2024-08-21 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

الرواق يطلق كتاب(القدس مادبا).. شبابيك مادبا تحرس القدس

الرواق يطلق كتاب(القدس مادبا).. شبابيك مادبا تحرس القدس
جو 24 :

بالتعاون مع الجامعة الأميركية ورعاية وزارة الثقافة ينظم رواق البلقاء في السابع والعشرين من الشهر الجاري في فندق كمبينسكي بالبحر الميت، وبرعاية منه، حفل توقيع كتابه الذي حمل عنوان «القدس مادبا» ضمن مشاريع مدينة الثقافة الأردنية.


مؤسس الرواق خلدون الداوود، قال : إن الرواق يحتفل بالربيع العربي بطريقته الخاصة، وهذا الكتاب يمثل قراءة لروح المكان في تشكلاته التاريخية، وبوصف المكان نصاً ينطوي على رواية يحملها الإنسان في وجدانه، ويعيد تشكيلها وفق متخيله بحب.


ويثني على دعم «الرأي» لمشاريع الرواق، وكتاب القدس مادبا خصوصاً، مستدركا أن الإعلام والأصدقاء هم الذين حملوا المشروع منذ كانت فكرة مطلع الثمانينيات، وللآن.

سر العلاقة بين المدينتين
مدير إدارة التطوير والعلاقات الدولية في الجامعة الأميركية الأب مجدي السرياني قال: إن من ينظر بعين عادية الى كتاب القدس مادبا سيسأل عن سر العلاقة بين المدينتين؟
القدس، هي مدينة كل إنسان، كل الديانات، وهي تمتاز بمكانتها الدينية والتاريخية، وهي نقطة التقاء الأرض والسماء.


ومادبا هي المكان الذي يطل على جبال القدس، وفيها رأى النبي موسى القدس، وزارها يوحنا المعمدان، وأي حاج يأتي إلى مادبا سيقف على سفوح مادبا لرؤية القدس.
والعرب يقولون: «إذا حبيت قابل»، ومن المؤكد أن ثمة معنى للمجاورة، وثمة حبا نشأ في البلاد المقدسة.
هذه الرؤية هي التي كشفها لي خلدون الداوود بأهمية الفكرة وربطها بالأردن، فالقدس هي تحت حماية الهاشميين، ولها أهمية رمزية، وكان من الرائع أن يفكر فنان مثل خلدون الداوود والرواق بترجمة ذلك في كتاب، ومن هنا كانت الشراكة بين الجامعة والرواق، وهي شراكة نعتز بها ونؤمن بها.

حكايات وصور
من المؤكد أن الكتاب الذي جاء باللونين الأبيض والأسود، وبما احتواه في 300 صفحة من القطع الكبير يمثل نافذة تنفتح غرباً لتطل على شرفات القدس، وسفح ينهد على جبال مادبا، وهو في مثابة رحلة تقيم في المسافة بين المدينتين، تحمل الحكايات والقصص والأساطير التي حاول مؤسس الرواق حملها بين ثنايا السفر.


في الكتاب الجديد (المجلد)، كان صاحب الجدارية محمود درويش حاضراً في الغياب من خلال مقاطع شعرية تناجي القدس التي تلوح منائرها من الفحيص ومادبا وكل المدن الأردنية المطلة على النهر المقدس.


في الكتاب الذي جاء ضمن مشروع تدوين المكان بعد «البتراء» والعقبة وادي رم»، لم يشأ حارس الفكرة أن يكتب مأساة المدينة الأسيرة، بل ارتحل كناسك لقراءة المسافة بين «القريتين»، ليلتقي روحيهما، ويناجيهما، يتحدث معهما تحت ظل القمر، يستعيد طفولة المكان، وما نما في وجدان الناس وخاطرهم بصمت، وما تجلى في تعبير الإبداع والفن.


