التجارة أرث وشطارة..
د. صبري اربيحات
جو 24 : العرب تجار بارعون فقد جابوا العالم في ازمنة كان من الصعب على غيرهم ان يركب البحر او يقوم باعباء هذه المهنة التي تقوم على الخلق والامانة والاقناع والقدرة على التواصل. فوصلوا الى الهند والصين واوروبا وافريقيا.وبرعوا في تطوير قواعد واخلاقيات وقيم التجارة التي اكسبتهم احترام وتقدير وثقة الامم التي تعاملوا معها.
منذ قرن من الزمان واكثر اصبحت التجارة مهنة من لا مهنة له فما ان ينشأ تجمعا سكنيا من عدة بيوت حتى يفكر احد اصحابها في ان يقيم متجرا صغير في موقع ظاهر يمكن النفاذ اليه من قبل الساكنين لشراء بعض حاجاتهم الضرورية...هكذا نشأت التجارة في بلادنا مع بدايات الاستقرار ومع تحولنا من الرعي الى الزراعة ومن الباعة المتجولون"الدواجة" الى تجار القرى والحارات...
مع الزيادة السكانية وتنامي حاجات السكان وزيادة وتيرة التصنيع تتوسع المتاجر الصغيرة ذات البوابات الواسعة المشرعة لتشمل اشياء غير السكر والشاي والصابون والملح والكاز والاقمشة والخيطان والحبال والحلاوة والسكاكر التي يقبل عليها الاطفال والناس في الاعياد لتشمل مواد جديدة ومثلجات ومعلبات ومنتجات البان ومئات الاحتياجات التي يسعى الناس للحصول عليها.
من الدكاكين الصغيرة التي يديرها احد ابناء القرية ممن اختاروا التوقف جزئيا عن النشاط الزراعي ليشكلوا همزة الوصل بين القرية والمدينة وليحفظ شعبة البريد وسجلات النفوس وعقود الزواج تساعده في ادارة المتجر زوجته او ابنته التي تتقمص شخصية تظلل من خلالها انوثتها لتناسب التعامل مع الزبائن بمختلف تصنيفاتهم رجالا ونساء صغارا وكبارا دون توجس او تردد الى المتاجر الاكبر والمتاجر المتخصصة في البقالة او الادوات المنزلية او الملابس او غيرها من الاحتياجات التي يقبل عليها السكان بشراهة اكبر كلما زاد التعداد والحركة والحراك الطبقي.
في الجيش العربي كان في كل وحدة من وحداته غرفة صغيرة او خيمة او مغارة احيانا يطلق عليها دكان الجندي..في الدكان كانت حاجيات الجنود الاساسية من معجون الحلاقة والفراشي والشفرات ومعجون الاسنان والفرشاة.. البراسو والكيوي والقطن وفراشي الاحذية كانت مواد اساسية لا تحتمل الدكاكين نفاذها عن رفوفها الصغيرة....كذلك السجائر التي كانت اهم المواد التي يقبل عليها المجندون باسعار تفضيلية. البشاكير والمنظفات "السيرف اولا" والمعلبات والاجبان واللحوم المعلبة اضافة الى البسكويت والفاصوليا الجافة.
بعض المجندين ممن اداروا دكاكين الجنود والشرطة ابان خدمتهم العسكرية تعلموا المهنة واصبحوا تجارا ودكنجية بعد التقاعد فاسسوا متاجرهم الصغيرة في قراهم وبواديهم بعد أن اضافوا لها مواد اخرى تتناسب مع طلبات الساكنين. الكثير من المجندين كانوا يتوقفون قبل اجازتهم الشهرية عند الدكان لشراء احتياجاتهم واحتياجات اسرهم من الدخان والمعلبات والمنظفات والسجائر والسلع التي تعرض باسعار رمزية خصوصا من المواد التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء.
على خطى دكان الجندي توفر المؤسسة الاستهلاكية العسكرية اليوم الاف السلع الغذائية والمنزلية والكهربائية ومستلزمات المعيشة وتقبل عشرات الاف الاسر على هذه المؤسسات ليس لجودة السلع فقط بل لقناعة الجميع بانهم يحصلون على السلعة باسعار لا تخضع لجشع التجار والوسطاء والموردون.
الدكاكين الصغيرة تلاشت من معظم الاحياء لحساب الاسواق الصغيرة والمتوسطة والعملاقة التي اصبحت تنتشر في كل الاماكن وحتى على الطرق العامة والاوتوسترادات...ومع اختفاء الدكاكين اختفت العلاقة بين البائع والمشتري ودفاتر الحسابات التي احتفظ بها البقالون ودفعة تحت الحساب وارسال الولد لابلاغ الوالد المتهرب من الدفع ان الحساب قد ثقل....وعبارة "الدين ممنوع ..والعتب مرفوع..والرزق على الله" التي يسطرها كل تجار القرى ويعلقونها على زاوية كي يراها الجميع.
