سليمان الربيحات... "رحلة جادة.. رحيل مبكر.. وسيرة عطرة"
د. صبري اربيحات
جو 24 :
هذا المساء ومع رحيل تشرين يرحل سليمان اشد المعلمين ووالد الاطباء وصانع الامل لابناء الفقراء فهو الذي وضع قواعد التميز لابناء الكادحين واستخدم العصا ليرغم من قد يخاطر فيخيب امال والديه.
في الجوفة والتاج والمحطة وكل الاماكن التي جاء منها الطلبة اطمئن الاباء الى المدرسة التي ادارها ابا رامي بالحب والمسؤولية فقد احس الجميع بانهم يواجهون معلما في هيبة اب ومديرا في هيبة فيلسوف.
له نظرياته وافكاره واسلوبه الذي يقارب اساليب حكماء الصين فهو لا يكل من التوجيه ولا يمل من المساءلة..
الشخصية التي يمتزج فيها الجد مع الصدق والورع مع الخجل والصرامة مع الرقة تجعلك تحترم الرجل وتصغي لتفاصيل فلسفته العملية التي لا يشبهها شي من الذي تبقى لنا بعد موجات التطوير.
في سابقة كانت الاولى بين اهلنا نجح ابا رامي في ان يهدي لمجتمعة ثمار جهوده الخاصة فكان رامي بين اوائل الثانوية العامة واحد انجح اطباء قواتنا المسلحة مثالا على كيف يمكن ان يجد ابناء الاحياء الفقيرة مكانهم بين قوائم الاوائل واضاف الى ذلك ان الحق بعد سنوات شقيقه هيثم بكلية الطب التي يتزاحم على دخولها الاف الخريجين.
العلاقة بين الاستاذ سليمان ربيحات والتفوق علاقة لا تنتهي فقد كانت كريمته اولى الحاصلات على درجة الدكتوراة في احد التخصصات النادرة في الدفاع المدني
في سبعينيات القرن الماضي كان سليمان عيد الربيحات احد اكثر ابناء جيله اعتدادا بالنفس واصرارا على النجاح فقد كان يؤمن بالقدرات الخفية والامكانات الكامنة فيتولى حث الجميع على استثمار ذواتهم... في حالات كثيرة كان سليمان يقسوا على طلابه بدافع الحب ودون ان يفقد ايا من مشاعر الحب و الاعجاب والتقديرالتي يحملونها له.
في مدارس الهاشمي والمحطة والجوفة كان ابا رامي استاذا وقائدا ومربيا ومديرا يلاحق الطلبة يحثهم على العمل ويطارد نوازع التخاذل.
لا يوجد بين طلاب الجوفة والتاج من لا يعرف الاستاذ الراحل ولا يحمل في ذاكرته قصة او موقفا فهو لم ينسى يوما ابوته التي تغلغلت في عقول وقلوب الجميع....
الرحمة لروحك ابا رامي واطيب العزاء للابناء والاسرة والاصدقاء والمحبين.