jo24_banner
jo24_banner

اشكول استشعر المخاطر التي تحدق بإسرائيل

محمد خضر قرش
جو 24 : القدس - بمناسبة مرور 48 عاما على عدوان حزيران 1967، أجازت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر بعض الوثائق والمداولات التي تمت قبل أيام قليلة من بدء الحرب.وقد بدا واضحا ضمن ما سمح بنشره ،أن إسحق رابين رئيس الأركان حينها قال للوزراء :"الهدف الرئيس من الحرب هو إنزال ضربة قاضية بجمال عبد الناصر بغرض إحداث تغيير شامل وكامل في المنطقة العربية" .فالهدف لم يكن لتأمين حرية الملاحة في مضائق تيران ولا الدفاع عن حدود إسرائيل كما أعلن وأشيع عند بدء العدوان وإنما النيل من زعامة جمال عبد الناصر كخطوة لا بد منها لخلخلة كاملة لبنية النظام العربي. وقد برر رابين الإسراع في توجيه الضربة وأيده بذلك مدراء الأجهزة الأمنية (أمان والموساد ) "أنه من المتوقع أنْ نصل إلى وضعٍ عسكريٍّ نفقد فيه الكثير من الأفضليات والميّزات العسكريّة، لا بلْ أكثر من ذلك، أضاف رابين: لا أُريد استخدام مُفردات صعبة، ولكن أكتفي بالقول إنّ هناك خطرًا مُحدّقًا حول وجود إسرائيل، على حدّ تعبيره." وكانت مداخلة ليفي اشكول (رئيس الوزراء حينها) واضحة ومبنية على قراءة متمعنة للمخاطر والعزلة المستقبلية التي ستواجه إسرائيل بما فيها تخطيطها الإستراتيجي حين قال – كما نُشر- " لنفترض أني قبلت وكسرنا اليوم قوة العدو، إلا أنه سيبدأ من الغد ببنائها من جديد، لأننا نحن أيضًا سنكون قد خسرنا من قوتنا.وإذّاك، سنضطر كل عشر سنوات إلى القتال!! فسيكون علينا حينها أن نفكر فيما إذا كان يوجد حليف يساعدنا.لذا علينا أن نقول للرئيس الأمريكيّ جونسون والرئيس الفرنسي شارل ديغول ورئيس الوزراء البريطاني هارولد ويلسون إنّ الوضع هو كالآتي: مسألة شرم الشيخ مهمة جدًا، أنّ ما يحصل يشكل تهديدًا شديدًا علينا، بحسب تعبيره". فقد توقع ليفي اشكول أن إسرائيل ستبقى تشن وتخوض حروبا في المستقبل لكنه كان متحفظا ومتفائلا حينما قال" سنضطر كل عشر سنوات للقتال"وفي حقيقة الأمر والواقع أن إسرائيل تخوض حروبا عدوانية بالمتوسط كل 3 سنوات منذ حزيران67 .عدا العمليات العسكرية الخاصة مثل عنتيبي واغتيال المناضلين في باريس وروما وأثينا وقبرص .فمن معركة الكرامة إلى العدوان على مطار بيروت عام 1969 فحرب الاستنزاف وأكتوبر 73 ولبنان 76 و78 واجتياح لبنان عام 82 والانتفاضتين الأولى والثانية المجيدتين و2006 ضد حزب الله و2008 و2014 ضد قطاع غزة عدا العملية ألاثمة التي أودت بحياة المناضل أبو جهاد في منزله والغارة على حمام الشط في تونس والمفاعل النووي العراقي ومواقع عدة في السودان وسوريا.لا اعلم فيما إذا مرَ هناك عام لم تقم فيه إسرائيل بشن عدوان أو غارة أو عملية خاصة ضد الفلسطينيين أو اللبنانيين داخل وطنهما أو خارج حدودهما. هذا عدا مشاركتها بالعدوان الثلاثي عام 1956 وقبله عام 1948(اغتصاب فلسطين).لقد خيب الإسرائيليون الحاليون توقعات اشكول بان تكون هناك حربا كل عشر سنوات على العرب ،بأن حولوها كل 3 سنوات على الأقل عدا العمليات الخاصة والغارات، فقد وجدوا بأن تحقيق ذلك سيوفر لهم الآمان والسلام والاستقرار،فاشكول وجد كل عشر سنوات كثير جدا ومن الصعوبة بمكان الدفاع عنه أو إيجاد دولة في العالم أو حليف يدعم ويساند سلسلة الاعتداءات فما بالك كل 3 سنوات على الأقل؟.