الكثير من تجار اليوم يعتمدون الفهلوة والسمسرة واستغلال علاقاتهم واتصالاتهم ومواقعهم ليصبحوا تجارا ويدخلوا في شراكات غير مقيدة بالقواعد الاخلاقية للتجارة التي ابتدعها قدامى التجار الذين كانت متاجرهم مستودعا لامانات الاهالي والغرباء على حد سواء.
منذ قرن من الزمان واكثر اصبحت التجارة مهنة من لا مهنة له فما ان ينشأ تجمعا سكنيا من عدة بيوت حتى يفكر احد اصحابها في ان يقيم متجرا صغير في موقع ظاهر يمكن النفاذ اليه من قبل الساكنين لشراء بعض حاجاتهم الضرورية...هكذا نشأت التجارة في بلادنا مع بدايات الاستقرار ومع تحولنا من الرعي الى الزراعة ومن الباعة المتجولون"الدواجة" الى تجار القرى والحارات...
مع الزيادة السكانية وتنامي حاجات السكان وزيادة وتيرة التصنيع تتوسع المتاجر الصغيرة ذات البوابات الواسعة المشرعة لتشمل اشياء غير السكر والشاي والصابون والملح والكاز والاقمشة والخيطان والحبال والحلاوة والسكاكر التي يقبل عليها الاطفال والناس في الاعياد لتشمل مواد جديدة ومثلجات ومعلبات ومنتجات البان ومئات الاحتياجات التي يسعى الناس للحصول عليها.
من الدكاكين الصغيرة التي يديرها احد ابناء القرية ممن اختاروا التوقف جزئيا عن النشاط الزراعي ليشكلوا همزة الوصل بين القرية والمدينة وليحفظ شعبة البريد وسجلات النفوس وعقود الزواج تساعده في ادارة المتجر زوجته او ابنته التي تتقمص شخصية تظلل من خلالها انوثتها لتناسب التعامل مع الزبائن بمختلف تصنيفاتهم رجالا ونساء صغارا وكبارا دون توجس او تردد الى المتاجر الاكبر والمتاجر المتخصصة في البقالة او الادوات المنزلية او الملابس او غيرها من الاحتياجات التي يقبل عليها السكان بشراهة اكبر كلما زاد التعداد والحركة والحراك الطبقي.
في الجيش العربي كان في كل وحدة من وحداته غرفة صغيرة او خيمة او مغارة احيانا يطلق عليها دكان الجندي..في الدكان كانت حاجيات الجنود الاساسية من معجون الحلاقة والفراشي والشفرات ومعجون الاسنان والفرشاة.. البراسو والكيوي والقطن وفراشي الاحذية كانت مواد اساسية لا تحتمل الدكاكين نفاذها عن رفوفها الصغيرة....كذلك السجائر التي كانت اهم المواد التي يقبل عليها المجندون باسعار تفضيلية. البشاكير والمنظفات "السيرف اولا" والمعلبات والاجبان واللحوم المعلبة اضافة الى البسكويت والفاصوليا الجافة.
بعض المجندين ممن اداروا دكاكين الجنود والشرطة ابان خدمتهم العسكرية تعلموا المهنة واصبحوا تجارا ودكنجية بعد التقاعد فاسسوا متاجرهم الصغيرة في قراهم وبواديهم بعد أن اضافوا لها مواد اخرى تتناسب مع طلبات الساكنين. الكثير من المجندين كانوا يتوقفون قبل اجازتهم الشهرية عند الدكان لشراء احتياجاتهم واحتياجات اسرهم من الدخان والمعلبات والمنظفات والسجائر والسلع التي تعرض باسعار رمزية خصوصا من المواد التي قاربت صلاحيتها على الانتهاء.
على خطى دكان الجندي توفر المؤسسة الاستهلاكية العسكرية اليوم الاف السلع الغذائية والمنزلية والكهربائية ومستلزمات المعيشة وتقبل عشرات الاف الاسر على هذه المؤسسات ليس لجودة السلع فقط بل لقناعة الجميع بانهم يحصلون على السلعة باسعار لا تخضع لجشع التجار والوسطاء والموردون.
الدكاكين الصغيرة تلاشت من معظم الاحياء لحساب الاسواق الصغيرة والمتوسطة والعملاقة التي اصبحت تنتشر في كل الاماكن وحتى على الطرق العامة والاوتوسترادات...ومع اختفاء الدكاكين اختفت العلاقة بين البائع والمشتري ودفاتر الحسابات التي احتفظ بها البقالون ودفعة تحت الحساب وارسال الولد لابلاغ الوالد المتهرب من الدفع ان الحساب قد ثقل....وعبارة "الدين ممنوع ..والعتب مرفوع..والرزق على الله" التي يسطرها كل تجار القرى ويعلقونها على زاوية كي يراها الجميع.
الكثير من تجار اليوم يعتمدون الفهلوة والسمسرة واستغلال علاقاتهم واتصالاتهم ومواقعهم ليصبحوا تجارا ويدخلوا في شراكات غير مقيدة بالقواعد الاخلاقية للتجارة التي ابتدعها قدامى التجار الذين كانت متاجرهم مستودعا لامانات الاهالي والغرباء على حد سواء.