jo24_banner
jo24_banner

الفلورايد: الفوائد والمخاطر

الفلورايد: الفوائد والمخاطر
جو 24 : عرف الفلورايد بأنه عنصر كيميائي يوجد بالطبيعة ويأتي ترتيبه في المرتبة السابعة بين المعادن الأكثر انتشارا في القشرة الأرضية، ويوجد في التربة والحيوانات والنباتات، وفي العديد من المواد الغذائية بكميات مختلفة، ومن تلك المواد الشاي والأسماك واللحوم المختلفة والحليب والبيض والعسل والبندورة، ومقدار التناول اليومي للفلورايد من خلال الغذاء لا يكفي لمنع حدوث النخر السني أو الإقلال منه، لذلك تتم إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب العذبة، وإلى بعض مستحضرات العناية بالأسنان كالمعاجين وغسول الفم نظرا لفوائده المتعددة.

كيف يقاوم الفلورايد نخر الأسنان؟
حالما تبدأ الأسنان بفقد عناصرها المعدنية فإن بوسع الفلورايد عند استخدامه أن يعكس العملية ويعيد "معدنة" سطح السن، وبما أن النخر عملية مستمرة فإن تكرار استخدام الفلورايد يصبح ضروريا لضمان توقف النخر في مرحلة مبكرة.

ويعمل الفلورايد على زيادة مقاومة الأسنان للنخر من خلال الوسائل التالية:
1 - العمل على زيادة صلابة ومناعة ميناء السن وتشكيل مركبات فلورية في طبقات السن السطحية تكون أكثر مقاومة للأحماض المسببة للنخر السني.

2 - له قدرة مضادة للالتهابات وذلك من خلال تثبيط نمو بعض الجراثيم التي تخمر السكريات لإنتاج الأحماض من ناحية، والعمل على قتل بعضها من ناحية أخرى.

3 - يعمل على تخفيف إنتاج الأحماض التي تذيب ميناء الأسنان.

4 - يعمل على إيقاف النخر الأولي البسيط (بداية النخر)، وإعادة ترميم وتكلس منطقة بدء النخر، وإعادة تأهيل طبقة المينا في مراحل التسوس الأولي.

هناك طرق مختلفة للتطبيق الموضوعي للفلورايد ومنها:
أولاً: التطبيق الموضوعي للفلورايد: ويقصد به جعل مادة الفلورايد بتماس مباشر مع سطوح الأسنان البازغة في الفم.

أ: استعمال معاجين الأسنان والتي تحتوي على مركبات الفلورايد: من الوسائل الفعالة والعملية في إنقاص نسبة نخر الأسنان، وتصل إلى حوالي 30 %.

ب: التطبيق في العيادة السنية: حيث يكون تركيز الفلورايد عاليا، وعدد مرات التطبيق قليلة (مرتين سنويا) أي كل ستة أشهر، ويتم التطبيق باستعمال طوابع خاصة للأسنان، ويمكن البدء بهذه الطريقة من عمر ستة أشهر، ولكن التطبيق الضروري يكون في سن السادسة إلى الثانية عشرة من العمر، وكذلك في حالة وجود استعداد كبير لحدوث النخر لدى الطفل، وهذه الطريقة تخفض معدل النخر بنسبة تتراوح بين 30- 67 %.

ج: التطبيق في المنزل: ويكون تركيز الفلورايد منخفضا، وعدد مرات التطبيق كثيرة (يوميا أو أسبوعيا).

د: مضامض الفلورايد: وهي من الطرق السهلة لتطبيق الفلورايد ولا ينصح بها قبل عمر ست سنوات، وتتوفر مضامض فلورية بتركز مخفف يمكن استخدامها بشكل يومي أو أسبوعي، وطريقة التطبيق تكون بوضع ملء ملعقة كبيرة من المحلول في الفم والتمضمض بها لمدة دقيقة ثم تبصق، وتخفض هذه الطريقة نسبة النخر إلى حوالي 45 % تقريبا.

ثانيا: عن طريق الجهاز الهضمي (حبوب الفلورايد): وهي عبارة عن أقراص تحتوي على مركبات الفلورايد حيث تتحلل تلك الأقراص في المعدة والأمعاء ويتم امتصاصها في الجسم لتصل إلى المناطق المحيطة ببراعم الأسنان، ما يؤدي إلى تركز الفلورايد في تلك الأسنان أثناء تكونها.

تأثير حبوب الفلورايد في خفض نسبة نخر الأسنان
يؤثر تناول حبوب الفلورايد قبل بزوغ الأسنان على كل من الأسنان المؤقتة والدائمة، ويكون التأثير الأكبر عند البدء بتناول هذه الحبوب منذ الولادة.
وتبين الدراسات أن استخدام هذه الحبوب يؤدي إلى، تخفيض نسبة نخر الأسنان من 40 - 80 % في الأسنان المؤقتة والدائمة عند تناولها من الولادة، وتقل هذه النسبة كلما بدئ التطبيق في أعمار متقدمة.

