردني , فالوزير والغير يجتمعان في المسجد على قاعدة المساواة الكاملة , وهذا غير متوفر في اي موقع تواصل اجتماعي على وجه الارض , فلماذا نغفله ونتركه دون اعداد وعدة , ونسفح ملايين الدنانير على مشاريع للتواصل مع المواطن وهي بين ايدينا وتحتاج الى خطة نصف سنوية على ابعد تقدير لتكون جاهزة وقادرة على احداث التغيير المطلوب .
ما نحتاجه ببساطة هو اعداد وتدريب وتأهيل 15 الف اردني بين خادم مسجد وامام وخطيب , يجري اختيارهم بعناية وتدريبهم على الحوار والسياسة وعلم الاجتماع وباقي تفاصيل الحياة ليكونوا سفراء الدولة وناطقيها في كل القرى والمحافظات الاردنية , ونحتاج الى اعادة الاعتبار الى مفهوم الجامع الذي يستوعب المسجد وليس المسجد فقط الذي يغلق ابوابه بعد كل صلاة , ليكون هذا الجامع هو الموقع الرسمي لاجتماعات الاحياء ونشاطاتهم وندواتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية .
تعاني الحالة الاردنية من ارتداد في كثير من مناحيها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتعاني موازنة الدولة من ازمات كبيرة وبالتالي نحتاج الى حلول منتجة وغير مكلفة لدولة فقيرة , وهذا كله متوفر وموجود في كل بقعة اردنية وتحتاج الى ارادة وقرار ليكون الجامع هو عنوان الثورة الاردنية الاصلاحية في كل مناحي الحياة .الدستور
فالوزارة ونحن معها ضد تسييس المنابر او منصاتها الاعلامية ولكن هذا لا يعني ابدا عدم خوض المنابر في السياسة , فثمة فرق شاسع بين تسييس المنبر وحديثه في السياسة كما الفرق الهائل بين العشيرة والعشائرية , فالعشيرة حالة اجتماعية ورابطة دم محترمة والعشائرية تعبير مقيت في معظمه عن هذه الرابطة , وكذلك السياسة هي مقاربة الحياة اليومية بادق تفاصيلها والتسييس انحياز اعمى الى الحزب السياسي او الجماعة السياسية .
في الوقت الذي تشكو فيه الدولة من ضعف تواصلها مع الشارع الاردني بعد ان اخرجت الاعلام الرسمي من السبق لتسييسه باللون الحكومي وليس بلون سياسة الدولة , عليها ان تتفاعل مع المنابر لشرح سياستها ومناقشة امور البلاد والعباد التي ستنتهي الى السياسة حكما ولكن دون تسييس , فما ندين به الاحزاب والجماعات السياسية لرغبتها بتسييس المنبر والاعلام تمارسه الحكومة جهارا نهارا , دون انتقادات لهذا السلوك , فالتسييس مرفوض من الجميع .
ثمة اوساط في الدولة تحاول انهاء الاعلام الرسمي والورقي لصالح الاعلام المباشر او الاعلام الجديد القائم على التواصل المباشر والتقاط ردود الفعل او التغذية الراجعة من الجمهور بسرعة ولذلك لجأت الى تويتر وفيس بوك كبديل موضوعي , واغفلت للاسف اهم منبر للتواصل الحقيقي وليس الافتراضي كما في تويتر , وهو المنبر الذي يشكل منصة تواصل اجتماعي تصل الى كل الامصار والتخوم الاردنية وبحضور يفوق نصف سكان الاردن اسبوعيا , فصلاة الجمعة ما زالت الاكثر مشاهدة على شاشة التلفاز وكذلك حضورها الشعبي في المساجد ما زال الاعلى فنصف الاردنيين يذهبون لاداء صلاة الجمعة على اقل تقدير .
اذا اردنا التفكير الابداعي في التواصل مع المواطنين فعلينا اللجوء الى المنابر والمساجد بوصفها اكثر ادوات التواصل الاجتماعي انتشارا وتأثيرا داخل المجتمع الاردني , فالوزير والغير يجتمعان في المسجد على قاعدة المساواة الكاملة , وهذا غير متوفر في اي موقع تواصل اجتماعي على وجه الارض , فلماذا نغفله ونتركه دون اعداد وعدة , ونسفح ملايين الدنانير على مشاريع للتواصل مع المواطن وهي بين ايدينا وتحتاج الى خطة نصف سنوية على ابعد تقدير لتكون جاهزة وقادرة على احداث التغيير المطلوب .
ما نحتاجه ببساطة هو اعداد وتدريب وتأهيل 15 الف اردني بين خادم مسجد وامام وخطيب , يجري اختيارهم بعناية وتدريبهم على الحوار والسياسة وعلم الاجتماع وباقي تفاصيل الحياة ليكونوا سفراء الدولة وناطقيها في كل القرى والمحافظات الاردنية , ونحتاج الى اعادة الاعتبار الى مفهوم الجامع الذي يستوعب المسجد وليس المسجد فقط الذي يغلق ابوابه بعد كل صلاة , ليكون هذا الجامع هو الموقع الرسمي لاجتماعات الاحياء ونشاطاتهم وندواتهم الفكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية .
تعاني الحالة الاردنية من ارتداد في كثير من مناحيها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتعاني موازنة الدولة من ازمات كبيرة وبالتالي نحتاج الى حلول منتجة وغير مكلفة لدولة فقيرة , وهذا كله متوفر وموجود في كل بقعة اردنية وتحتاج الى ارادة وقرار ليكون الجامع هو عنوان الثورة الاردنية الاصلاحية في كل مناحي الحياة .الدستور