تكتيكات جديدة للحراك
رغم أمنيات البعض ومطالبات البعض الآخر، يبدو أن خطوة الملك بإلغاء قرارات الحكومة المتعلقة برفع أسعار الوقود لن تليها خطوات أخرى تحلحل الأزمة، وتنهي اللغط الشديد السائد في المشهد.
هناك خارطة طريق رسمية ما زالت مسيطرة على تفكير مطبخ النظام، مراحلها المقبلة تبدأ من حل البرلمان واستقالة الحكومة مع نهاية الدورة الاستثنائية، ومن ثم تحديد موعد انتخابات نهائي وإجرائها بمن حضر من القوى السياسية والاجتماعية.
هذه الخارطة لن يشوش عليها إلا احد أمرين؛ إما فشل التسجيل بشكل ذريع، وإما تطورات كبرى متعلقة بالمشهد السوري يستحيل معها إجراء انتخابات.
من هنا يبدو النظام عازماً «بالتي هي أحسن» وبكل الوسائل الجبرية والحبية على إيصال رقم التسجيل إلى مليونين، وإعلان انتصار مزيف على المقاطعة، ومن ثم المضي بالمشهد نحو الانتخابات.
الملك في السابق كان يردد أنه لا انتخابات من دون مشاركة لكل القوى، وهنا نقول ما الذي تغير؟ ولعل بعض الزملاء يرون في موقف فيصل الشوبكي مدير المخابرات تأثيراً كبيراً في تبدلات في المقاربات السابقة وإجهاضاً لها.
الحراك بدوره استفاد من كل قرارات حكومة الطراونة التي قدمت له زاداً مناسبا لتفعيل أدواته التي ضمرت في الآونة الأخيرة، وأعطته حيوية كنا قد ظننا أنها لم تعد موجودة.
من هنا سيتنبه النظام وسيمنع على حكومة الطراونة من الآن فصاعدا اتخاذ قرارات استراتيجية، وسيقتصر دورها على مهمة الصمت، وتمضية الوقت ومواصلة تبويس اللحى؛ من اجل مضاعفة أرقام التسجيل.
الحراك مطالب بالتقاط اللحظة السياسية وفهمها، والبناء عليها من خلال إنشاء تكتيكات ضاغطة جديدة تحافظ على الثوابت والسلمية، وينتج عنها ضغط ربما مختلف عن الذي كان سابقا.
الإخوان مع الحراك ومع كل الإصلاحيين مطالبون بإسقاط خريطة الطريق الرسمية؛ من خلال إعادة إنتاج ضغط الشارع على قاعدة «الرقم الحرج».
لابد من مظاهرات مختلفة يعمل فيها الإخوان على حشد اكبر عدد ممكن؛ وذلك من اجل إضافة متغير جديد يعبأ به مطبخ القرار، ويكون سبباً لإعادة النظر في صيغة الإصلاح الرسمية التي تذهب بنا نحو مزيد من التأزيم.
«اليوم ولا كل يوم»، من هنا يجب أن يعيد الحراك قراءة نفسه وتحالفاته وطبيعة اللحظة وحجمها، ومن ثم هم أدرى بتكتيكاتهم الجديد، والمهم أن يتدارسوا الأمر معاً وبسرعة.
(السبيل)