وعند الأطفال الرضع تذاب حبة الفلورايد في العصير أو الماء أو الطعام، أما بالنسبة للأطفال الذين بزغت أسنانهم فإنه بالإمكان مص تلك الحبوب أو مضغها قبل ابتلاعها، ويرجع تقدير الجرعة المناسبة من الحبوب إلى طبيب الأسنان، وذلك بالاستناد إلى نسبة تركيزه في مياه الشرب والعادات الغذائية لدى الطفل بالإضافة إلى عمر الطفل.
برنامج المضمضة بالفلورايد لطلبة المدارس
برنامج المضمضة بالفلورايد هو برنامج يقدم الآن في العديد من دول العالم ومنها الأردن كوسيلة فعالة، وعملية لمنع نخر الأسنان بين طلبة المدارس.
العملية بسيطة جدا حيث يتمضمض الطالب مرة واحدة أسبوعيا وعلى مدار العام الدراسي بمحلول فلورايد الصوديوم، ولا يبلع الطالب المحلول حيث تتم عملية المضمضة تحت الإشراف.

ويتمضمض الطالب بمقدار 10 مل ملعقتين طعام مملوءتين من محلول فلورايد الصوديوم، ويبقى المحلول بالفم لمدة دقيقة واحدة فقط، ثم يتخلص الطالب من المحلول ولا يبلعه.

لماذا يحتاج الطفل للمضمضة بالفلورايد؟
1 - نخر الأسنان شائع بين طلبة المدارس ويبدأ في مراحل مبكرة جدا.
2 - استعمال الفلورايد هو من أفضل الطرق الوقائية من نخر الأسنان.
3 - أظهرت الدراسات العلمية أن المضمضة بالفلورايد تخفف نخر الأسنان من 20-50 %.

ميزات المضمضة بالفلورايد لطلبة المدارس؟
1 - آمن وفعال لتخفيف نخر الأسنان.
2 - البرنامج غير مكلف؛ لأن الكمية المستعملة قليلة.
3 - يحتاج وقتا قصيرا لتطبيقه.
4 - المضمضة سهلة التعليم من قبل الأطفال.
5 - يستطيع تطبيقه أشخاص عاديون وليس بالضرورة لأطباء الأسنان أو متخصصين بالصحة السنية.
6 - الطريقة مقبولة للأهل والطفل.
7 - يبقى الأطفال على دراية ومعرفة بأهمية صحة الفم والأسنان كلما حصلت المضمضة الأسبوعية.
8 - بما أن المحلول لا يبلع لذلك فإن هذا البرنامج صالح للمناطق المفلورة وغير المفلورة، ويعد وسيلة إضافية للتطبيقات الأخرى للفلورايد مثل؛ استخدام معاجين الأسنان وغيرها.

مخاطر الفلورايد
بعد كل ما ذكر: إذا سألت أحدا عن مادة الفلورايد فسيجيبك بأنها مادة مفيدة تتكون من عنصر الفلور المهم جدا لمكافحة التسوس كونها من أهم المواد المستخدمة لتقوية طبقة المينا وجعلها أكثر مناعة ضد اختراقات التسوس.
كما يعلم كثيرون أن الأطفال يجب أن يعطوا جرعات كافية من الفلورايد خصوصا أثناء فترة تكون الأسنان حيث إن تناوله عن طريق البلع يساهم في تقوية الأسنان. فنقص الفلورايد قد يسبب تشوهات في تكوين الأسنان اللبنية والدائمة.

كما أن معدل التسوس في المناطق التي تشرب ماء غنيا بالفلورايد مثل؛ مياه الآبار أقل بكثير من المناطق التي تشرب مياها عادية.

وأهم طرق إيصال الفلورايد إلى الناس هي مياه الشرب المفلورة، وإضافة الفلورايد إلى الملح مما يوصل الفلورايد للأسنان عن طريق البلع، ويساعد بالتالي على تغذية الأسنان بالفلورايد أثناء تكون الأسنان وذلك قبل بزوغها للفم.
ويتم ذلك من خلال وصول مادة الفلورايد إلى الدم ومن ثم إلى طبقة المينا المتكونة حيث تتحد مع البلورات المكونة لطبقة المينا والذي ينتج بتشكيل بلورات الفلورو أباتايت المقاومة للأحماض المسببة للتسوس. ومن هنا بنى العلماء اعتقادهم بأهمية تناول الفلورايد أثناء تكلس الأسنان.

يمكن أيضا إيصال الفلورايد بطرق التطبيق الموضعي للأسنان وذلك بعد تكونها وبعد بزوغها للفم. وتشمل هذه الطرق استخدام معاجين الأسنان وبعض أنواع غسول الفم المحتوية على الفلورايد، إضافة بالطبع إلى التطبيق الاحترافي أثناء زيارة طبيب الأسنان. والتطبيق الموضعي يقوي الطبقات الخارجية لطبقة المينا مما يجعلها أكثر مقاومة لأحماض التسوس، وله تأثير أيضا على البكتيريا المسببه للتسوس.