الداوود الذي أنتج عدداً من الأفلام ، ونظم جملة من المهرجانات العربية التي جاورت بين الموسيقى والتشكيل والشعر وجماليات المكان، ذهب في «القدس مادبا»، إلى منطقة الحب، ليقول إن العشق يورق بين الأماكن وينمو بما تساقط من بذور طيبة، وتبقى الأرواح معلقة بحبل سري يتجلى في الأثر والحكاية والفن.

الفن ضمير الناس
في كل مشروع الرواق، فإن الفن الذي «يمثل ضمير الناس»، كما يقول الداود: هو «الرهان».
يقول الداوود: «هذه هي الحكاية»، في المسافة بين المدينتين أسرار، لونتها خريطة مادبا(صياغة) الفسيفسائية التي كانت (أول الفن)، تستعاد بمتخيل الفنانين الأردنيين والعرب والأجانب، تستحضر من خلال اللون والتطريز والفوتغراف والشعر والفخار والعمارة والنباتات والطيور والحيوانات التي تقيم في السهول الممتدة بين نافذتين».


في كل الأحوال، يستدرك الداوود، كان بناء المكان شعريا، أسطوريا، ومن هنا ترى الشعر يقف كل صورة أو كتابة ولقطة، من خلال ناي الرعاة، وصمت المكان، وألوان الغروب والشروق، وحتى الحصى والحجارة والتراب، وترى الشعر في الكتاب الذي أهداه الداوود إلى روح الصديق محمود درويش مطرزاً بمختارات من قصيدة «القدس» .

إعادة بناء المكان
يشرح الداوود، كانت الفكرة، عندما تم اختيار مادبا مدينة للثقافة الأردنية، فحضرت القدس.
في الكتب السابقة، ومنها البتراء، المدينة الوردية ، عاصمة الأنباط، وعجيبة الدنيا السابعة، كانت قراءة المعنى الذي ينطوي عليه الحجر والماء، وفي كتاب «العقبة رم»، تراءت العلاقة بين البحر والرمل، الأزرق والترابي، الحياة وبدء الحياة، وفي القدس ومادبا ، استعادة لمهاد النص الأول في ارتحالاته بين ضفتين.


في الكتابة، قراءة ثانية للنص، وفي الرسم إعادة بناء للمكان، كما يشرح الداوود، وهو ما يلخص مشروع الرواق في توطين السياحة الثقافية وتسويق المكان بامتداداته التاريخية والجغرافية.
في مشروعه الجديد، كتاب «القدس مادبا»، يعيد إنتاج المكان بمتخيل الفنان ، وينشيء مدينته الخاصة التي يبنيها بما يحلم العاشق، ويدعو من يشاركه الحلم.


كان ممن شاركه الحلم فنانون عرب وأردنيين وأجانب، بمقترحات تنضاف إلى المكان باللون والأبرة والحرير والصورة، ومنهم: هاني الدلة
محمد العامري، فادي الداوود، خلدون الداوود، فؤاد أبو عساف، ناديا بسيسو ، عتاب حريب «سوريا»، حازم الزعبي، حكيم العاقل «اليمن»، حسين نشوان، سهيل بدور «سوريا»، غاندي جيباوي، سعد يكن لبنان، عبد الرحيم عرجان، ستيبا، فرغلي، «مصر» بهجوري «مصر»، وداد الأورفلي «العراق»، آدم حنين، وسام زاكو، لؤي الداوود، محمد خليل «فلسطين»، سيروان باران العراق وشادي الداوود، ومجموعة من طلبة الجامعة الأميركية
العائلة الواحدة
قال الفنان، الشاعر محمد العامري في كلمة أسرة الرواق: رواق البلقاء رئة تنبض بالهواء النقي ليبث تاريخا من عشق الأمكنة التي حملت أرواح أجدادنا حين كان الخبز المقدس اقتسام العائلة الواحدة.
وأثثت الداوود صفحات الكتاب بمقتطفات من حدائق درويش في لوحات بخط الثلث، ومنها: «الكلمات كالأعشاب من فم أشعيا» و»في القدس، أعني داخل السور القديم».


