jo24_banner
jo24_banner

العرض... والتواصي

د. صبري اربيحات
جو 24 : المتاجر والمطاعم ..المحامص والبسطات...نوافذ القهوة واماكن العصير جميعها تقدم سلع للعرض واخرى تواصي.... للتواصي سعر خاص ولزبائنها ترحيب خاص.....في حقيقة الامر لا فرق كبير إن وجد بين المعروض والتواصي في القصة التي ينسجها الباعة ويبلعها المستهلك....اليوم امضى احدهم دقائق وهو يحدثنا عن قهوة التواصي التي يحصل عليها من المحمص الخاص.
جاءت القهوة التي تحدث عنها صاحبنا "التواصي"....احتراما لصاحبنا صمت فلم اجب على السؤال الذي طرحه علي عن "كيف ارى قهوته"...ذكرني الموقف بالعبارات التي نشاهدها على بعض الصهاريج من مختلف الالوان وهي تستبيح حقوق المركبات على الطرق ويعبر السائق عن مزاجه الحاد باستخام مفرط للزامور الذي يلفت انتباهك الى عبارة كتبت على مؤخرة الصهريج "كيف ترى قيادتي؟" لا تجد وقت لتجيب على السؤال فتصمت.
بعض معارض الحلويات والموالح تضع سعرا للكنافة المعروضة والصنف الذي تطلق عليه كنافة تواصي او التسالي المعروضة والتواصي...احيانا تنسحب قضايا التواصي على الخدمات فالبعض يذهب الى مؤسسة خدمية ومعه توصية من اجل ان يتجنب المعروض وقد يجري تاخيره لساعات من اجل الترحيب به وتمريره على عشرات المكاتب وتناوله لكل المشاريب التي تقدمها المؤسسة قبل ان يحصل على الخدمة التي لا تحتاج لاكثر من عشر دقائق في احسن الاحوال.
التواصي وباء استشرى في ثقافتنا فالكل بده توصية وهناك اعتقاد بإن لا شيء يحدث بغير التوصية...واحيانا يعطل بعض القائمين على الخدمات خدماتهم من اجل أن يتلقوا توصية ليقوموا بما هو اعتيادي.
انا لا افضل شراء اي شيء منصنف التوصية ولا التصفية فجميع هذه المسميات جرى ابتكارها لخلق انطباع لدى المستهلك والمتسوق ومتلقي الخدمة بانه ينتمي الى طبقة غير التي ينتمي لها بقية الناس ....التواصي صفة لا تحمل مدلول حقيقي ...ولا يوجد طريقة للتحقق منها غير كثرة الترحيب والشرح والشكر والسعر الاعلى....اتمنى ان تكون سلعنا وخدماتنا خالية من التواصي لكي لا نخصص العام...زونتخلى عن معايير الخدمة الجيدة لحساب التصنيفات التي تبدد معنى الجودة وتضلل المستهلك.
تابعو الأردن 24 على google news