سؤال الانقلاب المحرِج..!
موسى الصبيحي
جو 24 : لم تهدأ بعد عاصفة الإنقلاب على جماعة الإخوان المسلمين، وبالرغم من الدفوعات القوية والإعلام المُوجَّه الذي وقف ولا يزال خلف الجمعية الجديدة مبرِّراً ومؤيداً وداعماً، إلاّ أنّ الشارع الإخواني لا يزال يقف خلف الجماعة الأم.. ومن يماري في ذلك فهو كمن يدسّ رأسه في الرمال، ولا يعرف عن الجماعة ولا عن طبيعة الإخوان إلاّ الإسم فقط..!
هذه قضية، أما المسألة الأهم والتي أعتقد أن على الدولة بأجهزتها المعنية أن تبحثها وتُشخِّصها بطريقة موضوعية بعيداً عن أي تعصبات أو عواطف ليست في محلها، هي الحاجة إلى الجماعة، ولا سيّما في المَلَمّات والأوقات الصعبة والحرجة، وما يجب أن يُسأل اليوم هو: هل لو احتاجت الدولة إلى دعم ومساندة الإخوان بجماهيرهم العريضة وتأثيرهم الكبير في المجتمع في قضيّة وطنية مُلِحّة، منْ سيلبّي، وإلى منْ ستلجأ: إلى الجماعة الأم، أم إلى الجمعية الوليدة..؟! ثم منْ منهما القادرة على الحشد والتأثير، هل يملك الأستاذان الفاضلان ذنيبات ودهيسات أن يحشدوا عدداً يتجاوز الخمسين أو المائة إذا كنّا متفائلين، وماذا يفيد ذلك، وما حجم تأثيره..؟! في الوقت الذي تستطيع فيه الجماعة الأم أن تحشد الألوف، إذْ ما يزال الشارع الإخواني معها قلباً وقالباً، ولو عرفت الدولة غير ذلك، لكانت سمحت بإقامة مهرجان حفل السبعين عاماً على مولد الجماعة في الأردن.. لكنّ سماحها سيكشف حجم قوة الجماعة العريقة وتأثيرها في الساحة، ومدى ضعف الجمعية الوليدة التي لا يتجاوز تأثيرها البضعة عشرات من الأشخاص غير المؤثرين..!!
يجب أن تعرف الدولة أين تكمن المصلحة العامة، أما عمى الألوان الذي أصاب بعض المسؤولين حيال هذا الملف، والذين سارعوا إلى تبرير وتيسير الاستبدال ومباركته، فيمكن أن يؤدي إلى نتائج مستقبلية غير محمودة، فالذي يملك الشارع الإخواني هو الأساس، وليس الذي يملك المباني والمقارّ والعقارات، وإذا كان البعض يُعوِّل على الأملاك الجامدة المنقولة وغير المنقولة، فعليه أن يدرك أن الشارع البشري الإخواني ليس مما تُنقَل ملكيته بقرار أو بفتوى أو حتى بإرادة سياسية، فهذا لا يُنقَل إلاّ بالقناعة والشرعية، وليس بالقرار والانقلابية..!!
ما أطرحه اليوم ليس جديداً، فقد سبق أن حذّرت مما حدث، وأنا أتحدّث من منطلق المصلحة الوطنية المُبرّأة والمنزّهة عن أي مصالح شخصية مهما كانت، باعتباري لست مع أي جماعة ولا أنتمي إلى أي منها، إلاّ أنّ مواطنتي وحدبي على المصلحة الوطنية العليا، وحرصي على تمتين جبهتنا الوطنية وتعزيز لُحمتها ومفاصلها على الرغم من تفاوت الألوان والأحجام، هي التي دفعتني ولا تزال إلى قول ما أعتقد أنه حق وعدل، بعيداً عن المماحكات السياسية والمجاملات والمصالح العابرة، كما أنني ممن يعتقدون أن أسلوب الإصلاح من الداخل هو الأساس، وليس أسلوب الانقلاب..!