أما وزير الثقافة د. صلاح جرار‘ فقال: اليوم توقد القناديل في المدينتين بحبر الكتابة وتزين البيوت بخيال الفنانين ألوان لوحاتهم ، ليكون هذا الكتاب ناهلا من تاريخ الأرض المقدسة، ومزدانا بجمال وجهها البهي .
وكتب الشاعر الفلسطيني سميح القاسم: على نوافذ القدس الأسيرة تنمو ياسمينة غير مرئية الآن، لكن حضورها الإلهي الإنساني يقول توقه الساخن كالدم، إلى شمسنا الطالعة على رقاب الشهداء وسواعد المناضلين، محروسة بملائكة الورد والسنابل، عيون لا تنام، معانقة حلم يقظتها، رافعة القرابين إلى المذبح المقدس، مذبح يقظة حلمها وخفقان رايتها على أرضها الحرة، وتحت سمائها الحرة بمشيئة الله وإرادة الإنسان الإنسان.

إشراقة الروح
القاص مفلح العدوان، كتب تحت عنوان:»القدس إشراقة الروح»، تهزني مهابة التاريخ، وكأنني أعود إلى تخوم تلك المرحلة ، حيث أرى ملك المدينة(ملكي صادق)، الذي وسع القدس، أتبع خطاه وقد أطلق عليها اسم أور سالم، مدينة السلام، ومنذ تلك الأزمنة، مرت عليها أقوام كثيرة، وأعيد بناء المدينة أكثر من 18 مرة عبر تاريخها الثري.


الأكاديمي د. فوزي طعيمة كتب بعنوان: «العيش المشترك»: القدس قلب العالم، محج الأفئدة التواقة إلى الخالق مطلق الرحمة...، وهناك في قلب الأردن تستقر مادبا المدينة الوادعة، الجميلة سهولها حد الكمال، الحاضنة لكنوز تاريخ سحيق، المنتصبة جبالها في إطلالة حنين لا نهائي على الضفة الأخرى من النهر.
وكتبت لينا تادرس داؤد، تحت عنوان: « لم نفقد المفاتيح»، منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما وأنا متشوقة لزيارة مكان طفولتي التي تشكلت في بيتنا في القدس، حيث درجت قدماي هناك على عتباته، تلك العتبات التي عثرت عليها والشبابيك التي نظرت من خلالها الناس والأمكنة،.. أخيرا عثرت على بيتي الذي أضعته منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما.

جبل اسمه نيبو
الشاعر جلال برجس اختار عنوان: «نوافذ مادبا تحرس القدس»:
يا مادبا لم نأت من فراغ، ولن نذهب للفراغ، تماما مثلك أيتها الشجرة الفسيفسائية الطالعة من تراب التاريخ،.. في بيت بنافذتين على جبل اسمه «نيبو» أطل على القدس، فأصاب بعدوى الحنين، وتصاب روحي بالكلام...


هنا في نحر نيبو بيت بنافذتين، وهنا أنا، وهناك أنت.. عندما تطل الشمس ، وهي تجيء لك كقرص ذهب كوني مسجى على عربة الكون التي تجيء من الشرق تجرها أحصنة الصباح الأسطورية.. في حالة المدن الصباحية ، كطائر الفينيق، تولد أبجدية من أبجدية، ويولد حجر من حجر، يولد ماء من ماء، يولد حب من حب...


الصورة شعر، قصيدة تطرق باب العين، تخربش على جدار البؤبؤ بضع كلمات على محمل المجاز..
أوسع العين، فتجيء الملامح، ملامح مدينة عربية، بأعمدتها، بشوارعها، بسكانها، بتاريخها، أوسع العين فيتسع القلب. (الراي)

تابعو الأردن 24 على google news