jo24_banner
jo24_banner

خارج التغطية....

د. صبري اربيحات
جو 24 : ما أن تخرج من عمان شمالا وتحاول ان تدير قرص المذياع في سيارتك حتى تبدأ المحطات الاذاعية الاردنية بالاختفاء واحدة تلو الاخرى لتحل مكانها محطة صوت الشباب السورية التي تخصصت في الفيروزيات والرسائل السياسية والتوجيهية من وقت لاخر واذاعة دمشق... واذا ما اتجهت الى الشمال الشرقي تختفي جميعها ولا خيار لك الا الاذاعات السورية....

في اللقاء الذي جمعنا برئيس بلدية المفرق"المدينة الاكثر تأثرا باللجوء السوري " وبحضور العشرات من المثقفين والناشطين ليلة الاثنين كانت قضية التغطية الاعلامية وخصوصا البث الاذاعي اهم القضايا التي تحدث فيها الحضور فمن غير المعقول ان يكون فضائنا حرا لموجات البث السورية وتستعصي على الاردنيين التقاط تردد بث الاذاعات التي زاد عددها على الثلاثين...

قد يقول قائل ان الاذاعات التي تبث على تردد ال ف.م هي اذاعات محلية وغير معنية بما هو خارج نطاق ترخيصها ..و هذا صحيح لو كنا دولة لامركزية او ولايات لكل ولاية قوانينها وقضاياها ومشاكلها ... فنحن لم نزل بلدا صغيرا يمكن ان تقطع اراضيه من شماله الى جنوبه في ثلاث ساعات او اقل ....واذا كان العالم قرية صغيرة فالاولى ان يكون الاردن بكافة مكوناته الجغرافية والديمغرافية تحت التغطية الكاملة....ومن غير المقبول ان تكون المحطات السورية اكثر وضوحا واكثر حضورا في الفضاء الاردني خصوصا في منطقة حدودية وفي توقيت تسعى فيه الدولة لحماية وتحصين حدودها وتخومها مع كل الجيران.

حماية بلادنا وتماسكنا لا يتحقق بالدبابات والصواريخ وضرب المتسللين ومنعهم فحسب بل بضمان ان الفضاء مهيأ للتواصل على الطريقة الاردنية اليوم وغدا وفي كل الاوقات...الملاحظة مقلقة لاهل المفرق والكثير من المناطق الحدودية ...والناس غير مقتنعين بفكرة التصنيف الذي تنتهجه الهيئات المعنية بادارة هذا الشأن والقاضية بأن توسيع البث للمحطات مرتبط بمبالغ الرسوم التي على الاذاعات ان تدفعها من اجل ان تصل الى المناطق الابعد....

في مثل الظروف التي نمر بها تصبح تغطية كافة اراضينا بموجات اذاعاتنا والحد من تاثير وسيطرة موجات بث جيراننا على الفضاء الوطني مسؤولية تقع على الدولة بكل مؤسساتها...الملاحظة نفسها تنسحب على مناطق الاغوار وسفوح جبالنا المطلة غربا حيث تسيطر الموجات الصوتية العبرية على الفضاء وعلى اشارات الارسال وحتى الخطوط الهاتفية احيانا....

في عصر الانفتاح والعولمة والتواصل يمكن ان يكون الفضاء مفتوحا للجميع ولكن الامر يصبح معيبا عندما تكون اجهزت الاتصالات في بلادك قادرة على التقاط الموجات الصوتية للجيران اكثر من الموجات الصوتية الصادرة من محطات بثك الوطنية...

اظن ان على كل من يهمه الامر أن يولي هذا الموضوع جل الاهمية فالسيادة والهيبة الوطنية غير قابلة للتجزئة ولا تخضع لمعايير ومنطق الشركات الربحية وغير الربحية.
تابعو الأردن 24 على google news