ملاحظات أمام إدارة الصندوق
عمر كلاب
جو 24 : كشف العرض المسرحي الذي قدمته فرقة شابة على مسرح مدينة الحسين للاعمال خلال احتفالية صندوق الملك عبد الله بذكراه السنوية عن ابرز هموم الشباب وتطلعاتهم ، فالمسرحية عبارة عن اسكتشات اربع حملت مضمون الصورة في الواقع والامل بالصورة القادمة ، وتأسيسا على العرض وما قدمته مقدمة الحفل فإن الفرق واضح بين ما يقدمه الصندوق وما يأمله جيل شاب يحتاج الدعم بمستوياته المختلفة من الصندوق . الابواب الستة التي يخدم فيها الصندوق جيل الشباب لم تظهر في طرحهم المسرحي ، الذي طرح صورة التمييز ضد المرأة في التعليم ، ثم الواسطة والمحسوبية والاصل ، وثقافة العيب وآخرها تمكين المرأة او تمكين الشباب ودعمهم لمواجهة الفقر والبطالة التي اختار العرض المسرحي صورة موجعة للبدائل المطروحة – التسول – وليته اختار نمطا أكثر صعوبة وحضورا وهو التطرف والتهويم او الانحراف ولكن الرسالة وصلت من خلال العرض المسرحي الموجع والموجز وبخفة ظل ملفتة . الصندوق بنوافذه الاربعة قدّم نماذج شبابية وعرض فيلم لمنجزه في تنفيذ شعار “ اردني رافع راسي “ لا تتناسب وقيمة الشعار ومضمونه ، فتغليف الخس ليس حالة استثنائية ولا رغبة يافع بخدمة مجتمعه هي التعبير او التنفيذ التطبيقي للشعار الذي يمكن ان يكون نموذجا للعرض في هكذا احتفالية مقابل مشاريع اكثر ابداعية جرى عرض بعضها امام الحضور الذي تقدمهم الملك والملكة ، فاستثمار البيئة والاستفادة من الاختلال الانفاقي للاسرة الاردنية في مشروع الخبز الجاف او الذي يفيض عن حاجة الاسر ويُلقى في القمامة كان اكثر المشاريع ابداعية واكثرها قبولا للتعميم والاستفادة على سبيل المثال . وكل هذا مقبول امام نموذج اكيد ونموذج الحصول على المعلومة ، فلا المعلومة وصلت ولا اكيد نجح في تقديم نفسه واثره وتأثيره على المتلقي والقطاع الاعلامي حين اختار ان يقدم نموذج شهر شباط في اول حزيران وهو المختص وصاحب المتابعة اليومية والشهرية ، فكيف لمتخصص ان يغيب كل هذه الفترة وهل عمله موسمي او غير خاضع للتحديث مثلا ؟ فمشروع اكيد جوهري لمتابعة واقع الاعلام بوصفه حارس الذوق العام وحارس حقوق الجمهور . الصندوق ضرورة حيوية وقيمة اجتماعية مهمة للتواصل مع جيل الشباب ورصد واقعهم ودعم مبادراتهم ، لكنه بحاجة الى اعادة انتاج للافكار واعادة توضيب للادوار وقبل ذلك استقلالية عن الحكومة ، فوجود وزير عامل على رأس مجلس ادارته يقلل من استقلاليته ويجعله ذراعا حكومية وهو ليس كذلك ، مع الاحترام لشخص الوزير ، فنحن نتحدث عن الصورة المتكونة عن الصندوق وضرورة بقائها دون نُدب او خدوش ، وكان الامل ان يقدم الصندوق قراءة او مراجعة لنوافذه الاربع وسحب غير المنتج وتعزيز الناجخ وابتكار نوافذ جديدة . حوار خارج المسرح وعلى خشبته كشف الفارق بين البرامج المطروحة والحاجة الشبابية تماما مثلما فعلت المسرحية ، فخارج المسرح ورغم صعوبة التقاط التغذية الراجعة لكنها تكشف الانطباع الأولي ، كان الفارق شاسعا ، فالهاشتاج الذي حضر اهله وناسه ليس بديلا عن التواصل المباشر فمعظم الحالات التي وقفت على المسرح ليس لها هاشتاج وربما لم تتعرف عليه بعد واوضحت ان العوالم الافتراضية ليست دليلا على الحداثة ومواكبتها ، فكل المحافظات ما زالت على عهدها مع صورة الاردن الراسخة بحكم التواصل المباشر اوعلى صيغة لاقيني ولا تغديني . على الصندوق وادارته مراجعة درس المسرحية جيدا وقراءة ما قدمته الاجيال الشابة من مبادرات ومقارنته بطريقة ادارتها ووسائلها التواصلية فالنجاح حاضر ولكن الطريقة والادوات بحاجة الى مراجعة . الدستور
omarkallab@yahoo.com
omarkallab@yahoo.com