أقول ما قلت، مستغفراً الله، وأُشهِده على ذلك، وأرجو أنْ يراجع نفسه ويُعيد تفكيره كل منْ يُمكن أن يؤدّي فعله إلى تفتيت الجمع، وإلحاق الأذى بالوطن.. حتى لو سلّمنا بحُسْن نواياه..!
Subaihi_99@yahoo.com
هذه قضية، أما المسألة الأهم والتي أعتقد أن على الدولة بأجهزتها المعنية أن تبحثها وتُشخِّصها بطريقة موضوعية بعيداً عن أي تعصبات أو عواطف ليست في محلها، هي الحاجة إلى الجماعة، ولا سيّما في المَلَمّات والأوقات الصعبة والحرجة، وما يجب أن يُسأل اليوم هو: هل لو احتاجت الدولة إلى دعم ومساندة الإخوان بجماهيرهم العريضة وتأثيرهم الكبير في المجتمع في قضيّة وطنية مُلِحّة، منْ سيلبّي، وإلى منْ ستلجأ: إلى الجماعة الأم، أم إلى الجمعية الوليدة..؟! ثم منْ منهما القادرة على الحشد والتأثير، هل يملك الأستاذان الفاضلان ذنيبات ودهيسات أن يحشدوا عدداً يتجاوز الخمسين أو المائة إذا كنّا متفائلين، وماذا يفيد ذلك، وما حجم تأثيره..؟! في الوقت الذي تستطيع فيه الجماعة الأم أن تحشد الألوف، إذْ ما يزال الشارع الإخواني معها قلباً وقالباً، ولو عرفت الدولة غير ذلك، لكانت سمحت بإقامة مهرجان حفل السبعين عاماً على مولد الجماعة في الأردن.. لكنّ سماحها سيكشف حجم قوة الجماعة العريقة وتأثيرها في الساحة، ومدى ضعف الجمعية الوليدة التي لا يتجاوز تأثيرها البضعة عشرات من الأشخاص غير المؤثرين..!!
يجب أن تعرف الدولة أين تكمن المصلحة العامة، أما عمى الألوان الذي أصاب بعض المسؤولين حيال هذا الملف، والذين سارعوا إلى تبرير وتيسير الاستبدال ومباركته، فيمكن أن يؤدي إلى نتائج مستقبلية غير محمودة، فالذي يملك الشارع الإخواني هو الأساس، وليس الذي يملك المباني والمقارّ والعقارات، وإذا كان البعض يُعوِّل على الأملاك الجامدة المنقولة وغير المنقولة، فعليه أن يدرك أن الشارع البشري الإخواني ليس مما تُنقَل ملكيته بقرار أو بفتوى أو حتى بإرادة سياسية، فهذا لا يُنقَل إلاّ بالقناعة والشرعية، وليس بالقرار والانقلابية..!!
ما أطرحه اليوم ليس جديداً، فقد سبق أن حذّرت مما حدث، وأنا أتحدّث من منطلق المصلحة الوطنية المُبرّأة والمنزّهة عن أي مصالح شخصية مهما كانت، باعتباري لست مع أي جماعة ولا أنتمي إلى أي منها، إلاّ أنّ مواطنتي وحدبي على المصلحة الوطنية العليا، وحرصي على تمتين جبهتنا الوطنية وتعزيز لُحمتها ومفاصلها على الرغم من تفاوت الألوان والأحجام، هي التي دفعتني ولا تزال إلى قول ما أعتقد أنه حق وعدل، بعيداً عن المماحكات السياسية والمجاملات والمصالح العابرة، كما أنني ممن يعتقدون أن أسلوب الإصلاح من الداخل هو الأساس، وليس أسلوب الانقلاب..!
أقول ما قلت، مستغفراً الله، وأُشهِده على ذلك، وأرجو أنْ يراجع نفسه ويُعيد تفكيره كل منْ يُمكن أن يؤدّي فعله إلى تفتيت الجمع، وإلحاق الأذى بالوطن.. حتى لو سلّمنا بحُسْن نواياه..!
Subaihi_99@yahoo.com