jo24_banner
jo24_banner

واشنطن بوست: العسكر حسموا ملف التدخل في العراق.. والادارة السياسية تنصاع

واشنطن بوست: العسكر حسموا ملف التدخل في العراق.. والادارة السياسية تنصاع
جو 24 : ترجمة خاصة - نشرت صحيفة الواشنطن بوست في عددها الصادر، الأحد، تحليلا سياسيا معمّقا للصحفيين الباحثين "دريج جاف، ميسي رايان"، حيث تناول التحليل ملف التدخل العسكري الأمريكي المباشر ضد تنظيم داعش في العراق وممانعة ذلك التدخل، وفنّد الاعتقاد السائد بأن ادارة اوباما هي من يرفض التدخل العسكري المباشر.

المادة الصحفية أشارت إلى أنه وفي الوقت الذي يعتقد المراقبون ان ادارة اوباما هي من يرفض التدخل العسكري المباشر لمنع ووقف تقدم "داعش" وتوسعها في الاراضي العراقية، تأتي أقوى مقاومة من مكان غير متوقع وهو قيادة أركان الجيش "المنهك من الحروب"، فهم من يرفض التدخل العسكري المباشر في العراق، بل إن قيادة الجيش تشكك في أن تكون القوة العسكرية قادرة على حسم الصراع في العراق، خاصة وأن الصراع تشعله "الأحقاد السياسية والدينية" بحسبهم.

وأضاف الكاتبان في التحليل الذي وضحا فيه اتجاهات القرار في امريكا، "عادة ما يكون قادة اركان الحرب وقيادات الجيش هي التي تدفع باتجاه التدخل العسكري المباشر وزيادة القوة العسكرية في الميدان لحسم الصراع، وهو ما حدث خلال السنوات العشر الاخيرة على الأقل، الا انه في الوقت الحاضر وفي المناقشات التي تجري داخل البيت الابيض تظهر هذه القيادات كصوت محذّر ينادي ويدعو للتحوط من التدخل العسكري في العراق، وهذا تغير في موقف عسكر الولايات المتحدة".

وتشير المادة الصحفية إلى أن قادة الأركان يؤكدون "رفض تقديم مزيد من القتلى في المعارك"، بخاصة وان القادة السياسيين غير ملتزمين بموقفهم، بالإضافة إلى أن القوات والجيش العراقي أظهرا قدرات "محدودة جدا" على القتال.

وتساءل قادة الجيش خلال مناقشاتهم حول "الهدف من هذه الحرب التي تريد الادارة السياسية دخولها، وإلى أين تريد الولايات المتحدة الوصول في هذا الصراع".

الكاتبان أكدا ان التحول في موقف البنتاغون كان بائنا وظاهرا -كما تشير التسريبات- ولهذا التحول علاقة كبيرة بانسحاب الشرطة العراقية من الرمادي خلال الشهر الماضي.

الرأي السائد لدى جنرالات الجيش الامريكي هو استبعاد وجود وحدات عسكرية أمريكية في الصفوف الأولى، وأن لا يكون هناك طائرات عسكرية من نوع "اباتشي"؛ لأن هذا يضعهم في موقف حرج وبمواجهة مباشرة ستعرض الجنود الأمريكيين للخطر وقد تحرج الولايات المتحدة.

ويرى القادة العسكريون الأمريكيون ضرورة أن تضع الولايات المتحدة كل ثقلها على العراقيين ليقوموا بالدفاع عن أنفسهم وأن تبقى القوات الامريكية بعيدة عن الخطوط الامامية.

ويشير الكاتبان إلى أن بعض الساسة في الادارة الامريكية يحذرون من هذه الوصفة لاعتقادهم ان غياب القوات الامريكية عن الخطوط الامامية وعدم استخدام طائرات "اباتشي" يضعف حكومة حيدر العبادي "الذي تدعمه الولايات المتحدة"، وفي هذه الحالة لن يجد العبادي مفرا من اللجوء الى ايران الشيعية واعتبارها الشريك الاستراتيجي "في معركة اكثرها طائفية". إلا ان هذا الرأي يواجهه القادة العسكرية برفض قاطع وتأكيد على استراتيجية بعدم التدخل المباشر، وضرورة عدم سحب الأمريكيين داخل الحرب أكثر.

ذلك الموقف عبر عنه قائد الجيش الأمريكي مارتن ديمبسي وقيادات أخرى في الجيش من خلال التأكيد على أن المكاسب التي ستتحقق من التدخل العسكري المباشر لا توازي قيمة الدم الامريكي الذي يمكن ان يسفك في هذه الحرب، ونصح ديمبسي في اكثر من تصريح صحفي "بالصبر والتريث"، حيث انه مقتنع بأن الضربات الجوية تضعف الدولة الاسلامية وتمنع توسعها، مع تأكيده على ضرورة وجود قوة من المحاربين "السنة" الذين يجب ان يتم تدريبهم وتسليحهم لمواجهة تنظيم داعش.

ويشير الكاتبان إلى أن الادارة الامريكية "التزمت بموقف العسكر"، رغم ان وزارة الخارجية تميل اكثر للتدخل العسكري وتقديم كل الدعم لحكومة العبادي في العراق.

الرئيس الامريكي، باراك اوباما، وبحسب الصحيفة ارسل 450 مستشار عسكري لتقديم الدعم والمشورة للجيش العراقي وتقديم معلومات استخبارية، ومقابلة ابناء العشائر السنية ودراسة احتمالية تسليحهم ليواجهوا "داعش".
تابعو الأردن 24 على google news