تكريم المتفوقين في الثانوية
د. مهند مبيضين
جو 24 : الملوك والقادة والرؤساء من حولنا، حين تشاهد اخبار دولهم تكاد المناظر تتشابه على شاشات الاخبار، فهي محصورة بالحروب والخطابات والصراعات الكثيفة، التي استباحت العراق وسوريا واليمن، فانتهت تلك الدول إلى باحثة عن الخلاص. وأمس كان المشهد في عمان مختلفاً فاللقاء الذي جمع الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة وذويهم مع الملك والملكة، وبحضور رئيس الحكومة ووزير التربية والتعليم، كان مهماً ليس من حيث مجرد كونه حدثاً برتكولياً، بل لأن الدولة حين تقرر استعادة الهيبة والإصلاح الحقيقي، فإن عليها أن تبدأ هناك حيث المدارس والمعلمون والطلبة.
الكل في العالم يجمع على أن لا إصلاح حقيقيا قبل إصلاح التعليم، والطلبة الذين تفوقوا واستمع الملك لحديثهم كانوا على وضوح كامل بأن الذي جرى في امتحان الثانوية ليس امرا عاديا بقدر ما هو استعادة للزمان الذي كانت فيه هيبة الدولة تقرأ من باب المدرسة وقيافة المعلم وارتفاع الرايات خفاقة عالياً.
في المقابل يعتبر التكريم دعماً لجهود وزارة التربية الساعية إلى تحقيق العودة الآمنة للثانوية العامة خاصة وقد اعلنت الوازرة تبنيها لعودة الثانوية للأمتحان مرة واحدة في السنة على غرار ما كان يجري في سنوات سابقة، بعد ما جرى من مقولات في التطوير التربوي، وهو الذي أنتج واقعاً صعباً ومتعدد المشكلات.
الوزير محمد الذنيبات وجهت إليه من الطلبة والأهل رسائل شكر عدة، ستعزز وضعيته في الحكومة الراهنة او في أي حكومة قادمة، أو أن تقفز به للاعلى قريباً، ذلك أنه تبنى الموضوع وعمل بجد، وآمن بالشراكة مع مؤسسات الدولة والعمل بروح المؤسسية والفريق الواحد.
لكن الواقع الضاغط والتحدي الأكبر الذي لا يمكن تجاهله يكمن في امكانية العودة للقرى ودراسة ظواهر الرسوب الجماعي وحل مشكلة عدم الاقبال على التعليم المهني، وقد شكلت الوزارة لجنة للنظر في إصلاح التعليم المهني.
وزير التربية والتعليم بنظر الجامعات الخاصة معطل لتقدمها، لأنه افقدها تدفق الطلبة السنوي الذي انعشها في العقدين الأخيرين، وهو لا يقصد ذلك، بل إن الوضع الطبيعي أن يقل عدد الملتحقين بالجامعات، ولكن هذا الوضع لن يكون مريحاً لتجار التعليم العالي وهو ما يفتح جبهة على وزارة التربية والتعليم واجراءاتها الإصلاحية. والمهم أن يبقى الجهد في إصلاح التربية منتظماً مستمراً مؤسسياً وأن يسمع صوت من ينتقد ما يحدث؛ لأن السبيل إلى التقدم لا يتم إلا عبر التربية والتعليم.
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)
الكل في العالم يجمع على أن لا إصلاح حقيقيا قبل إصلاح التعليم، والطلبة الذين تفوقوا واستمع الملك لحديثهم كانوا على وضوح كامل بأن الذي جرى في امتحان الثانوية ليس امرا عاديا بقدر ما هو استعادة للزمان الذي كانت فيه هيبة الدولة تقرأ من باب المدرسة وقيافة المعلم وارتفاع الرايات خفاقة عالياً.
في المقابل يعتبر التكريم دعماً لجهود وزارة التربية الساعية إلى تحقيق العودة الآمنة للثانوية العامة خاصة وقد اعلنت الوازرة تبنيها لعودة الثانوية للأمتحان مرة واحدة في السنة على غرار ما كان يجري في سنوات سابقة، بعد ما جرى من مقولات في التطوير التربوي، وهو الذي أنتج واقعاً صعباً ومتعدد المشكلات.
الوزير محمد الذنيبات وجهت إليه من الطلبة والأهل رسائل شكر عدة، ستعزز وضعيته في الحكومة الراهنة او في أي حكومة قادمة، أو أن تقفز به للاعلى قريباً، ذلك أنه تبنى الموضوع وعمل بجد، وآمن بالشراكة مع مؤسسات الدولة والعمل بروح المؤسسية والفريق الواحد.
لكن الواقع الضاغط والتحدي الأكبر الذي لا يمكن تجاهله يكمن في امكانية العودة للقرى ودراسة ظواهر الرسوب الجماعي وحل مشكلة عدم الاقبال على التعليم المهني، وقد شكلت الوزارة لجنة للنظر في إصلاح التعليم المهني.
وزير التربية والتعليم بنظر الجامعات الخاصة معطل لتقدمها، لأنه افقدها تدفق الطلبة السنوي الذي انعشها في العقدين الأخيرين، وهو لا يقصد ذلك، بل إن الوضع الطبيعي أن يقل عدد الملتحقين بالجامعات، ولكن هذا الوضع لن يكون مريحاً لتجار التعليم العالي وهو ما يفتح جبهة على وزارة التربية والتعليم واجراءاتها الإصلاحية. والمهم أن يبقى الجهد في إصلاح التربية منتظماً مستمراً مؤسسياً وأن يسمع صوت من ينتقد ما يحدث؛ لأن السبيل إلى التقدم لا يتم إلا عبر التربية والتعليم.
Mohannad974@yahoo.com
(الدستور)