التوجيهي.. أسئلة برسم القلق
عمر كلاب
جو 24 : نجحت وزارة التربية والتعليم في الحفاظ على هيبة امتحان الثانوية العامة في عامها الثاني , بعد النجاح في استرداد هيبته في عامها الاول , بشكل منح وزير التربية والتعليم فرصة استثنائية لاسترداد سمعة العملية التربوية الاردنية على مستوى الاقليم , وانعكس النجاح في الثانوية على الحكومة بمجملها بوصفها حكومة قادرة على تحقيق وعودها والتزاماتها , فالثانوية باتت جرحا غائرا في وجدان المجتمع وعلامة على انعدام المساواة حتى في الامتحان العام وانعكس تاليا على هيبة الدولة بشكل عام .
نجاح الهيبة في امتحان الثانوية ,يبدو انه النجاح الوحيد الذي تحقق في المضمار التربوي , فسرعان ما فقدنا النقلة الثانية في الاصلاح التربوي وهو قياس مستوى الطلبة قبل الثانوية بعد ان صدمنا الوزير بحجم الامية في الصفوف الثلاث الاولى , وكانت فرصة القياس واردة في امتحاني الصفين السادس والتاسع لكن الاسئلة تسرّبت بتواطؤ من التعليم الخاص ومن جهات عديدة كانت تبحث عن اجهاض تجربة الوزير والتجربة التربوية بمجملها , فالقياس لا تتأذى منه مدارس وكالة الغوث او المدارس التابعة لوزارة التربية بل تتأذى منه المدارس الاستثمارية وقطاع الاستثمار في التعليم , لأن القياس سينعكس على مستوى المدارس الخاصة وتصنيفها ورسومها كما قالت الوزارة اكثر من مرة والمتضرر معروف وصاحب المصلحة في فشل التجربة واضح ايضا .
وزارة التربية ووزيرها ساهما في افشال التجربة بعدم تحديد حجم المخاطر اولا وباستسهال الخصم ثانيا , فالهيبة خُدشت في النقلة التربوية الثانية , وهذا افرز على ما يبدو حالة ثأرية عند الوزارة حيال ركني العملية التربوية , المعلم والطالب , فقد بات التشنج واضحا في علاقة نقابة المعلمين بالوزارة وصار لزاما على الوزارة ان تثبت فشل المعلمين وتجييش الشارع المدرسي والشعبي ضدهم ,فثأرت من الطلبة في امتحان مبحث اللغة الانجليزية الذي وصفته بأنه من داخل المنهاج وبنفس نمط السنوات السابقة وهذا ما نفته تقارير مهنية كثيرة واصحاب خبرة تربوية ايضا , مما يؤكد نظرية الثأر التربوي .
مبحث الانجليزي كشف ان الوزارة ايضا خاضعة بطريقة ما لمصادر الدعم والتمويل الخارجي ولتأثير المدارس الخاصة ذات النمط الغربي , فنمط الاسئلة منقول من الانماط الامريكية والبريطانية في ظل بيئة تربوية مترنحة وغير قابلة لهذا النمط , الذي جاء مباغتا للمعلم وللطالب على حد سواء , وهذا ما كشفه خبراء تربويون وضعوا الوزارة في حرج بعد نشر سؤالين منقولين بتصرف من المدارس الانجليزية والامريكية ناهيك عن الاخطاء في المعاني والتراكيب وعدم مراعاة الاسئلة للبيئة التربوية الحاضنة في المجتمع الاردني , فبات المعلم ضحية النقابة وبات الطالب ضحية المعلم وارتفع منسوب الاحساس بالثأرية من الوزارة.
المجتمع الاردني يقف على ساق واحدة في امتحان الثانوية ويسارك في الامتحان كل المجتمع وليس طلبة الثانوية فقط , والتركيز على الهيبة دون التركيز على باقي اضلاع العملية التربوية يعني اشعال الحرائق الاجتماعية ورفع منسوب الغضب وليس ذنب طالب ان منسوب التحرش بين الوزارة والنقابة في اعلى مستوياته ولا ذنب الطالب ان ثمة تمويل مشروط يتطلب تغيير النمط في الاسئلة والامتحان دون اعلان مسبق .