ووفقا للكتاب الإسرائيليين فأن العالم قد ضاق ذرعا بإسرائيل وحكوماتها المتعاقبة ولم يعد يتقبل بقاء إسرائيل خارج القانون والمحاسبة والمساءلة من هنا بدأت شعوب العالم واتحاداته ونقاباته بتنفيذ حملة المقاطعة السلعية والعلاقات الأكاديمية معها. فسلطات الاحتلال لم يعد على رأسها ريشة ولم تعد عملياتها ضد الأطفال والمدارس والجامعات وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان والاعتقالات خارج نطاق المحاسبة والإدانة والشجب. وباستثناء الولايات المتحدة الأميركية لا توجد دولة في العالم تدافع عن سياسة الإرهاب والعدوان الذي تمارسه سلطات الاحتلال ضد شعب فلسطين ولبنان على وجه الخصوص. لقد اعتقد ليفي اشكول أن خوض إسرائيل حربا كل عشر سنوات خطير جدا ومن شانه أن يقوض ديمقراطيتها ويتجه بها نحو العزلة وأن تكون غير جديرة بالبقاء في منطقة الشرق الأوسط ،فما بالك كل 3 سنوات؟إسرائيل أكثر دولة في العالم تستسهل شن الحروب. فالنسبة إليها الأمر لا يحتاج إلى مشاورات كثيرة فخطط العدوان دائما جاهزة. هل عمركم واجهتم دولة تشن حربا عدوانية وتجتاح بلدا بسبب إصابة سفير لها برصاصة في لندن؟؟ وهل عمركم رأيتم دولة تفعل نفس الشئ نتيجة خطف وقتل جنديين على نفس البلد؟؟ وهل ما زال في العالم دولة تحتل أرض شعب وتحرمه من حقه بتقرير مصيره وتهدم بيوته وتدمر مدارسه وتقتل أطفاله وتهدم مؤسساته المدنية بسبب رغبته في الانفكاك والتخلص من بطش الاحتلال؟وهل عمركم رأيتم دولة في العالم تملك العديد من الأسلحة النووية والفتاكة وتدب الصوت عاليا بحجة أن دولة ما تقوم بأبحاث في المجال النووي ؟؟هل عمركم سمعتم عن دولة تريد أن تتميز عن دول العالم أجمع وتكون فوق المساءلة والإدانة وتفعل ما تريد أو ما يحلو لها دون أدنى اعتبار للقوانين الدولية ؟ وهل سمعتم عن دولة تتهم كل من يوجه اللوم والإدانة لها عن سياساتها العدوانية بأنه معاد للسامية ويكره اليهود؟؟ وهل سمعتم عن دولة تطلب وبكل وقاحة بأن يعترف العالم لها بضم الجولان والقدس والمستوطنات والأغوار؟ هل عمركم سمعتم عن دولة بات عدد اليهود فيها متقارب مع عدد الشعب صاحب الأرض الشرعي؟ ما تفعله سلطات الاحتلال والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سيؤذيها وسيضر بها على المدى المتوسط وليس البعيد فحسب. وبغض النظر عن كون ليفي اشكول إسرائيلي حتى النخاع فانه قد استشعر المخاطر والعزلة التي ستحدق أو تحيط بإسرائيل مبكرا حتى مع ثقته الكاملة بالانتصار في حرب حزيران 67 . إسرائيل بحاجة إلى أكثر من ديغول وفريدريك دي كليرك( آخر رئيس أبيض في جنوب أفريقيا) لإنهاء احتلالها لفلسطين ووقف جنوحها نحو إقامة دولة الابارتهد (التمييز العنصري).وحتى يوجد مثل هؤلاء الساسة ستبقى إسرائيل دولة مغتصبة ومحتلة للأرض وتحكم بالقوة شعب لا يريدها بل ويحقد على سياساتها العدوانية المستمرة والمتواصلة منذ النكبة والنكسة وقبلهما وبعدهما كثير.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير