صمتنا على مقتل خالد الأسعد
د. مهند مبيضين
جو 24 : مثلما تضامن معنا العالم في استشهاد الطيار معاذ الكساسبة، كان يجب ان نحزن ولو قليلاً على مقتل عالم جليل وحافظ للتراث مثل العلامة خالد الأسعد الذي قتلته داعش بقطع رأسه في ساحة عامة يوم الثلاثاء قبل الماضي. والذي وضعت يافطة على جثته اتهم بها بالردة وشملت لائحة الاتهام أو جرائمه المزعومة من قبل داعش بتمثيل سورية في «موتمرات الكفر»، وعمله «مديراً للوثنية» في تدمر، وزيارة إيران لإحياء ذكرى «ثورة الخميني»، والاتصال مع ضباط في الجيش السوري، بمن فيهم شقيقه العقيد عيسى الأسعد.
وهو المعروف كعالِم آثار سوري، شغل منصب المدير العام للاثار ومتاحف تدمر مُنذ عام 1963. وعمل مع بضع بعثات أثرية أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية وغيرها خلال سنوات عمله الطويلة ونال عِدة أوسمة سورية وطنية وأجنبية. يتحدث بلغات أجنبية عدة بالإضافة لإتقانه اللغة الآرامية، أما علو كعبه في العلم فهي حصيلة نحو 40 مؤلفاً عن الآثار في تدمر وسوريا والعالم، وله في فهارس المكتبات الأردنية عشرات الكتب بين مؤلفات مشتركة مع المرحومين احمد غسان سبانو أو مع د. عدنان البني الشريك التاريخي للأسعد في الاهتمام بتراث تدمر وآثارها.
شارك الأسعد في عشرات الورش التنقيبية والحفريات وكان ضليعا بالعلم الأثري، ويملك أسرار تدمر، وفي آخر سنواته اهتم بالكتابة عن بدو تدمر والكتابة التدمرية، وشارك في عديد من معارض الآثار والندوات، والمؤتمرات العلمية، والندوات في ايطاليا، واليونان، والنمسا، والهند، وإيران، وبريطانيا وفي عام 1988 عثر على منحوتة حسناء تدمر الرائعة الجمال، وكذلك مدفن أسرة بولحا بن نبو شوري، ومدفن أسرة زبد عته، ومدفن بورفا وبولحا، ومدفن طيبول؛ كما أشرف على ترميم بيت الضيافة عام 1991م، وكان له الشرف مع البعثة الوطنية الدائمة للتنقيب والترميم في تدمر بإعادة بناء اكثر من 400 عمود كاملة من أروقة الشارع الطويل ومعبد «بعلشمين» و»معبد اللات» وأعمدة ومنصة وادراج المسرح، وكذلك الأعمدة التذكارية الخمسة المعروفة، إضافة لإعادة بناء المصلبة وأعمدتها الستة عشرة الغرانيتية لمدخل حمامات زنوبيا، ومحراب بعلشمين، وجدران وواجهات السور الشمالي للمدينة، وترميم أجزاء كبيرة من أسوار وقاعات وأبراج عديدة في محيط تدمر التاريخية.
كرم الأسعد بثلاثة أوسمة دولية من فرنسا وبولندا وتونس، وكتب عشرات الأبحاث في مجلة الحوليات السورية، نال احترام الجميع وازعجت وفاته أهل العلم ومؤسسات الفكر في الغرب لكنها لم تحرك ساكناً في محيطنا الأردني ولا العربي باستثناء مصر عبر وزير السياحة ومدير الآثار فيها االدكتور ممدوح الدمياطي الذي نعى الفقيد، وكنت اتمنى ان يحدث موته على أيدي التطرف والحقد والظلام، صوتا أو عزاء او نعيا من طرف لجنة تاريخ بلاد الشام في الجامعة الأردنية التي تمثل حركة التاريخ وكتابته في بلاد الشام، او المعهد الملكي للدراسات الدينية أو كليات الآثار في الأردنية واليرموم أو اسام التاريخ والآثار في الأردن، للأسف لم يصدر شيء. علما بان اليونسكو والولايات المتحدة نددتا بالوفاة البشعة، ووزارة السياحة الإيطالية نكست الأعلام فوق المتاحف حدادا على الأسعد، وفي بريطانيا خصصت صحفها مساحات كبيرة وصورا للراحل خالد الأسعد وكتبت احداها: اذا كانت داعش من عالم آخر فإن خالد الأسعد من عالم آخر؟ لتكشف عظمته وقيمته الانسانية، فيما نحن غارقون في التفاصيل ولا نعرف قيمة فقدان الكبار.
لكن الشكر لموسوعة ويكبيديا والزميل د. رامي الطراونة الذي كثف جهوده لترجمة عشرات المقالات عن الراحل خالد الأسعد ورفعها على منصة الموسوعة أول أمس.
Mohannad978@yahoo.com
(الدستور)
وهو المعروف كعالِم آثار سوري، شغل منصب المدير العام للاثار ومتاحف تدمر مُنذ عام 1963. وعمل مع بضع بعثات أثرية أمريكية وفرنسية وألمانية وإيطالية وغيرها خلال سنوات عمله الطويلة ونال عِدة أوسمة سورية وطنية وأجنبية. يتحدث بلغات أجنبية عدة بالإضافة لإتقانه اللغة الآرامية، أما علو كعبه في العلم فهي حصيلة نحو 40 مؤلفاً عن الآثار في تدمر وسوريا والعالم، وله في فهارس المكتبات الأردنية عشرات الكتب بين مؤلفات مشتركة مع المرحومين احمد غسان سبانو أو مع د. عدنان البني الشريك التاريخي للأسعد في الاهتمام بتراث تدمر وآثارها.
شارك الأسعد في عشرات الورش التنقيبية والحفريات وكان ضليعا بالعلم الأثري، ويملك أسرار تدمر، وفي آخر سنواته اهتم بالكتابة عن بدو تدمر والكتابة التدمرية، وشارك في عديد من معارض الآثار والندوات، والمؤتمرات العلمية، والندوات في ايطاليا، واليونان، والنمسا، والهند، وإيران، وبريطانيا وفي عام 1988 عثر على منحوتة حسناء تدمر الرائعة الجمال، وكذلك مدفن أسرة بولحا بن نبو شوري، ومدفن أسرة زبد عته، ومدفن بورفا وبولحا، ومدفن طيبول؛ كما أشرف على ترميم بيت الضيافة عام 1991م، وكان له الشرف مع البعثة الوطنية الدائمة للتنقيب والترميم في تدمر بإعادة بناء اكثر من 400 عمود كاملة من أروقة الشارع الطويل ومعبد «بعلشمين» و»معبد اللات» وأعمدة ومنصة وادراج المسرح، وكذلك الأعمدة التذكارية الخمسة المعروفة، إضافة لإعادة بناء المصلبة وأعمدتها الستة عشرة الغرانيتية لمدخل حمامات زنوبيا، ومحراب بعلشمين، وجدران وواجهات السور الشمالي للمدينة، وترميم أجزاء كبيرة من أسوار وقاعات وأبراج عديدة في محيط تدمر التاريخية.
كرم الأسعد بثلاثة أوسمة دولية من فرنسا وبولندا وتونس، وكتب عشرات الأبحاث في مجلة الحوليات السورية، نال احترام الجميع وازعجت وفاته أهل العلم ومؤسسات الفكر في الغرب لكنها لم تحرك ساكناً في محيطنا الأردني ولا العربي باستثناء مصر عبر وزير السياحة ومدير الآثار فيها االدكتور ممدوح الدمياطي الذي نعى الفقيد، وكنت اتمنى ان يحدث موته على أيدي التطرف والحقد والظلام، صوتا أو عزاء او نعيا من طرف لجنة تاريخ بلاد الشام في الجامعة الأردنية التي تمثل حركة التاريخ وكتابته في بلاد الشام، او المعهد الملكي للدراسات الدينية أو كليات الآثار في الأردنية واليرموم أو اسام التاريخ والآثار في الأردن، للأسف لم يصدر شيء. علما بان اليونسكو والولايات المتحدة نددتا بالوفاة البشعة، ووزارة السياحة الإيطالية نكست الأعلام فوق المتاحف حدادا على الأسعد، وفي بريطانيا خصصت صحفها مساحات كبيرة وصورا للراحل خالد الأسعد وكتبت احداها: اذا كانت داعش من عالم آخر فإن خالد الأسعد من عالم آخر؟ لتكشف عظمته وقيمته الانسانية، فيما نحن غارقون في التفاصيل ولا نعرف قيمة فقدان الكبار.
لكن الشكر لموسوعة ويكبيديا والزميل د. رامي الطراونة الذي كثف جهوده لترجمة عشرات المقالات عن الراحل خالد الأسعد ورفعها على منصة الموسوعة أول أمس.
Mohannad978@yahoo.com
(الدستور)