دمج "القوائم" ضربة موجعة لقاعدة الحكم في الدولة الاردنية
كتب محرر تعليم وجامعات - تظن الحكومة بان خدعتها انطلت على النواب وابناء الوطن بموضوعة قوائم الاستثناءات . الحكومة ذهبت نحو ايهام الناس بانها تنوي مراجعة منظومة الاستثناءات برمتها وانها تسعى لالغاء بعضها وتخفيض الاعداد ببعضها الاخر واشغلت النواب والاردنيين بهذه النوايا التي اضمرت خلفها سعيها لتمرير دمج قوائم العشائر بقوائم المدارس الاقل حظا وهذا ما تم ، فسرعان ما هدأت غضبة النواب والفعاليات الشعبية بعد نفي الحكومة الغاء اي من الامتيازات التي تمنح لابناء المحافظات والعشائر والمكرمات ، وقبل الغالبية بهذه الصيغة التي نرى ان بداية للعبث بقوائم العشائر تمهيدا لالغائها .
نرجو ان لا يفهم دفاعنا عن الاستثناءات باننا نقبلها كقيمة ،ولكننا قلنا في غير مناسبة بان هناك من الظروف الذاتية والموضوعية ما يدفعنا للتمسك بها بالاسلوب والطريقة التقليدية رغم تحفظنا على الاستثناءات التي تشوه قوائم الاستثناءات ،فمشكلتنا مع "استثناءات الاستثناءات" وليس مع قوائم الاستثناءات نفسها .
الدمج هو غاية المنى للجهات التي تخطط لضرب قاعدة الحكم في الدولة الاردنية ، فبذلك تنخفض نسب ومعدلات القبول بقوائم العشائر حكما اذا ما بنينا على القاعدة التي سيجري تبنيها بعد الدمج ، حيث لن ينافس على قوائم العشائر من حصل على قبول في اي جامعة رسمية بغض النظر عن التخصص ، وهذا يعني ان غالبية ابناء المحافظات والقرى والبوادي سيدرسون في جامعات مؤتة والحسين والطفيلة وسيحرمون جميعا من القبول في تخصصات وكليات وجامعات في العاصمة ، وهذه جريمة بحد ذاتها .
هناك نسبة عالية لم تنجح اصلا من ابناء المحافظات ،اخذين بعين الاعتبار ان هناك اكثر من ٤٠٠ مدرسة في المحافظات لم ينجح منها احد ، بالاضافة ان هناك نسبة كبيرة من الطلبة تتراوح معدلاتهم بين ٥٠-٦٥٪ وهؤلاء حكما سيحرمون من فرص المنافسة ، وهذا بالطبع له علاقة مباشرة بظروف مدارسهم واوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الاولى ،ناهيك عن النسبة الكبيرة التي ستنال قبولات في تخصصات وجامعات لا يريدون ،فكم من الطلبة اذن سيستفيدون من الاستثناءات وسيتمكنون من الدراسة في جامعات وتخصصات يرغبون بها .
انها مؤامرة كبيرة ستحصر القبولات في الجامعات الاردنية والتكنولوجيا والبلقاء والهاشمية واليرموك بابناء العاصمة وما حولها كونهم تمكنوا من الحصول على معدلات مرتفعة، ويبدو ان هذا ما تسعى اليه خلية في الدولة تستهدف ابناء المناطق الاقل حظا سعيا لتجهيلهم واغتيال فرص حصولهم على تعليم عالي يستحقون .
اين العدالة في هذا النهج؟ وكيف سيساهم هذا المنطق في تنظيم العملية ومعالجة الاختلالات في الاستثناءات ؟
المتنفذون سيحصلون على المقاعد التي يريدون ، فهؤلاء لهم ادواتهم ومداخلهم ،اما ابناء الطبقات المسحوقة فلا امل لهم ولا فرصة .أهذا ما يريده عبدالله النسور ؟أهذا ما تريده الدوائر الامنية ؟ ام انهم مغلوبون على امرهم مثلنا ؟ على كل حال لا يمكننا ان نصف القرار الا بالقول بانه انقلاب على قاعدة الحكم في الدولة ومحاولة لحرمان ابنائها من فرص الحصول على تعليم جامعي لائق اسوة باقرانهم في بقية المحافظات . اما اذا كانت نيتهم ان يحولوننا جميعا الى عسكر فهذه غايتنا الاسمى ولكن بعد حصولنا على التعليم الجامعي الذي نستحق لنتمكن باقتدار من خدمة وطننا واهلنا في كل بقعة من تراب ارضنا الطهور . فهل من مذكر؟!!