وقفنا مع الوزير في استرداد الهيبة ولكن ليس على الطريقة البوليسية والعرفية بل من اجل تصويب المسار التربوي بمجمله , وتزامن الخلل والهرج والمرج في التعليم العالي والتعليم المدرسي يثير اسئلة حرجة , اولها هل تركنا الوزيرين عرضة للهجوم من المستثمرين في التعليم المدرسي والعالي ؟ ام تراجعنا عن تصويب العملية التربوية بما يتناسب وسوق العمل والبيئة الاردنية الحاضنة , تحت ضغوط التمويل الاجنبي واشتراطاته التي جنينا سوء ثمارها في السنوات العشر السابقة ؟
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)
نجاح الهيبة في امتحان الثانوية ,يبدو انه النجاح الوحيد الذي تحقق في المضمار التربوي , فسرعان ما فقدنا النقلة الثانية في الاصلاح التربوي وهو قياس مستوى الطلبة قبل الثانوية بعد ان صدمنا الوزير بحجم الامية في الصفوف الثلاث الاولى , وكانت فرصة القياس واردة في امتحاني الصفين السادس والتاسع لكن الاسئلة تسرّبت بتواطؤ من التعليم الخاص ومن جهات عديدة كانت تبحث عن اجهاض تجربة الوزير والتجربة التربوية بمجملها , فالقياس لا تتأذى منه مدارس وكالة الغوث او المدارس التابعة لوزارة التربية بل تتأذى منه المدارس الاستثمارية وقطاع الاستثمار في التعليم , لأن القياس سينعكس على مستوى المدارس الخاصة وتصنيفها ورسومها كما قالت الوزارة اكثر من مرة والمتضرر معروف وصاحب المصلحة في فشل التجربة واضح ايضا .
وزارة التربية ووزيرها ساهما في افشال التجربة بعدم تحديد حجم المخاطر اولا وباستسهال الخصم ثانيا , فالهيبة خُدشت في النقلة التربوية الثانية , وهذا افرز على ما يبدو حالة ثأرية عند الوزارة حيال ركني العملية التربوية , المعلم والطالب , فقد بات التشنج واضحا في علاقة نقابة المعلمين بالوزارة وصار لزاما على الوزارة ان تثبت فشل المعلمين وتجييش الشارع المدرسي والشعبي ضدهم ,فثأرت من الطلبة في امتحان مبحث اللغة الانجليزية الذي وصفته بأنه من داخل المنهاج وبنفس نمط السنوات السابقة وهذا ما نفته تقارير مهنية كثيرة واصحاب خبرة تربوية ايضا , مما يؤكد نظرية الثأر التربوي .
مبحث الانجليزي كشف ان الوزارة ايضا خاضعة بطريقة ما لمصادر الدعم والتمويل الخارجي ولتأثير المدارس الخاصة ذات النمط الغربي , فنمط الاسئلة منقول من الانماط الامريكية والبريطانية في ظل بيئة تربوية مترنحة وغير قابلة لهذا النمط , الذي جاء مباغتا للمعلم وللطالب على حد سواء , وهذا ما كشفه خبراء تربويون وضعوا الوزارة في حرج بعد نشر سؤالين منقولين بتصرف من المدارس الانجليزية والامريكية ناهيك عن الاخطاء في المعاني والتراكيب وعدم مراعاة الاسئلة للبيئة التربوية الحاضنة في المجتمع الاردني , فبات المعلم ضحية النقابة وبات الطالب ضحية المعلم وارتفع منسوب الاحساس بالثأرية من الوزارة.
المجتمع الاردني يقف على ساق واحدة في امتحان الثانوية ويسارك في الامتحان كل المجتمع وليس طلبة الثانوية فقط , والتركيز على الهيبة دون التركيز على باقي اضلاع العملية التربوية يعني اشعال الحرائق الاجتماعية ورفع منسوب الغضب وليس ذنب طالب ان منسوب التحرش بين الوزارة والنقابة في اعلى مستوياته ولا ذنب الطالب ان ثمة تمويل مشروط يتطلب تغيير النمط في الاسئلة والامتحان دون اعلان مسبق .
وقفنا مع الوزير في استرداد الهيبة ولكن ليس على الطريقة البوليسية والعرفية بل من اجل تصويب المسار التربوي بمجمله , وتزامن الخلل والهرج والمرج في التعليم العالي والتعليم المدرسي يثير اسئلة حرجة , اولها هل تركنا الوزيرين عرضة للهجوم من المستثمرين في التعليم المدرسي والعالي ؟ ام تراجعنا عن تصويب العملية التربوية بما يتناسب وسوق العمل والبيئة الاردنية الحاضنة , تحت ضغوط التمويل الاجنبي واشتراطاته التي جنينا سوء ثمارها في السنوات العشر السابقة ؟
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)