معجم الخذلان ومهمة الأمير المقبلة
د. مهند مبيضين
جو 24 : خذل العالم نفسه في انتخابات الفيفا، جدد للفساد والرشوة، وأدار ظهره للشرف والكبرياء، جدد للعجوز والبؤس والوعود الفارغة، في مقابل الشباب والحيوية. لكنها الحياة، ولعبة السياسة والنفط والانتخابات التي لا ضامن لها.
خذلنا العرب، وربحنا مع أوروبا، خذلتنا آسيا وربحنا أميركا، عبر رئيس الوزراء البريطاني بصراحة عن فساد الفيفا وخيبة الأمل وعبر رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب عن عكس ذلك.
أما رئيس الاتحاد البريطاني فقد هدد بالانسحاب من تصفيات 2018 وبشجاعة، فيما عبر رؤساء اتحادات عربية عن تأييدهم المطلق لجمهورية بلاتر الفاسدة.
خذلنا ذوو القربى ونصرنا الاصدقاء الغرب، خذلنا الجار الشقيق الفلسطيني بشخص رئيس اتحاده وربحنا الاصطفاف النظيف من 73 دولة صوتت بشجاعة للأمير علي.
خذلنا مع العرب مرات ومرات، ويذكر الجميع عندما ترشح الأمير زيد إلى منصب الامين العام للامم المتحدة بعد أن غاب كوفي عنان وقبل أن يأتي بان كي مون، وتكرر المشهد مع الأمير علي، وتكرر سابقا مع هيئة الطاقة الذرية عندما أصر ممثلو دول عربية على عدم السماح للأردن بانشاء مفاعل نووي وتحفظهم ما زال موجودا ثم اهتدوا هم إلى فضائل الطاقة النووية واهميتها.
ليست كل دول الخليج في سلة واحدة ولا بقية دول العرب ولا العالم، ثمة دول وقفت معنا بشرف وبصدق، كما هي حال بقية دول العالم، ثمة روح غابت ولا ينتظر عودتها. ولم نكن نبغي التصويت لعامل العصبية فهي مقيته، ولا تمثل لغة معاصرة في الكسب والتأييد.
لقد خُذلنا، ليس لأن العرب غفلوا عن التصويت للأمير علي لكونه مجرد عربي، بل لأن العالم اعترف واعلن فساد سفينة الفيفا وعجزه وتلقيه للرشاوى، ومع ذلك بقي الإصرار على ذات المرشح الفاسد.
خذلنا ليس لأن السيف الذي أهدي لبلاتر كان صيني النشأة، بل لأن العباءة العربية واليد الفلسطينية هي التي قدمته، وهي عباءة فساد ونفاق ونقص في المرؤءة.
أما العيب فليس في عدد الاصوات الآسيوية أو العربية التي ذهبت لبلاتر بل في الرقصة التي رقصها أنصار بلاتر من العرب على ايقاع الفساد والرشوة، وفي العازف جبريل رجوب الذي باع الشرف والطلب الفلسطيني بعزل اسرائيل، فهو لم يبع الصوت الفلسطيني لبلاتر بل باع كل شيء ولا غرابة فهو محترف في البيع والمقاولات.
فهنيئا للفاسدين وهنيئا للعرب وكل من وقف ضد الأمير علي أنهم انحازوا للتاريخ الأسود الذي سيكتب عنهم وعن مسار كرة القدم واتحادات الشيكات والرشاوى بمداد البيع والأثمان السخيفة.
اما السيد جبريل الرجوب، فهنيئا لك أيضا أنك تبوأت مقعدك مع البائسين وبائعي الأوطان ومقاولي الضمائر الفاسدة.
أما سمو الأمير علي فيكفيه شرف المنافسة، وامامه مهمة كبيرة في استعادة كرة القدم لموقعها العالمي وتصنيفها الذي بلغته قبل سنوات، فالمنتخب الوطني تراجع، واتحاد كرة القدم بحاجة -ايضا- لتجديد الدماء وهو ما يستوجب الكثير من الجهد والعمل.
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)
خذلنا العرب، وربحنا مع أوروبا، خذلتنا آسيا وربحنا أميركا، عبر رئيس الوزراء البريطاني بصراحة عن فساد الفيفا وخيبة الأمل وعبر رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب عن عكس ذلك.
أما رئيس الاتحاد البريطاني فقد هدد بالانسحاب من تصفيات 2018 وبشجاعة، فيما عبر رؤساء اتحادات عربية عن تأييدهم المطلق لجمهورية بلاتر الفاسدة.
خذلنا ذوو القربى ونصرنا الاصدقاء الغرب، خذلنا الجار الشقيق الفلسطيني بشخص رئيس اتحاده وربحنا الاصطفاف النظيف من 73 دولة صوتت بشجاعة للأمير علي.
خذلنا مع العرب مرات ومرات، ويذكر الجميع عندما ترشح الأمير زيد إلى منصب الامين العام للامم المتحدة بعد أن غاب كوفي عنان وقبل أن يأتي بان كي مون، وتكرر المشهد مع الأمير علي، وتكرر سابقا مع هيئة الطاقة الذرية عندما أصر ممثلو دول عربية على عدم السماح للأردن بانشاء مفاعل نووي وتحفظهم ما زال موجودا ثم اهتدوا هم إلى فضائل الطاقة النووية واهميتها.
ليست كل دول الخليج في سلة واحدة ولا بقية دول العرب ولا العالم، ثمة دول وقفت معنا بشرف وبصدق، كما هي حال بقية دول العالم، ثمة روح غابت ولا ينتظر عودتها. ولم نكن نبغي التصويت لعامل العصبية فهي مقيته، ولا تمثل لغة معاصرة في الكسب والتأييد.
لقد خُذلنا، ليس لأن العرب غفلوا عن التصويت للأمير علي لكونه مجرد عربي، بل لأن العالم اعترف واعلن فساد سفينة الفيفا وعجزه وتلقيه للرشاوى، ومع ذلك بقي الإصرار على ذات المرشح الفاسد.
خذلنا ليس لأن السيف الذي أهدي لبلاتر كان صيني النشأة، بل لأن العباءة العربية واليد الفلسطينية هي التي قدمته، وهي عباءة فساد ونفاق ونقص في المرؤءة.
أما العيب فليس في عدد الاصوات الآسيوية أو العربية التي ذهبت لبلاتر بل في الرقصة التي رقصها أنصار بلاتر من العرب على ايقاع الفساد والرشوة، وفي العازف جبريل رجوب الذي باع الشرف والطلب الفلسطيني بعزل اسرائيل، فهو لم يبع الصوت الفلسطيني لبلاتر بل باع كل شيء ولا غرابة فهو محترف في البيع والمقاولات.
فهنيئا للفاسدين وهنيئا للعرب وكل من وقف ضد الأمير علي أنهم انحازوا للتاريخ الأسود الذي سيكتب عنهم وعن مسار كرة القدم واتحادات الشيكات والرشاوى بمداد البيع والأثمان السخيفة.
اما السيد جبريل الرجوب، فهنيئا لك أيضا أنك تبوأت مقعدك مع البائسين وبائعي الأوطان ومقاولي الضمائر الفاسدة.
أما سمو الأمير علي فيكفيه شرف المنافسة، وامامه مهمة كبيرة في استعادة كرة القدم لموقعها العالمي وتصنيفها الذي بلغته قبل سنوات، فالمنتخب الوطني تراجع، واتحاد كرة القدم بحاجة -ايضا- لتجديد الدماء وهو ما يستوجب الكثير من الجهد والعمل.
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)