وقد اختلف العلماء حول أفضل الطرق لتغذية الأسنان بهذه المادة؛ هل هي عن طريق البلع أم التطبيق الموضعي. وكان كثيرون خصوصا في أميركا يعتقدون إلى وقت قريب أن فلورة المياه هي الأفضل، وذلك على عكس أوروبا التي لم تسمح بفلورة المياه على الاطلاق. هذه الحقائق قد يعرفها الجميع وقد أثبتها العلم بما لا يدع مجالا للشك، ولكننا غفلنا عن الوجه الآخر لها الذي تم الكشف عنه مؤخرا.

لقد بدأت معرفة أهمية مادة الفلورايد منذ أكثر من خمسين عاما، وحث علماء الأسنان الحكومات على إضافة الفلورايد إلى ماء الشرب وذلك استنادا إلى الفكرة القائلة إن مادة الفلورايد تكون أكثر فعالية عن طريق بلعها من خلال مياه الشرب.

والواقع الآن يقول غير ذلك، إذ شككت دراسات حديثة كثيرة في مقدار الكمية التي يحصل عليها الناس عند إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب.
كما أن لنا في الأوروبيين خير دليل، فما يقارب 97 % من دول أوروبا الغربية تستخدم مياه شرب خالية من الفلورايد، وبعضها يضيف الفلورايد إلى الملح فقط.

وقد علل الأوروبيون ذلك بالآتي:
- إن مياه الشرب ليست طريقة مثلى لإيصال علاج كيميائي للناس كون هذه الطريقة بالرغم من فوائدها في التقليل من تسوس الأسنان، فإن لها مضار أخرى محتملة حسب ما أثبتته الدراسات الحديثة.

- ان هناك طرقا أخرى أقل تكلفة بكثير وأكثر فعالية وأقل ضررا من إضافة الفلورايد للماء مثل؛ طرق التطبيق الموضعي كمعاجين الأسنان وغسول الفم المحتوية على الفلورايد.
أما بالنسبة لأخطار مادة الفلورايد فيمكن تلخيصها في الآتي:
1 - الأضرار على الدماغ: فقد صرح مجلس البحث الوطني الأميركي (NRC) بأنه وحسب دراسات أجريت على الحيوانات، فإن الفلورايد له تأثير ضار على الدماغ وخاصة عند إعطائه للرضع بتركيز منخفض مثلما يحدث في مياه الشرب، وتكون هذه الأضرار على شكل فقدان الذاكرة. وبناء على دراسات أخرى أجريت على الإنسان، وجد العلماء أن بلع مادة الفلورايد يقلل من مستوى مؤشر الذكاء لدى الأطفال.

2 - أضرار على الغدة الدرقية: فحسب مجلس البحث الوطني أيضا فإن مادة الفلورايد قد تتسبب في خمول في وظائف الغدة الدرقية عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في مادة الأيودايد.

3 - أضرار على العظم والأسنان: فزيادة مادة الفلورايد في العظم قد تسبب ضعف العظم ما يزيد من قابليته للكسر. وكذلك الحال بالنسبة للأسنان، فزيادة الفلورايد عن نسب معينة يسبب مرض تفلور الأسنان والذي عادة ما يصاحبه ضعف وتصبغ في المادة المكونة للأسنان. وقد أثبتت دراسات حديثة في جامعة هارفارد علاقة بين مادة الفلورايد وسرطان العظم OSTEOSACROMA (وهذه معلومات خطيرة تستوجب الحذر من هذه المادة).

4 - هناك أضرار أخرى محتملة وذلك لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والتي تحصل بسبب عدم قدرة جهاز الإخراج على التخلص من الفلورايد وبالتالي احتباسه في الجسم مما قد يسبب زيادة تركيزه في الجسم وخاصة العظم.

5 - وفي دراسات مثيرة أيضا توصل العلماء الأميركيون إلى أخطار أخرى محتملة قد تحصل بسبب فلورة المياه الصناعية، حيث إن إضافة المركبات المحتوية على الفلورايد قد تتسبب في إنتاج حامض الفلور والذي قد يتسبب في تحلل الرصاص من أنابيب المياه والذي يعرف بتأثيراته السلبية على صحة الإنسان مثل؛ أمراض صعوبة التعلم ومشاكل نفسية لدى الأطفال.

وحسب المعطيات السابقة فإن هناك بعض الإرشادات حول كيفية استخدام الفلورايد:

1 - بالنسبة للأطفال كن حريصا على عدم تعرضهم لمادة الفلورايد عن طريق البلع سواء أكان عن طريق مياه الشرب المعدنية أو عن طريق معاجين الأسنان ذات النكهات اللذيذة والمحتوية على الفلورايد، فبعض الأطفال يقوم ببلعها باستمرار وهذا خطأ يجب التنبه له.

2 - أفضل الطرق لاستخدام الفلورايد للأطفال هي طريقة التطبيق الموضعي للفلورايد عند طبيب الأسنان وذلك باتباع إرشادات معينة.

3 - أما بالنسبة للكبار فيمكن الاعتماد على معاجين الأسنان وغسول الفم ولكن يجب الحرص على تفادي بلعها، كما ان الاستخدام الموضعي يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب خاصة إذا كان لفترات طويلة. الغد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير