متحدثون لـJo24: اسرائيل المستفيد الأول.. والأنظمة العربية غارقة في سباتها
أمل غباين - أجمع محللون سياسيون على أن الاتفاق النووي بين ايران ودول (5+1) يعتبر ضربة قاصمة للدول العربية التي نظرت إليها الدول العظمى على انها خارج اطار الخريطة الدولية وان ايران باتت قوة لا يستهان بها على الصعيد السياسي العالمي.
الشياب: لا وجود للعرب على الخارطة الدولية
وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسني الشياب ان تصريحات وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، حيال عدم تأثر السياسية الخارجية لإيران بالاتفاق التاريخي "يجب ان تؤخذ على انها تنبع من مصدر قوة وثقة كبيرة تتمتع بها الجمهورية الايرانية".
وأضاف الشياب ان الاتفاقية تعتبر ضربة موجعة للنظام العربي "الذي لم يعد له اي وجود على الخارطة الدولية، حيث غاب عن المشهد السياسي العالمي بانشغاله بصراعات وهمية "الدفاع عن نفسه من الخطر الخارجي" جعلته بعيدا عن التقدم السياسي".
وتابع الشياب بالتأكيد على ان المعادلات الدولية تغيرت وتبدلت في نظرتها ومن حق الدول الكبرى ان تبحث عن مصالحها "حتى لو اتفقت مع الشيطان" وبالتالي فإن امريكا وجدت ان مصلحتها الحالية تكمن بعدم استعداء إيران التي اصبحت تعتبر قوة لا يستهان بها في المنطقة.
وأكد الشياب على ان المستفيد الاول من تلك الاتفاقية هو "اسرائيل" لاسباب عديدة منها استبعاد الاتفاقية لامتلاك ايران سلاحا نوويا في الوقت الراهن اضافة لما ستجنيه "اسرائيل" من تبعات الاستراضاء الامريكي لها جراء توقيعها على الاتفاقية من دعم سياسي واقتصادي وعسكري.
وحذر الشياب من انتشار المد الشيعي في المنطقة مؤكدا ان القوى الغربية باتت تضجر من -ما اسماه الشياب- التطرف السني، كما أن تدرك تلك القوى انها لن تستطيع مقاومته بسهولة، وعليه فإن "امريكا تعتقد ان الدول الشيعية لديها القدرة على وقف الطائفية ان ارادت ذلك في حين الدول السنية لا تمتلك ذات القوة في هذا الجانب".
الحباشنة: مشاريع اقليمية بغطاء مذهبي
وزير الداخلية الاسبق رئيس الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة سمير الحباشنة قال ان لبّ القضية وجود مشروع فارسي بقشره شيعية ومشروع تركي عثماني مغلف بقشرة سنية وآخر اسرائيلي معروف الاهداف فيما يغيب عن الساحة اي مشروع عربي يجعل لها قيمة او وزنا على الخارطة الدولية.
وقال ان ايران نجحت باستخدام المذاهب والطائفية لخدمة مشاريعها مضيفا "وفي هذا المشهد فإنا الغرب مثل اي قوى؛ لا تتعامل الا مع القوي، وبالتالي التعاون مع ايران دليل انها قوة لا يستهان بها".
وشدد الحباشنة على انه في حال عدم الحديث عن مشروع عربي قومي موحد تذوب فيه الاطياف والمذاهب فسيكون الاتفاق الامريكي الايراني المدخل الرئيس لاختراق الامة بشكل مطلق.
واضاف :"الامة العربية يجب ان تضرب العتبة ام انها فقدت الجهاز العصبي ولم تعد تشعر.. ان اي اتفاق ايراني امريكي سيكون على حساب هذه الامة والطامة ان الانظمةالعربية غافلة وفي سبات عميق".
اربيحات: سياسة أمريكا غير مرتبطة بأيدولوجيا معينة
وزير الثقافة والتنمية السياسية الاسبق، الدكتور صبري اربيحات، اكد على ان الإتفاقية تعبير عن سياسة امريكية مبنية على مبدأ مصلحة دولتها دون التقيد بأيدلوجيات معينة مع اي طرف".
وأوضح اربيحات أن الرؤية الأمريكية كانت واعية لضرورة استثمار المقاطعة الدولية لإيران وأن تلك المقاطعة ستجلبها الى الطاولة مع الاحتواء الناعم، مؤكدا ان الاتفاقية جاءت صادمة للامة العربية.
وأشار اربيحات إلى ضرورة عدم دخول الدول العربية في أي صدام مع ايران والخروج من العقلية التي تتمترس خلفها، مضيفا ان الاتفاقية قد تكون بداية يمكن البناء عليها لدفع الامة الى الامام والاجتهاد كي تتقدم حتى تكون في مراتب تسمح لها ان تكون في المقدمة.
وعن التخوفات من المد الشيعي قال اربيحات "المد الشيعي لا يأتي الا ان كان هنالك فراغ سني، وان لم تتمكن أنظمتنا العربية من أن تنظر الى هذه التحديات بأنها موجبة للتغيير موجبه للتغيير فسيكون هنالك بالفعل خطر".
واختتم اربيحات حديثه بالتأكيد على انه لا يمكن التحصن من الاخطار بالحديث عنه، بل يجب ان تكون حافزا للتطوير خاصة في زمن العولمة الذي توسعت فيه خيارات الناس في حين بقيت الانظمة العربية متقوقعة على نفسها منذ زمن ليس بقريب.
أبو علبة: أنظمة غارقة في التبعية
وقالت الأمين العام لحزب شعب الديمقراطي، النائب السابق عبلة ابو علبة، إنه وبلا شك فالاتفاق النووي ليس حدثا سياسيا عابرا بل عنصر رئيس في التحولات السياسية الكبرى الجارية في المنطقة حاليا ومستقبلا.
وعن نتائج هذا الاتفاق على المنطقة العربية قالت ابو علبة انها ستعتمد على الاستراتيجيات التي ستتبعها الأنظمة العربية نفسها، وتعاملها مع التحديات الكبرى التي يفرضها الاتفاق النووي "ولا بأس من بعض الأمل في أن تستفيق الانظمة العربية من سبات تبعيتها للغرب وتبديدها للثروات الهائلة خارج نطاق مشاريع التنموية وتمويلها للحروب التي تقررها الأوامر الامبريالية، سواء كانت خارجية أم داخلية".
وأضافت: "ليس من حق الأنظمة العربية أن تشعر بالصدمة بعد توقيع الاتفاق، وهي غارقة حتى أخمص القدم في أوهام الصداقة مع الغرب واغراق شعوبها على امتداد أكثر من خمسين عاما في بحر الظلمات والتخلف والاقتتال الداخلية حتى عجزت عن فرض حضورهاالسياسي والاقتصادي على الرغم من الأهمية الفائقة للموقع الاستراتيجي، والثروة الطبيعية الهائلة للمنطقة العربية".
وتابعت ابو علبة بالقول "إن من يتابع إعلام الأنظمة العربية لا بد وأن يصاب بالذعر، من طبيعة القراءة السياسية لهذا الحدث والاكتفاء بالتحذير من مخاطر الهيمنة الايرانية والتمدد الشيعي".
واستهجنت أبو علبة "ندرة الاقلام التي تطرقت الى المخاطر الكبرى للقوة النووية التي يمتلكها الكيان الصهيوني"، مشيرة إلى أن عددا من القوى الديمقراطية الفلسطينية فقط هي من طالبت المجتمع الدولي بتصفية البرنامج النووي الاسرائيلي.